صرخة طلاب لبنانيين: لا للهجرة السرية وفقدان الأمل

17 أكتوبر 2022
رسالة أمل ضد الهجرة السرية (العربي الجديد)
+ الخط -

جراء الأزمة الاقتصادية الصعبة في لبنان، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وتدهور الليرة اللبنانية، بات السكان في وضع مالي هش، في ظل تقاضي غالبيتهم رواتب بالعملة المحلية بحسب سعر الصرف القديم للدولار وهو 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، في وقت وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى نحو 40 ألف ليرة حالياً. ولا شك في أن هذه الشريحة تواجه مشاكل كبيرة في التعامل مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تحتاجها في حياتها اليومية، وكذلك الوقود، واشتراكات مولد الكهرباء، ومستلزمات أخرى لا يمكن الاستغناء عنها، ما نشّط عملية الهجرة السرية في مناطق عدة، وشملت لبنانيين وفلسطينيين وسوريين تعرضوا لمخاطر على متن قوارب في البحر. من هنا أطلق طلاب مدرسة الفنون الإنجيلية للبنات والبنين في مدينة صيدا (جنوب) صرخة لدعوة هؤلاء المهاجرين السريين إلى تجنب اتخاذ قرارات "غير صائبة"، وذلك من ميناء المدينة.

تقول أستاذة اللغة الإنكليزية لطلاب الأول الثانوي في مدرسة الفنون الإنجيلية، سحر عابدين: "نسمع منذ مدة بالهجرة السرية في لبنان التي تشكل خطراً على حياة الناس، وطلاب مدرستنا أرادوا أن يوجهوا رسالة إلى المهاجرين السريين الذين يعتقدون بأن خوض هذه المغامرة يحل مشاكلهم، في حين أنها قد تجلب مصائب كبيرة لهم". تتابع: "عكست الفكرة رغبتنا في أن نخبر المهاجرين السريين بأن البواخر أو الزوارق التي يحاولون الهروب من البلاد على متنها غير صالحة، وقد تتسبب في غرقهم. الجميع يعاني من الوضع الاقتصادي المتردي جداً في لبنان، لكن الهجرة بهذه الطريقة ليست الحل، وهذا ما أردنا قوله للمهاجرين الذي يبيعون أغراض منازلهم وبيوتهم نفسها أو أي شيء يملكونه للسفر، في حين يستطيعون أن يستثمروا هذه الأموال في مشاريع داخل لبنان".

خدمة المجتمع هدف الطلاب الثانويين (العربي الجديد)
خدمة المجتمع هدف الطلاب الثانويين (العربي الجديد)

وتقول الطالبة فلك عبود: "نريد من خلال حملتنا توجيه رسالة لأولئك الذين يفكرون بخوض الهجرة السرية، تفيد بأن هذه الطرق ليست الحل لأسباب عدة، أهمها أنها غير آمنة لهم ولأولادهم، وأن المواطنين لا يجب أن يتخلوا عن بلدهم، ويتجنبوا بيع ما يملكونه لتأمين المبلغ المطلوب للمغادرة، فالأجدى أن يستثمروا مبالغ ما يبيعونه من منازل ومقتنيات ثمينة واستثمارها بأي مشروع في وطنهم مهما كان حجمه، كي يؤمّنوا لأولادهم حياة مستقرة بعيدة عن الخطر". تتابع: "يحكم من يخوض الهجرة السرية على نفسه بالموت، وهي ليست الحل رغم الحجم الهائل للأزمة الاقتصادية في لبنان".

يتحدث عن خسارة الناس كل ما لديهم بسبب الهجرة (العربي الجديد)
يتحدث عن خسارة الناس كل ما لديها بسبب الهجرة (العربي الجديد)

بدوره، يقول الطالب عبد الرحمن نحولي لـ"العربي الجديد": "قررنا أن ننزل ونصرخ ضد الإقدام على الهجرة السرية التي نعتبرها خطوة غير صحيحة وانتحاراً، ونعارض رفض المهاجر ترك أرضه ووطنه وأهله على حساب حياة ليست مضمونة حتى لو استطاع الوصول إلى البلد الذي يريده". يضيف: "رسالتنا هي رسالة أمل، ونريد طرح حلول لا توفرها الهجرة السرية. ومن أهم الحلول تثقيف الناس حول خطورة الهجرة، فكيف يمكن أن يعرّض شخص حياته للخطر في حين يستطيع أن يطلق مشروعاً صغيراً يمكن أن يتطور عبر الزمن. وإذا امتلك مثلاً قطعة أرض يستطيع أن يستثمرها بما ينفع ويزرعها، أو يستخدمها لمواقف سيارات، أو إقامة مشروع له علاقة بمنتزهات. ومن الأفضل عدم الهجرة وبيع الممتلكات، وخسارة الممتلكات".

تدعو إلى تثقيف الناس حول مخاطر الهجرة (العربي الجديد)
تدعو إلى تثقيف الناس حول مخاطر الهجرة (العربي الجديد)

ويعلّق مدير قسم الثانوي في مدرسة الفنون الإنجيلية شادي مشنتف بالقول لـ"العربي الجديد": "تحاول إدارة المدرسة دائماً أن تلبي نداءات الطلاب وتدعم أنشطتهم التي تخدم المجتمع، وقد رغبت في الحضور معهم لإطلاق هذه الصرخة في وجه الهجرة السرية، واختار الطلاب ميناء صيدا للتعبير عن معارضتهم الهجرة السرية، والتحذير من مخاطرها، والدعوة إلى بقاء اللبناني في وطنه". يتابع: "نتمنى أن تصل صرخة الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 سنة، والتي تحرص على مصير الناس الذين يخسرون حياتهم إلى المعنيين، علماً أننا نعرف حجم الضائقة الاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون، وأهمية الأزمة في لبنان، لكن لا يجب أن نفقد الأمل".

ويرى أن من يلقي بنفسه في البحر يستطيع أن يعمل في أي مجال، في وقت تتولى مؤسسات مساعدة بعض الأفراد في انتظار إيجاد عمل، ومن يريد السفر يستطيع أن يقدم طلب عمل إلى أي بلد عربي ويسافر، بدلاً من المخاطرة بنفسه وأولاده غير القادرين على الاختيار فيقرر مصيرهم، وربما موتهم.

المساهمون