إبراهيم ومروان المصري... قصة طفلين فلسطينيين كانا يتجهزان للعيد قتلتهما طائرات الاحتلال في غزة
انفجرت والدة الشهيدين الفسطينيين الطفلين إبراهيم ومروان عطا الله المصري (11 عاماً و6 أعوام) بالبكاء وهي تستذكر اللحظات الأخيرة قبيل استشهاد طفليها في قصف إسرائيلي طاولهما خلال لعبهما في مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة مساء أمس الإثنين.
وبدت الأمّ الفلسطينية في حالة نفسية صعبة للغاية وهي تستذكر طفليها الشهيدين وحديثها إليهما قبل أقل من ساعة فقط من استهداف الاحتلال لهما، فيما كانت عدد من السيدات يتجمعن بجوارها يحاولن مؤازرتها والتخفيف عنها.
ودخلت الكثير من السيدات اللواتي تواجدن في منزل العائلة في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة في حالة من البكاء الهستيري والحزن الشديد وهن يستمعن من أم إبراهيم المصري للحظات الأخيرة التي سبقت وتلت استشهاد نجليها، وعدم تصديقها لنبأ وفاتهما خلال اللحظات الأولى لتبليغها.
وقبيل بضع ساعات من استشهاد الطفلين كانت أم إبراهيم قد أتمت شراء ملابس عيد الفطر لنجلها الأصغر مروان ابن الست سنوات، فيما كانت تتجهز لشراء ملابس العيد لنجلها إبراهيم بعد ساعات، قبل أن يفتك القصف الإسرائيلي المباشر بهما.
وصدمت أم إبراهيم بنبأ استشهاد نجليها، إذ كانت تتواجد في أحد المنازل حيث تعمل "كوافير" للسيدات وتتنقل بين المنازل من أجل توفير مصدر دخل يساعدها في توفير احتياجات ورغبات أبنائها وبناتها البالغ عددهم 7 أفراد.
وتقول المصري لـ "العربي الجديد" إنها كانت عائدة من عملها إلى المنزل قبل أن تلتقي بابنتها الكبرى وهي تبكي لتصدمها بنبأ استشهاد نجلها الأكبر، فيما بقيت العائلة تجهل استشهاد نجلها الأصغر لبعض الوقت نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف للمكان الذي كانا يتواجدان فيه.
وتضيف أنها خرجت من المنزل من أجل تلبية احتياجات أبنائها الأطفال وكي تتمكن من شراء ملابس وألعاب العيد لهم كغيرهم من الأطفال، إذ كانت تريد أن توفر مبلغاً مالياً بسيطاً يمكنها من جلب الهدية الخاصة بإبراهيم على غرار ما قامت بتوفيره لنجلها مروان.
وفور وصول الأم للمستشفى شاهدت نجلها إبراهيم وهو غارق في دمائه ويلفظ أنفاسه الأخيرة، فيما كانت تطلب من الأطباء أن يساعدوه بأي طريقة كانت، قبل أن يصدمها نجل شقيقتها باستشهاد مروان الذي كان جسده النحيل قد تشوه بفعل شدة القصف الإسرائيلي.
وكان الطفلان يتواجدان برفقة أبناء عمهما العاملين في مجال القمح والشعير ويلعبان معهم قبل أن يشن الاحتلال غارة مكثفة حولتهما إلى أشلاء تسببت في إصابة مباشرة لإبراهيم في الرأس ووصل مصاباً قبل أن يعلن عن استشهاده، أما مروان فقد استشهد فوراً وتشوه جسده.
وتساءلت الأم الفلسطينية وحالة القهر والألم تسيطر عليها بعد استشهاد نجليها، عن الذنب الذي ارتكبه ابناها ليتم استهدافهما وقصفهما بهذه الطريقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً وأنهما كان يلعبان كغيرهما من الأطفال ويتواجدان في مكان مفتوح.
لكنها استدركت أن دماء أطفالها ليست بأغلى من القدس والمسجد الأقصى، وأن العدوان الإسرائيلي على القطاع يجب أن يقابل بمزيد من المقاومة من أجل التخلص من الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق تواجده.