الأطباء الشبان في تونس يحتجون على صعوبات العمل

31 يناير 2023
يواجه الأطباء في تونس العديد من الصعوبات منذ انتشار كورونا (ياسر محجوب/Getty)
+ الخط -

يدخل الأطباء المقيمون والداخليون وطلبة الطب في تحرك احتحاجي، غدا الأربعاء، يعلقون فيه القيام بكل الأنشطة الاستشفائية والجامعية، وسط حالة غضب تجتاح الأطباء الشبان بسبب ما وصفوه بصعوبة ظروف العمل والإجهاد الذي يتعرضون.

وأعلنت جمعية الأطباء الشبان، في بيان لها، الإثنين، أن الأطباء الداخليين والمقيمين وطلبة الطب سيبدؤون سلسلة من التحركات الاحتجاجية الأربعاء، من أجل إشعار السلطات من وزارة الصحة وعمداء الكليات والمشرفين على الأقسام الطبية بضرورة الإحاطة بهذه الفئة من الأطباء.

ويأتي قرار التحرك الاحتجاجي للأطباء الشبان عقب محاولة انتحار طبيبة مقيمة بأحد الأقسام الطبيّة بمستشفى حكومي بمحافظة المنستير بعد انهيار نفسي عانت منه وسوء معاملة رؤسائها في العمل، وفق بيان الجمعية.

وتقول رئيسة جمعية الأطباء الشبان، أميمة حساني: "إن حادثة محاولة انتحار طبيبة مقيمة بقسم الولدان بمستشفى المنستير الحكومي هي القطرة التي أفاضت الكأس بعد مراكمة عديد من المشاكل التي يعاني منها الأطباء الداخليون والمقيمون في المستشفيات العامة".

وأكدت أميمة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الجمعية دعت الأطباء للتحرك الاحتجاجي ووقف العمل الأربعاء، على أن تعقد في كليات الطب الثلاث جلسات عامة تتقرر على أثرها الأشكال النضالية الأخرى التي سينفذها الأطباء ".

وأضافت: "الأطباء الداخليون والمقيمون يحملون صحة المواطنين على عواتقهم في ظروف عمل صعبة وقاسية تجبرهم أحيانا على المداومة في المستشفيات لمدة 48 ساعة دون راحة، ما يسبب لهم انهيارا عصبيا وإرهاقا بدنيا كبيرا".

وأشارت المتحدثة إلى أن "العمل في المستشفيات محفوف بالمخاطر نتيجة نقص المعدات والكوادر الطبية وغياب الأدوية، بينما يطلب من الطبيب الشاب مجاراة كل هذه الأوضاع دون حماية". وقالت: "نحن في قلب العاصفة ويدفع بنا إلى الواجهة، نتعرض للعنف المادي والمعنوي بسبب وضع المستشفيات المزري"، مشيرة إلى أن "الأطباء في أقسام الطوارئ الطبي يضطرون إلى البحث عن الحلول بوسائلهم الخاصة أو بمساعدة عائلات المرضى من أجل إنقاذ الأرواح في غياب الأدوية والمستلزمات الطبية".

واعتبرت الحساني "إقدام طبيبة شابة على محاولة الانتحار بقطع شرايينها بمشرط طبي أكبر دليل على الوضع النفسي وحالة الإجهاد التي يواجهها الأطباء الشبان"، مؤكدة أن "المصادقة على التربصات الاستشفائية أصبحت سيفا مسلطا على رقاب الأطباء الشبان وطلبة المراحل النهائية".

وشرحت رئيسة جمعية الأطباء الشبان تفاصيل تعرّض زميلتها إلى الضغط النفسي بعد حرمانها من إجازة مرضية، حيث "جرى تهديدها من قبل رئيس القسم بعدم المصادقة على تربصها الاستشفائي، وهو ما يعرضها آليا للرسوب أو الرفد"، بحسب قولها.

وتطالب جمعية الأطباء الشبان بضرورة النظر مجددا في ملف المصادقة على التربصات الاستشفائية الجامعية وآلياته بشكل عاجل وتشاركي، كما دعت إلى وجوب فتح ملف الصحة النفسية والجسدية المتدهورة للعاملين في قطاع الصحة العمومية، وخصوصا منهم الأطباء الشبان.

وتعد حصص الاستمرار الليلي جزءا مهما من التكوين الطبي تحت إشراف رؤساء الأطباء الشبان في العمل، غير أن مستشفيات تونس شهدت في السنوات الأخيرة هجرة غير مسبوقة لكبار الأطباء نحو القطاع الخاص وسط مخاوف من تأثير ذلك على مستقبل الطب في البلاد وجودة تكوين الأطباء الشبان ممن باتوا موكولين إلى اجتهادهم الشخصي في تحصيل الخبرة.

ومنذ ستينات القرن الماضي، راهنت تونس على جودة التكوين الطبي، حيث يتلقى طلاب الطب، بالإضافة إلى الدروس الأكاديمية، تدريبا تطبيقيا في المستشفيات لمدة أكثر من 8 سنوات.

وكشفت الأزمة الصحية إبان جائحة كورونا عن حاجة تونس لكفاءاتها من الكوادر الطبية وشبه الطبية، وسلطت الضوء على قيمة الموارد البشرية، غير أن البلاد شهدت في السنوات الأخيرة هجرة كثيفة للأطباء والكوادر الطبية نحو دول أوروبية وخليجية بحثا عن ظروف عمل أفضل، فيما تتوقع هيئة الأطباء أن يغادر المزيد من الأطباء، وهو ما سيجعل تونس تعاني من نقص فادح في الأطباء، وقد تلجأ إلى استيرادهم من الخارج.

دلالات
المساهمون