انتفاضة طلاب الجامعات لأجل غزّة تتمدّد عالمياً

27 ابريل 2024
احتجاجات طلاب جامعة جورج واشنطن تضامناً مع الفلسطينيين، في 25 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تصاعدت احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وانتشرت إلى فرنسا وكندا وأستراليا، مع توترات واعتقالات وإجراءات قمعية.
- بدأت الاحتجاجات من جامعة كولومبيا وامتدت إلى جامعات بارزة مثل هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بمشاركة أساتذة وأعضاء هيئات التدريس.
- يتوقع مراقبون تصاعد الاحتجاجات مع استمرار القمع الأمني والأكاديمي، وسط اتهامات لواشنطن بالتواطؤ في الفظائع ضد الفلسطينيين.

لم تهدأ وتيرة احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية ضدّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة منذ بدئها، بل اتسعت لتنضم إليها عشرات الجامعات والمؤسسات التعليمية العالية في مختلف الولايات الأميركية قبل أن تنتقل الشرارة إلى الخارج في فرنسا وكندا وأستراليا، وتتخللها توترات واعتقالات لطلاب الجامعات المحتجين، وإجراءات إدارية قمعية، وتوجيه اتهامات بـ"معاداة السامية" ونشر "خطاب الكراهية"، وحظر منظمات طلابية داعمة للقضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من القمع الأمني والأكاديمي للطلاب، فإن التظاهرات الداعمة لغزة في الجامعات الأميركية تصاعدت، وملأت الخيام ساحات الجامعات، وردد المحتجون هتافات مثل "فلسطين حرة" و"من النهر إلى البحر"، وطالبوا بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، ووقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وسحب استثمارات الجامعات مع الشركات الداعمة لإسرائيل، ووقف التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، والتراجع عن الإجراءات القمعية التي واكبت الحراك.

بدأت شرارة الحراك الطلابي من جامعة كولومبيا بنيويورك في 18 إبريل/ نيسان الجاري، وامتد ليشمل عدة جامعات، مثل تكساس وأوهايو وهارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وبيركلي وميشيغن وبوسطن وغيرها من الجامعات البارزة في الولايات المتحدة، ووصل تأثيره إلى أساتذة الجامعات وأعضاء هيئات التدريس الذين انضم بعضهم إلى الطلاب وأظهروا دعمهم وتأييدهم خطواتهم الاحتجاجية، كما شارك البعض منهم في تحركاتهم وتعرّض للاعتقال معهم. 

وامتد حراك طلاب الجامعات إلى خارج الولايات المتحدة وصولاً إلى جامعات في أستراليا وفرنسا وكندا، إذ نظّم مئات الطلاب في جامعة سيدني الأسترالية تظاهرة احتجاجية للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين ضمن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، ونصبوا خياماً في الحرم الجامعي. وكان طلاب جامعة ماكجيل، في مونتريال بكندا، قد نظموا في أوقات سابقة مسيرات واحتجاجات مطالبين بالتوقف عن الاستثمار في الشركات التي تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة وغيرها من المواد. واحتج طلاب جامعة ساينس بو في فرنسا عبر إغلاق مداخل المؤسسة المرموقة في العاصمة باريس، مردّدين هتافات داعمة للفلسطينيين ورافعين الأعلام الفلسطينية على النوافذ وفوق مدخل المبنى، فيما وضع عدد منهم الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الأسود والأبيض.

وفي ظل هذه الهبة الجامعية، يتوقع مراقبون أن تتسارع وتيرة انضمام جامعات جديدة للاحتجاجات، بشكل يصعّب السيطرة عليها طالما بقي الحل الأمني والقمعي هو السائد في مواجهة تظاهرات سلمية داعمة لحقوق الفلسطينيين، خاصة مع استمرار حكومة الولايات المتحدة في توفير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، واتهامات لواشنطن بأنها "متواطئة بشكل متزايد في الفظائع التي ترتكب ضد الفلسطينيين كل يوم".

وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مخلّفة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة في كل القطاعات الطبية والحياتية والبيئية والتعليمية. وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

المساهمون