العراق: مبادرات لمساعدة الفقراء خلال رمضان
- تنشر الفرق الشبابية فعالياتها على فيسبوك لتشجيع المجتمع على التكافل، بينما تتضمن الحملات شراء الأدوية للمرضى غير القادرين. يساهم المتبرعون ورجال الأعمال في دعم هذه المبادرات، مما يعزز التماسك الاجتماعي.
- تتوقع شبكة منظمات المجتمع المدني في بغداد أن تتجاوز حملات رمضان هذا العام الحملات السابقة، مؤكدة على الثقة المتزايدة في الشباب ونجاح مبادراتهم في تضميد جراح المجتمع وتعزيز الأمل نحو مستقبل أفضل.
يشهد أغلب محافظات العراق ومدنه حملات تطوعية ومبادرات يطلقها شباب وناشطون لمساعدة الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان، بالتزامن مع ارتفاع معدّلات أسعار السلع والمواد الغذائية في ظل تذبذب قيمة الدينار العراقي أمام الدولار، وبلوغه 1530 ديناراً للدولار الواحد.
وتتركز المبادرات على توزيع اللحوم والمواد الغذائية وطهو الطعام وتوزيعه داخل المدن والأحياء الأكثر فقراً. وتشارك في الحملات فرق شبابية تنشر فعالياتها على موقع "فيسبوك"، وتقول إن الهدف من النشر حثّ الآخرين على المبادرة والتكافل داخل المجتمع حيال المحتاجين.
وفي محافظة الأنبار غربيَّ العراق، أطلق ائتلاف من فرق تطوعية مختلفة أكثر من 30 حملة ومبادرة تركز على توزيع الطعام والمواد الغذائية منذ بداية شهر رمضان. ويستهدف الجهد التطوعي اليتامى والأرامل والأشخاص ذوي الإعاقة، وفقاً للمتطوعة عائشة عبد الرحمن الدليمي. وتقول لـ"العربي الجديد" إن "آلية الحملة تقوم على دفع الأغنياء ورجال الأعمال وأصحاب المتاجر وتشجيعهم على التبرع، ونتولى نقل التبرعات العينية وتوزيعها. كذلك نشتري المواد واللحوم المختلفة، وتنظيم الحملة بوجود المتبرعين، فذلك أضمن وأكثر راحة لهم".
وتضيف الدليمي أن الحملات التطوعية واحد من أهم عوامل تماسك المجتمع في الأنبار وتمكنه من تجاوز التحديات والأزمات السابقة الأمنية منها والاقتصادية.
ولا تقتصر الحملات على توزيع الطعام أو نحر المواشي وتقسيمها في أكياس وتوزيعها على منازل المحتاجين، بل تشمل شراء أدوية المرضى غير القادرين على دفع ثمنها. ويقول الصيدلي الشاب وليد محمد من مدينة تكريت، إنه وعدداً من زملائه أطلقوا حملة تتمثل بمساعدة من لا يملك ثمن الدواء بدفعه كاملاً أو دفع جزء منه.
ويضيف لـ"العربي الجديد" أنه من خلال هذه الحملة، جاء تجار وميسورون ووضعوا مبالغ مالية في بعض الصيدليات وأوصوا باستقطاع مبالغ لعلاج الفقراء، واصفاً مثل تلك الحملات بأنها "تُطهر المجتمع وتعيد المحبة والودّ بين الناس".
وبسبب ارتفاع أسعار اللحوم في العراق، ووصول سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى ما يعادل 16 دولاراً، بدأ آخرون بشراء المواشي وتوزيع لحومها على الفقراء
. وتقول أم جلال (56 عاماً) إنها أكلت اللحم ثلاث مرات منذ بداية رمضان من حملات المساعدات، ولولا تلك الحملات، لما تناولت اللحوم. وتضيف لـ"العربي الجديد": "أفضل ما في تلك الحملات الشبابية أنهم يحرصون على كرامتنا ومشاعرنا ولا يستعرضون بالمساعدات التي يقدمونها كما يفعل المسؤولون والسياسيون". وترى أن الشباب القائمين على تلك الحملات "أمل لمستقبل أفضل".