سورية: بطء الإجراءات يفاقم معاناة الوافدين من لبنان

04 أكتوبر 2024
ازدحام عند معبر المصنع ما بين لبنان وسورية، 28 سبتمبر 2024 (هشام حوراني/ الأناضول)
+ الخط -

أفادت إدارة الهجرة والجوازات في سورية بأنّ عدد المواطنين السوريين العائدين من لبنان بلغ 197 ألف مواطن سوري، فيما بلغ عدد اللبنانيين الوافدين إلى سورية هرباً من العدوان الإسرائيلي 72 ألف لبناني، حتى يوم أمس الأربعاء. ويعاني السوريون العائدون من صعوبات عدّة للانتقال إلى مناطقهم، بسبب عدم توفّر وسائل نقل كافية، فيضطرون إلى الانتظار لمدّة قد تصل إلى يومَين من أجل حجز مقعد لهم في شركة نقل، أو يُجبَرون على استقلال سيارات الأجرة.

ويخبر المواطن السوري عبد الغني الياسين، المقيم في ريف حلب الشمالي، "العربي الجديد" أنّ ثمّة أقارب له عادوا من لبنان إلى سورية، وقد أبلغوه بأنّهم يتّجهون إلى منطقة سكنه. فتقدّم الياسين بطلب إلى الشرطة العسكرية في سورية من أجل إدخالهم، مشيراً إلى أنّ ثمّة إجراءات تعمل عليها الشرطة العسكرية من أجل السماح لهم بالدخول.

وفي شمال سورية، في ساحة معبر عون الدادات الذي يربط مناطق سيطرة الجيش الوطني (المعارض) بمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ينتظر نحو 2400 شخص إذن السماح لهم بالعبور إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني، بحسب ما يفيد المواطن السوري أحمد عبد الصمد "العربي الجديد". يضيف عبد الصمد، الذي لديه أقارب عالقون في ساحة معبر عون الدادات، أنّ ثمّة عائلات تنتظر منذ يومَين في الساحة من أجل الموافقة على دخولها إلى جرابلس.

وإذ يوضح عبد الصمد أنّ الشرطة العسكرية المسؤولة عن إدخال الناس تتّبع إجراءات مشدّدة خوفاً من خروقات، يرى "وجوب اتّخاذ إجراءات سريعة لإدخال الناس في الوقت الحالي، لأنّ عائلات كثيرة بقيت على الطريق لمدّة يومَين، وهي تنتظر كذلك منذ يومَين إذن الدخول، في حين لا تتوفّر مياه ولا مساعدات لهذه العائلات التي تبيت في العراء". ويتابع أنّ "العائلات ترجو معاملة أفضل وأسرع، وتطالب بتبسيط الإجراءات".

ويتحدّث عبد الصمد عن "تنسيق مسبق ما بين شركات النقل والشرطة العسكرية"، لافتاً إلى أنّ "العائدين يشتكون من تأخّر إجراءات البتّ في دخولهم، بعد إرسال الشركات صورهم وصور هوياتهم وأسمائهم إلى الشرطة العسكرية".

من جهتها، خفّفت الأجهزة الأمنية السورية من إجراءات الدخول، في الوقت الذي وثّقت فيه الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال تسعة أشخاص وفدوا من لبنان في سبتمبر/ أيلول المنصرم. وفي هذا الإطار، يفيد المواطن السوري إبراهيم (37 عاماً) الذي تحفّظ على ذكر اسمه كاملاً، "العربي الجديد" قائلاً: "كنت أقيم في لبنان منذ عام 2011، ومع العدوان الإسرائيلي عدت إلى سورية. وقد حصلت على وثيقة تسمح لي بالتنقّل في مناطق النظام لمدّة 15 يوماً، وهي تنصّ على عدم ملاحقة الأشخاص في سياق الخدمة العسكرية". يضيف إبراهيم: "كنت متخوّفاً جداً من الاعتقال، لكنّ الضغط على المعابر دفع إلى اتّخاذ هذه الخطوة، بحسب ما أعتقد"، مشيراً إلى أنّ "كثيرين متخوّفون من الوضع، وما فعلته من جهتي يُعَدّ مخاطرة كبيرة".

المساهمون