"العربي الجديد" يرصد جهود اتحاد الأطباء العرب لدعم المواطنين والجنود الأوكرانيين
دفعت الحرب الروسية على الأراضي الأوكرانية منذ بدايتها في 24 فبراير/شباط 2022، إلى نزوح أعداد من المواطنين إلى أماكن أكثر أمناً؛ إلا أن هناك آخرين، منهم عرب، فضّلوا البقاء وأظهروا استماتة للقيام بدورهم الوظيفي في دعم أوكرانيا.
الطبيب الفلسطيني الحامل للجنسية الأوكرانية، رامي أبو شمسية، واحد ممن فضلوا البقاء في البلاد، وهو أستاذ محاضر في الأكاديمية الطبية للدراسات العليا في أوكرانيا، ورئيس اتحاد الأطباء العرب في البلاد، وعضو الهيئة الإدارية لاتحاد الأطباء العرب في أوروبا المعتمد لدى الأمم المتحدة، وشغل من قبل وظيفة نائب عميد جامعة الطب القومية بمدينة هموليس في أوكرانيا.
مع بدء الحرب، قرّر الدكتور أبو شمسية، ابن مدينة الخليل، البقاء في العاصمة الأوكرانية كييف التي شهدت قصفاً عنيفاً وهجمات صاروخية ومدفعية في الأيام الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويروي أبو شمسية، لـ"العربي الجديد"، أنه على مدار ثلاثة أيام متتالية ظلَّ في مناوبة كاملة بالمستشفى الذي يعمل فيه، وخلالها قام بالعديد من العمليات الجراحية الحساسة والخطيرة للجنود الأوكرانيين والروس المصابين في المعارك على ضواحي كييف.
وأوضح الطبيب الفلسطيني أن العديد من المصابين الذين وفدوا إلى المستشفى عبروا الطريق حيث تنتشر عشرات الجثث بسبب القصف والصواريخ في العاصمة كييف.
لكنَّ دور أبو شمسية لم يتوقف عند عمله الوظيفي فقط؛ بل ساهم كذلك مع العديد من زملائه في اتحاد الأطباء العرب في تقديم العديد من الخدمات الطبية ودعم العديد من المدن المنكوبة.
ومع تصاعد حدة المعارك قرب العاصمة الأوكرانية، وسقوط عشرات الضحايا المدنيين بنيران وصواريخ الهجوم الروسي، كانت عمليات الإنقاذ الإنسانية من قبل الهيئات والمنظمات الطبية، وعلى رأسها المنظمات العربية العاملة هناك، بارزة.
وقال أبو شمسية إنّ اتحاد الأطباء العرب نجح في استقطاب العديد من الأطباء من أكثر من دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا، لإجراء عمليات معقدة للمواطنين الأوكرانيين وللجيش الأوكراني؛ وكان من بينهم فريق بريطاني وآخر أميركي؛ ومنهم أطباء من أصول عربية.
كما نجح اتحاد الأطباء العرب برئاسة أبو شمسية في جلب نحو 5 أطنان من المساعدات الطبية قدمت من قبل الأطباء العرب في أوروبا، وتم توزيعها حسب الحاجة في كل من كييف والمدن القريبة منها.
ويحكي أبو شمسية أنه خلال توصيل قافلة المساعدات تعرضت للقصف من قبل القوات الروسية، وظل محاصرا ضواحي العاصمة قرابة 10 أيام كاملة في أجواء شديدة البرودة حتى انتهاء الحصار وعودته إلى مناوبته في المستشفى الحكومي رقم 18 الذي يعمل فيه جرّاحاً.
ويتذكر يوم استقبل هذا المستشفى 12 حالة مصابة بطلقات نارية، وكانت هناك 8 غرف عمليات فقط، إلا أنه نجح في إنقاذ إحدى هذه الحالات التي كانت لجندي أوكراني مصاب بطلقات في البطن والكتف والقدم، واستغرقت العملية نحو 6 ساعات كاملة.
من جانبها، تتحدث مديرة مستشفى الجامعة الوطنية في العاصمة الأوكرانية كييف، إرينا شيفتشينكو، عن الدور الكبير الذي لعبه اتحاد الأطباء العرب في تقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية لمئات المصابين من المواطين الأوكرانيين وجنود الجيش الأوكراني.
وتقول شيفتشينكو، لـ"العربي الجديد"، إن الدكتور أبو شمسية ومعه العديد من الأطباء العرب قاموا بإجراء العديد من العمليات الجراحية للمصابين، كما قدموا العديد من المساعدات الطبية للمستشفيات الأخرى في العاصمة كييف.
وتوضح شيفتشينكو أنه خصّص مشفاه الخاص كذلك لإجراء العمليات الجراحية للمصابين والمرضى في أوكرانيا بالمجان، إلى جانب العديد من الأدوار الأخرى التي يقدمها اتحاد الأطباء العرب في أوكرانيا.