المغرب يسجل أعلى معدل وفيات يومي منذ تفشي كورونا وطواقم التمريض في خطر

17 أكتوبر 2020
زيادة عدد الإصابات بكورونا بين أطقم التمريض في المغرب (فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -

سجل المغرب، رقماً قياسياً في عدد الوفيات بفيروس كورونا، السبت، بلغ 60 حالة وفاة خلال 24 ساعة، من بينها 30 وفاة في جهة الدار البيضاء، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 2878 وفاة.

وأعلنت وزارة الصحة، في النشرة اليومية حول الوضعية الوبائية بالمملكة، تسجيل 3763 إصابة جديدة، لترتفع الحصيلة إلى 170911 إصابة، في مقابل رصد  2392 حالة تعافٍ جديدة، لترتفع حصيلة المتعافين إلى 141381.

وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة، والتي تم وضعها في أقسام الإنعاش والعناية المركزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 38 حالة، ليصل الإجمالي إلى 523 حالة، ومن بينها 52 تحت التنفس الاصطناعي، فيما وصل معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ"كوفيد-19" إلى 26%.

وبات الفيروس خطراً يتربّص بالطواقم الطبية في المغرب، بعد ارتفاع عدد الإصابات بينهم إلى 825 منذ بدء تفشي الفيروس في البلاد في 2 مارس/ آذار الماضي، من بينها 200 إصابة خلال الأسبوعين الأخيرين، حسب ما أعلنت "حركة الممرضين وتقنيي الصحة".

وألمحت حركة الممرضين  إلى أنّ عدد الإصابات أكبر من الرقم المعلن، على اعتبار أنّ الإحصائيات هي مجهود عمل أعضاء الحركة فقط، وكشفت أنّ الإصابات طاولت ممرضي الإنعاش والتخدير، ومحضري الصيادلة، وممرضين متعددي التخصصات، وقابلات في مدن مختلفة، في حين لا يزال عشرات الممرضين وتقنيي الصحة في العزل الصحي ينتظرون نتائج التحاليل المخبرية.

واستنكرت الحركة، في بيان، ما وصفته بـ"استمرار وزارة الصحة في نهج سياسة التجاهل، والتشبث بعدم الإعلان عن المصابين من الممرضين والتقنيين"، كما نددت بإعادة الممرضين المتعافين من كورونا إلى العمل في نفس المصالح التي أصيبوا فيها، مشيرة إلى أنّ عدداً كبيراً منهم يشتغل في مصالح تضم أشخاصاً متقدمين في السن، وآخرين مصابين بأمراض مزمنة أو أمراض تنفسية، ما يستدعي إعادة النظر في توزيعهم بعد تعافيهم.

وقال منسق "حملة التمريض الآن" في المغرب، زهير ماعزي، إنّ تزايد الإصابات بفيروس كورونا في صفوف طواقم التمريض سببه ضعف إجراءات الوقاية والتوعية والتدريب، فضلاً عن عدم توفير المعقمات ووسائل النظافة في المستشفيات، وسياسات تدبير الموارد البشرية التي أصبحت منهكة بفعل ثقل العمل وقلة الإعداد وتوقيف العطل السنوية.

وأوضح ماعزي لـ"العربي الجديد"، السبت، أنّ "ارتفاع عدد الإصابات بالعدوى في صفوف الممرضات والممرضين لا يؤدي فقط إلى تحديات على مستوى الوصول إلى الخدمات الصحية الجيدة، بل أيضاً إلى إنهاك غير المصابين، ونشر العدوى في صفوف المرضى وعائلاتهم، من دون إغفال الأثر النفسي لتزايد الإصابات".

وطالب منسق "حركة التمريض الآن" بضرورة توفير المعلومات والإحصائيات الحقيقية حول عدد الإصابات، ودعم هيئة التمريض، وتحفيزهم معنوياً ومادياً، وتوفير وسائل الحماية والوقاية، بالإضافة إلى تنفيذ خطط التناوب بين الفرق العاملة في مصالح "كوفيد-19" والمصالح الأخرى، وإعطاء الأسبقية لهم في عملية التلقيح المنتظرة.

ويعيش المغرب على وقع مخاوف من موجة ثانية لفيروس كورونا، في ظلّ الارتفاع المتزايد في عدد الإصابات والوفيات منذ بداية المرحلة الثالثة من رفع الحجر الصحي في أغسطس/ آب الماضي.

ويوم الخميس الماضي، أفادت دراسة أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط (حكومية) أنّ خطر حدوث موجة كبيرة لوباء كورونا لا يزال مرتفعاً، متوقعة أن يواصل الوضع الوبائي في المغرب منحاه التصاعدي حتى نهاية العام الحالي.

وبحسب الدراسة، فإنّ أعداد الإصابات بكورونا قد ترتفع إلى 475 ألف إصابة بحلول نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، كما لا يمكن مواجهة خطر حدوث موجة كبيرة للوباء بالعودة إلى الحجر الصحي الشامل الذي يمكن أن يشل الاقتصاد، خصوصاً أنّ آثار الحجر، الذي فرض في أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، لا تزال ملموسة.

واتخذت السلطات المغربية أخيراً جملة من الإجراءات، في محاولة للحد من تفشي الوباء، منها تمديد حالة الطوارئ الصحية إلى 10 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهو التمديد السابع منذ فرض الحجر الصحي في 20 مارس / آذار الماضي.

المساهمون