حجّ الفلسطينيين: الحرب على غزة حرمت أهل القطاع من الفريضة

13 يونيو 2024
حجّاج في مكّة المكرّمة، 13 يونيو 2024 (فاضل سنّا/ فرانس برس)
+ الخط -

أفاد المتحدث باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة إكرامي المدلل بأنّ تواصل الحرب الإسرائيلية على غزة واحتلال جيش الاحتلال معبر رفح الذي يربط القطاع بمصر يمنعان حجّ الفلسطينيين في هذا الموسم، واصفاً الأمر بأنّه "انتهاك واضح لحرية العبادة". من جهته، بيّن وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حسام أبو الرب أنّ أكثر من تسعة آلاف حاجّ فلسطيني يؤدّون مناسك الحجّ هذا العام، من الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك مدينة القدس المحتلة، وكذلك من فلسطينيي قطاع غزة المقيمين إمّا في الضفة الغربية وإمّا مصر وفقاً لمكرمة.

وأكد المدلل، في تصريح لوكالة الأناضول، أنّ حجّ الفلسطينيين حُكم بإغلاق معبر رفح وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عليه واستمرار الحرب. فقد حال ذلك دون سفر ألفَين و500 فلسطيني إلى السعودية لأداء فريضة الحجّ. وأوضح أنّ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة لم تستطع هذا العام، بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استكمال إجراءات موسم الحجّ كما في الأعوام الماضية، والتي تشمل توقيع عقود النقل البري والجوي في داخل مصر، وكذلك عقود النقل البري في داخل السعودية، بالإضافة إلى حجز سكن الحجّاج وأمور كثيرة أخرى تُعَدّ ضرورية.

وتحدّث المدلل عن قيام تواصل مع الجهات المعنية والمختصة في السعودية ومصر في موضوع حجّ الفلسطينيين من أهل غزة، من أجل وضع حدّ لـ"التعدي الصارخ" على الحجّاج الفلسطينيين، ومنعهم من السفر إلى الديار الحجازية لأداء الفريضة. وأوضح أنّ عدد حجّاج غزة يبلغ ألفَين و500 حاجّ، إلى جانب البعثات المرافقة، مشيراً إلى أنّ نسبة حجّاج القطاع تبلغ 38 في المائة من إجمالي حجّاج فلسطين البالغ عددهم ستّة آلاف و600 حاجّ.

وبيّن المدلل أنّ حجّاج هذا العام لن يفقدوا حقهم في أداء الفريضة في العام المقبل، وسوف تكون الأولوية لهم، خصوصاً أنّهم ممّن كانوا ينتظرون دورهم لأداء الحجّ منذ سنوات طويلة، و70 في المائة منهم مسنّون ومرضى. ولفت إلى أنّ "مكرمة" سعودية خُصّصت لعائلات شهداء قطاع غزة وجرحاه الموجودة خارج القطاع هذا العام، وقدرها 500 حاجّ. وفي إمكان هؤلاء "السفر إلى الديار الحجازية لأداء فريضة الحجّ هذا العام، حتى لا يفقد قطاع غزة حقّه في المكرمة".

الصورة
مشهد من وداع حجاج في غزة - 12 يونيو 2023 (علي جاد الله/ الأناضول)
مشهد قديم من وداع حجّاج فلسطينيين في قطاع غزة قبل توجّههم إلى مكّة المكرّمة، 12 يونيو 2023 (علي جاد الله/ الأناضول)

حجّ الفلسطينيين مكدّر وسط عدوان إسرائيل على غزة

تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة كانت قد أجرت قرعة، في مارس/ آذار 2023، لاختيار أسماء الحجّاج لعامَي 2023 و2024. وبسبب محدودية المقاعد واستمرار الحصار، يُصار إلى اختيار أسماء الحجّاج الفلسطينيين في قطاع غزة بنظام القرعة ووفقاً للشروط التي تضعها الوزارة، فتكون الأولوية لكبار السن والمرضى.

وهذا العام، ضاعت فرصة الحجّ على فلسطينيي غزة الذين ظهرت أسماؤهم في القرعة وسط أجواء من الحزن والقهر، وخسارة مالية تكبدوها، الأمر الذي ندّدت به وزارة الأوقاف في غزة في نهاية مايو/ أيار الماضي. ورأت الوزارة، في بيان أصدرته آنذاك، أنّ "منع آلاف من مواطني قطاع غزة من أداء فريضة الحجّ يُعَدّ انتهاكاً واضحاً لحرية العبادة وللقانون الدولي الإنساني". بدورهما، دعت مصر والسعودية إلى "الضغط على كلّ الأطراف، وفي مقدّمتها الاحتلال (الإسرائيلي)، لتمكين أهالي غزة من إقامة شعيرة الحجّ لهذا العام".

وفي اليوم 251 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأنّ حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على الفلسطينيين في القطاع ارتفعت إلى 37 ألفاً و232 شهيداً على أقلّ تقدير إلى جانب 85 ألفاً و37 جريحاً وأكثر من 12 ألف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء.

5000 حاجّ فلسطيني من الضفة الغربية يؤدّون فريضة هذا العام

وبخصوص الحجّاج الفلسطينيين من خارج قطاع غزة المحاصر والمستهدف، قال أبو الرب، في اتصال مع وكالة الأناضول، أنّ "جميع حجاج الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وعددهم خمسة آلاف، وصلوا إلى مكّة المكرمة"، في حين أنّ "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هذا العام حرم سكّانه من أداء مناسك الحجّ". وشرح أنّ كلّ الاستعدادات قد تمّت لتأمين صعودهم إلى جبل عرفة، بعد غدٍ السبت، لأداء الركن الأكبر في موسم الحجّ.

وأوضح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية أنّ غرفاً في فنادق خاصة استؤجرت لجميع الحجّاج الفلسطينيين، مؤكداً أنّ الأمور تسير وفقاً لما هو مخطّط. ولفت إلى أنّ وزارة الأوقاف أوفدت طواقم إرشادية وطبية وإعلامية وإدارية إلى السعودية لمرافقة الحجّاج.

من جهة ثانية، لفت أبو الرب إلى أنّ أعداداً كبيرة من الفلسطينيين وصلت إلى السعودية لأداء مناسك الحجّ، من خارج إطار وزارة الأوقاف الفلسطينية والسلطات السعودية، وذلك عبر مكاتب سياحية أي بطرق غير رسمية ومخالفة. وتابع: "حذّرنا من هذا الأمر لما يعود من مخاطر على الحجّاج"، فمن شأن ذلك أن "يعرّضهم للمساءلة من قبل الجهات الرسمية السعودية".

يُذكر أنّ الفلسطينيين يعمدون إلى أداء مناسك الحجّ من خارج إطار القرعة السنوية الخاصة، إذ إنّ انتظار دورهم بالنسبة إليهم يتطلّب سنوات طويلة ومبالغ مالية كبيرة. وتتراوح تكاليف الحجّ عبر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية ما بين خمسة آلاف دولار أميركي وثمانية آلاف و500، وفقاً لمستوى الخدمة الفندقية، في حين يكلّف الحجّ عبر المكاتب ما بين ألف و500 دولار وثلاثة آلاف.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون