بريطانيات يعانين لرعاية أطفالهن خلال الإجازة الصيفية

19 يوليو 2021
يمضين بعض الوقت في الحديقة مع أطفالهن (دومينيكا زارزيكا/ Getty)
+ الخط -

تعكس مقولة القاضية الأميركية روث بادر جينسبيرغ: "لن تحصل النساء على مساواة حقيقية إلا عندما يشاركهن الرجال مسؤولية تنشئة الأجيال المقبلة"، واقع حال رعاية الأطفال في المملكة المتحدة. فمع العودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية، تواجه النساء، وتحديداً الأمهات، مشاكل للتوفيق بين رعاية أطفالهن في فصل الصيف والعمل لساعات طويلة.

وأظهر استطلاع للرأي أعده "مؤتمر اتحاد العمال" (TUC) (يسعى إلى جعل عالم العمل مكاناً أفضل للجميع، ويجمع أكثر من 5.5 ملايين عامل يشكلون 48 اتحاداً"، و"مازر بوكا" (Mother Pukka)، وهي بوابة للأخبار والأحداث والتعليقات الصادقة للأشخاص الذين يصادف أن يكونوا أهلاً، ونشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن نحو ثلثي الأمهات العاملات في المملكة المتحدة لا يحصلن على خدمات مناسبة لرعاية أطفالهن خلال الإجازة الصيفية المدرسية. ووجد أن ثلاثاً من كل خمس أمهات يتوقعن أن يواجهن صعوبة في رعاية أطفالهن خلال الإجازة الصيفية الحالية.

وبحسب الاستطلاع، فإن الوضع يزداد قساوة بالنسبة للأمهات العازبات، إذ إن أكثر من 75 في المائة منهن يفتقرن إلى خدمات أو أماكن رعاية مناسبة لأطفالهن أيام العطلات.

وتقول الأمينة العامة للنقابات العمالية فرانسيس أوغرادي إن "النساء اللواتي تحملن العبء الأكبر (بالمقارنة مع الرجال) من جراء تفشي فيروس كورونا الجديد، يجدن أنفسهن هذا الصيف مع أعباء إضافية ومسؤوليات رعاية الأطفال والتعليم المنزلي". تضيف: "في الوقت الذي ترفع القيود في ظل حملات التطعيم، ويتحدث الوزراء عن العودة إلى الحياة الطبيعية، ما زالت الأمهات العاملات يشعرن بتأثير الوباء، وبشكل أعمق، كونهن غير قادرات على التوفيق بين العمل ورعاية الأطفال في المنزل".

ووجد الاستطلاع أن واحدة من كل خمس أمهات قد استخدمت كل إجازاتها السنوية خلال فترة التعليم المنزلي أثناء فترة الإغلاق، وأن واحدة من كل ثماني أمهات لم تتمكن من الوصول إلى المراكز الصيفية المعتادة، أو المخيمات الخاصة بالأطفال، بسبب القيود التي ما زالت تفرض على هذه التجمعات. كما أشار إلى أن واحدة من كل خمس أمهات كانت تفتقد إلى شبكات الدعم الرئيسية.

وأظهر الاستطلاع أن نحو نصف الأمهات المستطلعة آراؤهن يتولّين مسؤوليات الرعاية مستفيدات من ممارسة أعمال مرنة. كما تجمع اثنتان من كل خمسة نساء (39 في المائة) بين العمل من المنزل ورعاية الأطفال. وتؤكد امرأة من كل ثماني نساء أنها إضطرت إلى تقليل ساعات عملها.

هذا الواقع دفع الكثير من الجمعيات إلى رفع عريضة تطالب بإجازة رعاية مدفوعة الأجر لمدة 10 أيام لجميع الأهل، ودعت إلى إقرار الحق القانوني في العمل المرن لجميع العمال منذ يومهم الأول في الوظيفة، فضلاً عن الاستثمار الكبير في رعاية الأطفال، كخطوة أولية للمساعدة في هذه الرعاية.

قصص واقعية

وتروي آنا هاريس، وهي أم لأربعة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 و9 سنوات، معاناتها من جراء تفشي الوباء، وتقول: "على عكس السنوات السابقة، لم تكن هناك أي نواد رياضية أو مخيمات صيفية في المنطقة حيث أسكن، ما أدى إلى تحملي المزيد من المسؤوليات للتوفيق بين العمل ورعاية الأطفال في المنزل". 

ولم تتلق هاريس أي دعم، سواء من المؤسسات الاجتماعية أو من الأقارب والأهل، الأمر الذي جعل الأمر مرهقاً جداً. وكان تحالف التعلم لمرحلة ما قبل المدرسة (EYA)، ومقرّه المملكة المتحدة، قد اتهم الشهر الماضي الحكومة بالتخلي عن تمويل الكثير من دور الحضانة، ما أدى إلى إقفالها.

وأظهرت إحصائيات أن أكثر من 2600 مركز رعاية في السنوات المبكرة أغلقت بين إبريل/ نيسان 2020 ونهاية مارس/ آذار2021، بما في ذلك 442 حضانة و2185  دار رعاية.

من جهتها، تقول مؤسسة "مازر بوكا" آنا وايتهاوس إن النظام الحالي المتبع في المملكة المتحدة والمتعلق برعاية الأطفال بات عند حافة الانهيار. وتشير إلى أن التعافي من الوباء وضمان تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء يتطلبان إعادة التفكير في شكل الرعاية الخاصة بالأطفال. وتطالب بأن تكون رعاية الأطفال جزءاً من البنية التحتية الاجتماعية، وألا تقل أهمية عن الطرقات وسكك الحديد التي تسعى الحكومات إلى إيلاء الاهتمام بها.

المساهمون