قتل الأفراح في غزّة.. قصف إسرائيلي يحوّل عرساً إلى مأتم

26 سبتمبر 2024
تصر إسرائيل على تنغيص فرحة الفلسطينيين، 22 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

لم تكن سجا كريرة، من مدينة غزة، تتخيل أن يتحول يوم زفافها إلى مأتم، بعدما فقدت والدها في غارة إسرائيلية استهدفته أثناء جلبه طعام الفطور. كانت الشابة الفلسطينية، وهي في العشرينيات من عمرها، تتهيأ للانتقال إلى بيت زوجها بعدما تأجل زفافها بسبب حرب الإبادة المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

الفرح ينقلب عزاء

وفي اليوم الذي كان من المفترض أن تقام فيه مراسم الزفاف وتنتقل العروس إلى بيت زوجها بعد تأجيل طويل بسبب الحرب على غزة التي تقترب من إتمام عامها الأول، استشهد والد العروس محمد في صباح يوم الزفاف، ليتحول بيت الفرح إلى بيت عزاء.

واستشهد الأب محمد في مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، بينما كان في طريقه لجلب طعام الفطور من مكان قريب من منزله، بعدما استهدفته غارة إسرائيلية. وكان الأب يعتزم تنظيم حفل زفاف مميز لابنته في أفخم قاعات الأفراح، ويحرص على تلبية كل احتياجاتها، لكن الحرب فرضت تأجيل الزفاف وأثرت على خططهم.

ذكريات مؤلمة

وفي منزلها تجلس العروس في صمت، متأملة على هاتفها المحمول مقطع فيديو يوثق اللحظات المروعة التي تلت الاستهداف الإسرائيلي لوالدها. ويظهر الفيديو عملية انتشال جثمانه من مكان الهجوم الإسرائيلي، ويعيد إلى ذهنها تفاصيل تلك اللحظات القاسية التي حولت يوم الزفاف إلى مأتم. وتتأمل في الصور المؤلمة التي تروي قصة فقدان أبيها في ظل الحرب، ويغمرها الحزن وهي تستذكر كيف كان يجب أن يكون هذا اليوم مليئا بالفرح والحب.

حلم مسلوب في غزة

وتقول كريرة لوكالة الأناضول: "كان والدي يحلم بإقامة حفل زفاف مثالي لي، كان يعتزم شراء بدلة زفاف رائعة وحلي، وكان يخطط لدعوة جميع الأهل والأصدقاء والأقارب للاحتفال معنا". وتضيف: "لكن الحرب حرمتنا من كل شيء، من الأب ومن الفرحة التي كنا ننتظرها". وتتابع: "تم عقد قراني في أغسطس/آب الماضي، وكنا نرغب في أن تستمر فترة الخطوبة عاما، لكن في ظل الحرب المستمرة ودماء الشهداء، قررنا إقامة حفل زفاف بسيط فقط والانتقال إلى بيت زوجي".

وتوضح أنه "في ذلك اليوم، قررنا تنظيم حفل زفاف بسيط ودعوة بعض الأهل، ولكن في صباح ذلك اليوم سمعت صوت غارة شديدة، ولم أكن أتوقع أن يكون والدي هو الذي استشهد". وتمضي قائلة: "جاء أحد أقاربنا ليخبرني بأن والدي استشهد، لم أكن لأصدق حتى ولو رأيته محمولا على الأكتاف، لكن عندما أوصلوه إلى البيت في تلك اللحظة، تحول كل شيء إلى ألم وجراح عميقة". وتختتم حديثها بالقول: "كان والدي دائما يوصيني بالاعتناء بزوجي وأخي ووالدتي، وكان يطلب مني أن أكون دائما سعيدة".

بدورها، تقول والدة العروس، التي كانت بجانب ابنتها، إنها لم تستطع تصديق خبر استشهاد زوجها رغم تأكيد الجميع لها، حيث لم يكن بحسبانها مطلقاً أن يكون هو المستهدف في القصف. وتضيف: "كان استشهاد زوجي صدمة، ولم أصدق ذلك حتى الآن، ما زلت لا أستطيع تصديق ذلك، كان يفعل كل ما في وسعه من أجل أبنائه، ولم يرفض لهم طلبا". وتتابع: "كانت أمنيته الكبرى أن يتم أبناؤه دراستهم بنجاح"، وتشير إلى أنه "كان يخطط لإقامة حفل زفاف كبير لابنته ويحرص على أن تحصل على كل ما تحتاجه لتكون سعيدة".

وبدعم أميركي مطلق تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

(الأناضول)

المساهمون