"أبو غريب" أشهر سجون العراق يتحول إلى مكان احتجاز تجار ومروجي المخدرات
قررت السلطات العراقية في العاصمة بغداد، تحويل سجن أبو غريب سيئ الصيت، إلى مكان لاحتجاز تجار ومروجي المخدرات، وذلك في ظل تزايد عمليات اعتقال ومحاكمة المتورطين في تجارة المخدرات التي تجاوزت منذ مطلع العام الحالي 10 آلاف عملية اعتقال وفقاً لأرقام رسمية صدرت عن وزارة الداخلية العراقية الشهر الماضي.
ويُعتبر سجن أبو غريب 30 كيلومتراً غربي بغداد، أكبر وأشهر سجون العراق، عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الأميركية جرائم تعذيب بشعة بحق سجناء عراقيين، وعرفت منذ حينها بفضيحة سجن أبو غريب.
واليوم الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة العدل العراقية، كامل أمين، إن السجن الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 15 ألف سجين، خصص لجميع السجناء المحكومين بقضايا المخدرات مع مراعاة تصنيف عزل المتاجرين والمروجين داخل السجن عن المتعاطين"، معرباً عن أمله "باكتمال عمليات التأهيل نهاية العام الحالي، إذ يصل استيعاب أقسامه في الوقت الحالي من 3 ـ 4 آلاف سجين".
وأضاف أمين في تصريحات نقلتها صحيفة "الصباح" الرسمية، أن "التحدي الكبير الذي تواجهه الوزارة في هذا الموضوع يتمثل في حالة الاكتظاظ رغم المضي بمعالجته، إذ لا يمكن القيام بعملية التصنيف بنسبة 100 % ما لم تُفتتح سجون جديدة وتتوفر موارد بشرية لذلك".
كما كشف أمين عن تصنيف السجناء بجرائم الإرهاب بنسبة 100 % لتجنب الاختلاط بالمحكومين بجرائم أخرى"، وهو أول تأكيد رسمي على إجراء عمليات نقل للسجناء لسجون أخرى يقع أغلبها جنوبي البلاد.
وتُعَدّ المخدّرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، ولا سيّما أنّ تجارتها قد اتّسعت في الفترة الأخيرة بشكل خطر، وقد تحوّل العراق إلى ممرّ لتلك المواد من إيران في اتّجاه عدد من الدول العربية.
وسبق وأن قررت السلطات العراقية هدم السجن وإقامة منشآت سكنية بدلا عنه، وذلك عقب هجمات إرهابية متعددة على السجن نجح بعضها في إطلاق سراح العشرات من المحكومين بتهم الإرهاب آخرها عام 2013، لكن مشكلة اكتظاظ السجون العراقية دفعت السلطات إلى تغيير الخطة وجعله للأحكام الجنائية.
ووفقاً لمسؤول أمني عراقي، فإن قرار نقل جميع المحكومين بقضايا الإرهاب وعددهم عشرات الآلاف إلى سجون جنوبي البلاد، جاء بتوجيه لحكومة حيدر العبادي السابقة 2014 ـ 2018، بغية منع أي هجمات على السجون لتحرير سجناء من قبل التنظيمات الإرهابية، مضيفا أن تحويل سجن أبو غريب لقضايا المخدرات يُعتبر مناسبا في الموقت الحالي، ولا يشكل تهديدا للأحياء السكنية القريبة منه.
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن أعداد المحكومين بقضايا المخدرات سيصبح قريبا أكثر من المحكومين بقضايا الإرهاب، ويوجد تجار مخدرات خطرون للغاية".
وقالت الناشطة الحقوقية في مجال التوعية بمخاطر المخدرات، سها عيسى لـ"العربي الجديد"، إن إقامة سجن لقضايا المخدرات، يجب أن يتوفر داخله مستشفى لمساعدة آلاف المعتقلين والمحكومين حاليا على التعافي داخل السجن"، مؤكدة أنه "من المفترض أن تتوفر أمور داخل السجن الخاص بجرائم المخدرات غير موجودة بالسجون الأخرى وأولها مختصون نفسيون وأطباء".
وأشارت إلى مشاكل وجرائم تُرتكب حالياً داخل زنزانات السجون للمحكومين بقضايا المخدرات نتيجة العنف المفرط الذي يتولد لدى السجين المدمن"، واصفة خطوة تحويل سجن أبو غريب لسجن مختص بقضايا المخدرات بأنها "خطوة متقدمة في مسألة عزل وتقسيم السجناء حسب جرائمهم".