رجّح أستاذ الجيولوجيا والمياه في جامعة بيرزيت مروان غانم أن يكون سبب الهزة الأرضية التي ضربت فلسطين وكان مركزها حول نابلس، شمال الضفة الغربية، مرتبطاً بزلزال تركيا، نتيجة عملية التوازن بين الصفائح الأرضية بعد الزلزالين الكبيرين في تركيا وسورية ومئات الهزات الارتدادية التي سُجلت وستسجل في تركيا.
وقال غانم لـ"العربي الجديد": "إن الأرض مُقسّمة إلى 8 صفائح كبيرة و14 صفيحة صغيرة، وفلسطين تقع ضمن صفيحة صغيرة تدعى بالستينوسيناي، تحدها من الجهة الشرقية الصفيحة العربية والتي بدورها كانت مسؤولة بشكل مركزي عن الزلزال الكبير الذي حصل في تركيا، لأن حركتها مع صفيحة الأناضول أفقية وتسمى مناطحة الثيران، وحين تحدث تلك الحركة تؤثر على مناطق أخرى نتيجة امتداد الصفيحة العربية".
وأكد غانم أن امتداد الصفيحة العربية طويل، يشمل كل المنطقة الشرقية من فلسطين التاريخية والضفة الغربية، موضحاً أن الحركة حول الصفيحة العربية سواء مع فلسطين أو الأناضول هي حركة جانبية، مشيرا إلى أن صدعاً كبيراً يسمى المهدام أو الصدع العربي، يمتد من القرن الأفريقي ويخترق وسط البحر الأحمر وصولاً إلى خليج العقبة ووادي عربة وغور الأردن وصولاً إلى بحيرة طبريا، وأجزاء من سورية ولبنان إلى أن يصل إلى تركيا في حركة دائمة، وهو جزء من الصدع الأفريقي الكبير.
ورجّح غانم أن تكون لزلزال تركيا نتائج في فلسطين، وأن الهزة الأرضية إحدى نتائج الوضع الارتدادي، لأن ما حصل ليس فقط زلزالين كبيرين، بل هزات ارتدادية عملاقة يمكن أن تُسجل بالمئات خلال الفترة المقبلة.
وقال غانم: "إن الإزاحة للصفيحة الأناضولية كبيرة وقاربت ثلاثة أمتار، ما يؤدي إلى محاولة التوازن للعودة إلى الوضع الطبيعي في كل أجزاء الصفيحة العربية التي تشمل منطقة فلسطين".
ويخالف غانم من يعتبر الهزة الأرضية غير مرتبطة بزلزال تركيا، أو أن تكون هزة أساسية، بحكم الخبرة التاريخية، قائلاً: "إن البؤر التي كانت تتسبب في زلازل قديماً كانت منطقة البحر الميت وغور الأردن، وما حصل الليلة الماضية يتعلق بمحاولة التوازن للصفيحة بسبب وجود طاقة هائلة ناتجة عن غاز الرادون والتفاعلات في باطن الأرض".
في المقابل، أكد غانم أن فلسطين من المناطق النشطة، حيث توجد 5 بؤر زلزالية، وأن المنطقة بحكم تلك البؤر معرضة لزلزال كبير كل 85 عاما أو كل مائة عام بلغة التاريخ، مشيراً إلى أن آخر زلزال كبير دمر نابلس حصل عام 1927، لكنه نفى إمكانية التنبؤ بموعده أو حتى بفرضيات وقوعه.
ووضع غانم فرضيتين؛ الأولى حصول زلزال كبير في أي لحظة، والثانية أن تكون الهزات أو ما سماها الزلازل الخفيفة على مدار 25 إلى 30 عاماً مضت قد أدت إلى تفريغ الطاقة، ما يعني إمكانية الحد من زلزال كبير في المنطقة.
وضربت فلسطين، الليلة الماضية، هزة أرضية بقوة 4.8 درجات على مقياس ريختر وبعمق 10 كم، وشعر بها الفلسطينيون في عدة محافظات.
وأفادت وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح بأن زلزالا خفيفا وقع في حدود الساعة 21:14 مساء حسب التوقيت العالمي (23:14 حسب التوقيت المحلي للقدس)، في باطن الأرض على خط عرض 32.15 شمالاً وخط طول 35.32 شرقاً، حسب مركز رصد الزلازل الفلسطيني في الجامعة.
وأصدر الدفاع المدني الفلسطيني نشرة خاصة تتضمن إرشادات في ضوء ما تسجله مراكز علوم الأرض وهندسة الزلازل، وتضمنت تعليمات في حال الشعور بهزة أرضية بإزالة الأجسام المعلقة في المنازل وتثبيت قطع الأثاث بشكل جيد، والاحتفاظ بحقيبة تحتوي على مستلزمات ضرورية كالإسعافات الأولية وعبوات مياه وطعام معلب تكفي عدة أشخاص، إضافة إلى الاحتماء تحت قطع الأثاث المتينة أو في بيوت الدرج أو تحت إطارات الأبواب مع حماية الرأس وإيقاف المركبات في حال الشعور بهزة أرضية.