- سيطرة النظام على محطات ضخ المياه الرئيسية وقطع المياه عن المدينة جعلت الآبار المصدر الوحيد للمياه، ما أسفر عن شح حاد وأزمة غير مسبوقة في تأمين المياه للسكان.
- تشهد مدينة الباب، التي أصبحت ملجأ للنازحين من مختلف أنحاء سوريا، معاناة متزايدة في تأمين المياه، خاصة مع اقتراب فصل الصيف، وسط مطالبات بحلول جذرية لهذه الأزمة المتفاقمة.
عادت أزمة المياه في الباب السورية إلى الواجهة مع انخفاض منسوب المياه الجوفية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف، وسط صعوبات يُواجهها السكان في تأمين المياه.
وكشف المجلس المحلي للمدينة في بيان صدر عنه أمس الخميس، عن انخفاض منسوب المياه الجوفية في آبار تغذي الباب إلى مستويات متدنية أخرج بعضها عن الخدمة، ما دفع إلى تقنين المياه لساعة تشغيل واحدة كل أسبوعين لضخ المياه، بالإضافة إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه وعدم هدرها.
وأضاف البيان: "بعد الكشف عن محطات المياه في منطقة "سوسيان والراعي وصندي" نحيطكم علماً أن كمية المياه في آبار محطات ضخ المياه أصبحت منخفضة جداً عمّا كانت عليه سابقاً، إذ يوجد في محطة الراعي خمس آبار، ثلاث منها أصبحت خارج الخدمة". مشيراً إلى أن كمية المياه في المحطة سابقا كانت تُقدر بنحو 300 متر مكعب، وفي الوقت الحالي انخفضت إلى 88 متراً مكعباً". وأشار المجلس إلى وجود أزمة مياه حقيقية وشح غير مسبوق فيها، الأمر الذي يعتبر تحدياً في الوقت الحالي حيث يجب التظافر للتصدي له قبل أن تجف الآبار.
أزمة المياه في الباب السورية
وبدأت أزمة المياه في الباب السورية، بعد سيطرة النظام على محطة ضخّ المياه الرئيسية في ريف حلب الشرقي، وهي محطة "الخفسة" في أواخر عام 2016، والسيطرة أيضاً على المحطة الثانية عين البيضا القريبة من مدينة الباب، ثم قطع المياه المغذية للمدينة التي تضخ من المحطة، لتصبح الآبار هي المصدر الرئيسي للمياه بعد أن كانت مصدراً ثانوياً مسانداً للمياه الواصلة إلى المدينة من نهر الفرات عبر المحطتين المذكورتين.
وتعدّ أزمة المياه من أصعب الأزمات على السكان في مدينة الباب التي أصبحت جامعة لكل السوريين خلال السنوات الماضية، إذ تضم نازحين ومهجّرين من كل المناطق في سورية.
بخصوص الأزمة الحالية، قال أحمد العبد الله النازح من تدمر في ريف حمص الشرقي والذي يقيم في المدينة منذ أكثر من سبع سنوات، لـ"العربي الجديد": "حالياً نشتري المياه عن طريق الصهاريج، لكن تكاليف الحصول عليها زادت بوضوح، وباتت الأزمة حديث الشارع، خاصة مع حلول فصل الصيف، تخيل أن مدينة كبيرة تجد صعوبة في تأمين المياه، إنها مشكلة حقيقية".
بدوره أوضح بلال حلبي وهو من سكان مدينة الباب خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنه مع حلول فصل الصيف تتكرر المشكلة ذاتها، وقال: "لا أعتقد أنّ الأزمة ستحل قريباً والمعاناة في البحث عن الصهاريج ستتوقف، نطالب بحل جذري لهذه المشكلة التي تواجه الجميع في المدينة".
وكان المجلس المحلي لمدينة الباب، أكد في بيان صدر عنه في يونيو/حزيران 2023، أن معاناة الأهالي في مدينة الباب مستمرة لتأمين مياه الشرب، في ظل قطع النظام للمياه في محطة عين البيضا، الأمر الذي يشكل جريمة ضد الإنسانية في المدينة التي يقيم فيها نحو 300 ألف شخص.