لبنان يقرر تسليم الشاعر المصري عبد الرحمن القرضاوي إلى الإمارات

07 يناير 2025
عبد الرحمن يوسف القرضاوي في صورة متداولة من دمشق (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قررت حكومة تصريف الأعمال في لبنان ترحيل الشاعر المصري المعارض عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى الإمارات، رغم اعتراضات قانونية وحقوقية.
- القرضاوي، المعروف بانتقاده للأنظمة القمعية، يواجه خطر الاحتجاز التعسفي والتعذيب في حال تسليمه، مما يشكل انتهاكاً لمبدأ عدم الإعادة القسرية.
- منظمة العفو الدولية تدعو السلطات اللبنانية لرفض طلبات التسليم، مؤكدة أن القضية تمثل اختباراً لالتزام لبنان بحقوق الإنسان وحرية التعبير.

​قررت حكومة تصريف الأعمال في لبنان، اليوم الثلاثاء، ترحيل الشاعر المصري المعارض، عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى الإمارات، بحسب ما أعلنه وزير الإعلام في الحكومة زياد المكاري، بعد جلسة للحكومة. بدوره قال محامي الدفاع عن القرضاوي اللبناني محمد صبلوح، إنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أقرّ تسليم موكله إلى دولة الإمارات.

وأضاف المحامي، في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، أنه سيجري، غداً الأربعاء، تقديم طعن أمام مجلس شورى الدولة لوقف تنفيذ القرار بحق موكله الذي يحمل الجنسية التركية. وأبدى قانونيون، تخوّفهم من أن يجري تسليم القرضاوي إلى أبوظبي، قبل البت في الطعن. وفي فيديو نشره لاحقاً، وصف صبلوح قرار الحكومة اللبنانية برئاسة ميقاتي بأنه "جريمة بحق الإنسانية ويضرب عرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية".

والشاعر هو نجل الشيخ الراحل يوسف القرضاوي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وجاء اعتقاله بعد تعليقات له انتقد فيها السلطات الإماراتية والسعودية والمصرية في مقطع مصور نُشر على الإنترنت. وطلبت الإمارات ومصر تسليمه. وأشارت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية سارة حشاش، إلى أنّه "يجب على السلطات اللبنانية أن ترفض على وجه السرعة طلبَيْ تسليم عبد الرحمن القرضاوي، الصادرَيْن عن السلطات المصرية والإماراتية والسماح له بالسفر إلى تركيا أو أي وجهة أخرى يختارها".

وقالت، في تقرير للمنظمة، اليوم الثلاثاء: "يأتي الاحتجاز التعسفي لعبد الرحمن القرضاوي إثر إدلائه بتصريحات انتقد فيها السلطات الإماراتية والسعودية والمصرية، ويُعتقد أنّ طلبَيْ تسليمه يستندان إلى ممارسة مشروعة لحقه في حرية التعبير".

وأضافت "انتقاد السلطات ليس جريمة. في حال أُعيد عبد الرحمن القرضاوي إلى مصر، سيواجه خطراً حقيقياً بالتعرّض للاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة والمحاكمة الجائرة التي قد تؤدي إلى السجن الجائر لفترات طويلة، وسيكون أيضاً عرضة لخطر الاحتجاز التعسفي وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان في حال أُعيد إلى الإمارات".

وأوضحت المسؤولة في المنظمة أنّ "تسليم القرضاوي قسراً إلى بلد يُرجَّح أن يواجه فيه الاضطهاد سيشكّل انتهاكاً صارخاً لمبدأ عدم الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي"، وتابعت: "تُعدّ هذه القضية اختباراً حاسماً لالتزام السلطات اللبنانية بصون الحق في حرية التعبير. لذا يجب عليها أن تضع احترامها لحقوق الإنسان والتزاماتها بموجب القانون الدولي قبل الروابط السياسية والمصالح الاقتصادية".

وعبد الرحمن يوسف القرضاوي المعروف بكونه شاعراً وناشطاً سياسياً شخصية بارزة في معارضة الأنظمة القمعية، سواء في مصر أو في دول أخرى مثل الإمارات، وقد أوقفته السلطات اللبنانية بتاريخ 28 ديسمبر/ كانون الأول 2024 عند معبر المصنع الحدودي مع سورية، بناءً على مذكّرة صادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب. والمذكّرة المشار إليها مسيّسة في طبيعتها، بحسب منظمات حقوقية، وهي تُستخدم وسيلة ضغط على الأصوات المعارضة، الأمر الذي يجعل اعتقال القرضاوي جزءاً من حملة إقليمية تستهدف النشطاء والمفكّرين.

المساهمون