"أحلام صغيرة".. سوريات يوفّرن كسوة العيد للأطفال في القامشلي
مع اقتراب عيد الفطر ارتفعت أسعار ملابس الأطفال في شمال شرق سورية بصورة جنونية، في حين تبدو عائلات كثيرة عاجزة عن تأمين الكسوة لأطفالها، خصوصاً تلك التي فقدت معيلها. وهذا ما دفع مجموعة من النساء في القامشلي تتّخذ لنفسها اسم "أحلام صغيرة" إلى إطلاق مبادرة تهدف إلى توفير كسوة العيد للأيتام ولأبناء العائلات محدودة الدخل، من خلال جمع ملابس من العائلات المقتدرة أو مبالغ مالية لشراء ما يلزم وتوزيعه على الصغار.
تحكي المشرفة على مجموعة "أحلام صغيرة" سهام أحمد، لـ"العربي الجديد"، عن فكرة المبادرة وآلية العمل، شارحة أنّ "الأوضاع الاقتصادية صعبة وكثيرين لا يستطيعون شراء الملابس حتى المستعملة منها، إذ أصبحت غالية الثمن. لذلك وضعنا خطة لجمع الملابس وفرزها ثمّ عرضناها أمام العائلات المحتاجة حتى تأخذ منها ما يحتاجه أولادها".
تضيف أحمد أنّ المجموعة جمعت إلى جانب الملابس حاجيات أخرى قد تستلزمها العائلات، من قبيل الفرش والأثاث والأدوات المطبخية، ثمّ زدات عليها مستلزمات صحية نسائية وكراسي للأشخاص ذوي الإعاقة. وتوضح أنّ كلّ ما يتبرّع به الناس يُجمَع ليوزَّع لاحقاً على من يحتاجه.
وتتابع أحمد أنّه "بالنسبة إلى عيد الفطر، أطلقنا حملة إكساء اليتيم وجمعنا تبرّعات عينية ومالية من أهل الخير؛ ملابس ومال (من زكاة وصدقة وتبرّعات) حاولنا إيصالها إلى من هم في أمسّ الحاجة إلى ذلك. وقد وزّعنا بالفعل ملابس على نحو 105 أطفال حتى الآن ونحن مستمرّات بهذه الحملة إلى ما قبل العيد بيوم واحد. كذلك اصطحبنا عدداً من الأطفال إلى محال للملابس حتى يختاروا هم ما يعجبهم وما يناسبهم".
وتبيّن أحمد أنّ "المستفيدين هم من أهالي القامشلي وريفها، علماً أنّ التمويل ضئيل جداً نسبة إلى المساعدات التي نقدّمها للعائلات"، مشيرة إلى أنّ الأمر "يفوق طاقتنا". وتأمل أن تحصل المجموعة على "مساعدات من قبل جهات قادرة أو التمكّن من التواصل مع جمعيات خيرية تمدّنا بالتمويل فنكون صلة وصل بينها وبين الناس".
وتلفت أحمد إلى أنّ "الفكرة شخصية وتطوعية، وقد نجحنا في تأمين فرص عمل لنساء كثيرات بحسب الإمكانات التي نستطيع تقديمها"، لكنّها تشدّد على أنّ "ثمّة صعوبات تواجهنا كذلك".
وفي هذا الإطار، تقول فاطمة محمد خليل من القامشلي لـ"العربي الجديد": "تبنّيت مع الصديقة سهام أحمد هذا المشروع (مجموعة أحلام صغيرة) وصرنا ننظّم المعارض ونجمع القرطاسية لتلاميذ المدارس حتى وإن كانت مستعملة". تضيف أنّه "كان من الصعب تخزين ما نجمعه في منزلي أو منزل سهام، فبحثنا عن مكان مناسب وجهّزناه. واليوم نتلقّى ملابس وكراسي لذوي الإعاقة وأدوية، وقد شملت مبادرتنا بعض الأطفال من القرى وبعض العائلات من الحسكة". وتذكر أنّه "إلى جانبهما، تنشط 14 امرأة أخرى وعدد من اليافعين الذين يساعدوننا".
وعن المبادرات الخيرية الأخيرة تتحدّث خليل عن "قصّ شعر 50 طفلاً يتيماً مجاناً بالتعاون مع أصحاب محلات الحلاقة. وتأتي كذلك كسوة الأطفال الفقراء في العيد، ونحن نمضي بها، على أن نقوم بأخرى جديدة في الأيام المقبلة".