كشفت استغاثات عدد من أهالي السجناء السياسيين في مصر، في الآونة الأخيرة، عن كمّ الانتهاكات التي يتعرّضون لها في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، من حرمان من الزيارة وتعسّف في ما يتعلق بإدخال العلاج وإهمال طبي.
ونشر عمر الشويخ، وهو نجل وشقيق سجينَين سياسيَّين، استغاثة يطالب فيها بزيارة والدته هدى عبد الحميد محمد وإدخال علاج لها في أسرع وقت، علماً أنّها محبوسة انفرادياً منذ عامَين بسبب تسجيل فيديو بثّته على منصّات التواصل الاجتماعي، تروي فيه عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرّض لها ابنها عبد الرحمن الشويخ في السجن، والتي وصلت إلى حدّ هتك عرضه.
وكتب عمر الشويخ: "أنا لم أتكلم منذ عام تقريباً عن أمّي لأنّني لا أعلم ولا أجد شيئاً يُقال في هذا الوضع! فأمّي ممنوعة من الزيارة وموجودة في حبس انفرادي منذ القبض عليها.. أمي ستكمل عامَين بعد شهرَين في الحبس الانفرادي، وحتى الآن لم نرها ولو مرّة واحدة.. أمي طلبت علاج زيادة عن الطبيعي في آخر جلسة لها".
وأضاف الشويخ: "أطلب فقط ممّن يقرأ هذا الكلام أن يستوعب أنّ أمّاً تبلغ 56 عاماً مريضة سكري ومحبوسة في زنزانة انفرادية لا يزورها أحد، ولم ترَ أحداً من أهلها ولو مرّة واحدة منذ عامَين، فكيف يكون حالها!! أمّي متّهمة بأنّها كأمّ تحدّثت وبحثت عن حقّ ابنها المعتقل".
وكانت قوات الأمن المصرية قد اقتحمت منزل أسرة عبد الرحمن الشويخ بالقاهرة في يوم 26 إبريل/ نيسان من عام 2021، وألقت القبض على والدته هدى عبد الحميد محمد، التي ظهرت في وقت لاحق كمتهمة أمام نيابة أمن الدولة، على ذمة القضية 900 لسنة 2021، واتُّهمت بالانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.
وقد خضعت للتحقيق حول ما شاركته على مواقع التواصل الاجتماعي من تسجيلات فيديو ومنشورات بخصوص تعذيب ابنها عبد الرحمن الشويخ، والتعدّي عليه جنسياً في سجن المنيا شديد الحراسة. وعُدّت هذه المواد أحرازاً ضدّها، وأمرت النيابة بحبسها، ويُصار إلى التجديد لها منذ نحو عامين.
وكانت الوالدة قد تقدّمت، في 15 إبريل/ نيسان نفسه، بشكوى شفهية لكلّ من الضابط الحاضر في أثناء الزيارة بسجن المنيا ومأمور السجن، ثمّ انتقلت إلى مقرّ نيابة المنيا لتتقدّم بشكوى كتابية تحمل رقم 545 لسنة 2021 إداري قسم المنيا الجديدة والمقيّدة برقم 502 لسنة 2021 حصر تحقيق نيابة مركز المنيا، والتي تضمّنت واقعة الاعتداء البدني والجنسي على ابنها عبد الرحمن في السادس من إبريل نفسه، وقد أرفقتها بأسماء الضباط المتّهمين في واقعة الاعتداء.
في سياق متصل، أطلق المحامي عمرو نوهان أخيراً استغاثة يطالب فيها بإطلاق سراح خاله يحيى شحاتة، وهو مدّرس من الإسكندرية محبوس في سجن القناطر للرجال منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2021. فحالة شحاتة الصحية، الجسدية كما النفسية، تدهورت في السجن منذ إلقاء القبض عليه بسبب انتقاده سياسات التعليم في مصر، خصوصاً منهج الصف الرابع الابتدائي، بحسب ما أوضح محاموه.
من جهتها، أطلقت والدة الشاب إبراهيم أبو زيد صرخة استغاثة نشرتها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، تطالب فيها بالكشف عن مصيره منذ إلقاء القبض عليه في عام 2019. وبحسب الاستغاثة التي نشرتها الشبكة، كتبت الأمّ: "أنا راضية بأيّ شيء ولو إنّه يكون في سجن، يكفيني أعرف إنّه ما زال حياً".
ووثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان واقعة الإخفاء القسري في حقّ الشاب إبراهيم علي محمد أبو زيد (28 عاماً) الذي كان يعمل في أحد المطاعم الشهيرة بالإسكندرية، بعدما اقتحمت قوات الأمن المصرية منزله بمنطقة العجمي في محافظة الإسكندرية في 25 سبتمبر/أيلول من عام 2019. وعملية الاقتحام، التي أسفرت عن تحطيم الباب الرئيسي للشقة وإتلاف محتوياتها من أثاث وأجهزة، انتهت باقتياد أبو زيد إلى مكان غير معلوم. ومنذ ذلك التاريخ انقطعت كلّ سبل التواصل معه بعد إغلاق هاتفه المحمول.
وأعلنت الشبكة المصرية تضامنها مع أسرة أبو زيد ومناشدة والدته بإخلاء سبيله أو تقديمه إلى المحاكمة. وطالبت الشبكة النائب العام بالتدخّل واستخدام كلّ صلاحياته، والعمل على كشف مصيره وإخلاء سبيله، بعد مضي نحو 40 شهراً على إلقاء القبض عليه.