مستشفى ميداني أردني في خانيونس جنوبي قطاع غزة

رصد مراسل "العربي الجديد" عند معبر رفح الحدودي ما بين مصر وقطاع غزة، اليوم الاثنين، 40 شاحنة خاصة بالمستشفى الميداني الأردني المزمع إنشاؤه في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الخامس والأربعين.

وقد دخلت تلك الشاحنات إلى قطاع غزة المحاصَر والمستهدَف، محمَّلة بمعدّات طبية وتجهيزات مختلفة مطلوبة لإقامة هذا المستشفى، في حين يرافقها أكثر من 180 شخصاً ما بين أطباء وممرضين وإداريين وفنيين وعاملين آخرين.

يأتي ذلك في وقت شهد معبر رفح البري، اليوم الاثنين، حركة نشطة في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وخروج مرضى وجرحى منه لتلقّي العلاج اللازم إمّا في مصر وإمّا في تركيا. كذلك أُدخل 28 من الأطفال الخدج الذين كانوا قد أُجلوا من مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة، أمس الأحد، إلى مصر من خلال هذا المعبر.

وأكد المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود في غزة هشام عدوان لـ"العربي الجديد" وصول تجهيزات المستشفى الميداني الذي يقدّمه الأردن إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح، اليوم الاثنين، وأنّه سوف يُقام في مدينة خانيونس.

كذلك أعلن مسؤولون صحيون في قطاع غزة، وفقاً لوكالة فرانس برس وصول تجهيزات ذلك المستشفى الميداني، في إطار جهود الأردن المستمرّة للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. ويُعَدّ هذا المستشفى الأوّل الذي يُخصَّص لغزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليه في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. يُذكر أنّ ثمّة مستشفى ميدانياً أردنياً يعمل في شمال قطاع غزة، منذ أعوام.

وأوضح المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت أنّ هذا المستشفى الميداني الأردني سوف يُقام "في محيط مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جنوبي القطاع لاستقبال الجرحى والمرضى". وأشار زقوت إلى أنّه "من المتوقع وصول مستشفيَين ميدانيَّين آخرَين من قطر والإمارات"، وإنّهما سوف يُقامان في جنوب القطاع كذلك.

في سياق متصل، أفاد عدوان "العربي الجديد" بأنّ وفداً إماراتياً مؤلّفاً من 17 فرداً وصل إلى قطاع غزة اليوم، لاختيار قطعة أرض في الجنوب لإقامة مستشفى ميداني عليها، مشيراً إلى أنّه من المتوقّع أن تصل تجهيزات هذا المستشفى غداً الثلاثاء.

من جهته، أفاد الديوان الملكي الأردني بأنّ المستشفى الميداني بسعة 41 سريراً، ويضمّ طاقماً طبياً وتمريضياً من 145 شخصاً يغطّي تخصّصات الجراحة العامة وجراحة الشرايين وأمراض الجهاز العصبي والأمراض الصدرية وجراحة التجميل وجراحة العظام وطبّ الأطفال وجراحة الوجه والفكَّين.

ويتألّف المستشفى من أقسام تشمل الطوارئ والأمراض الداخلية والعناية المركّزة والأمراض النسائية والتوليد، بالإضافة إلى قسم خاص بالأطفال الخدج مع 41 حاضنة. ويضمّ كذلك مختبراً وصيدلية وقسم تصوير بالأشعة وغرفة تعقيم وغرفتَي عمليات جراحية.

في السياق نفسه، أشار عدوان، في تصريح  لوكالة فرانس برس، إلى "إدخال ستّ سيارات إسعاف مقدّمة من الكويت"، سوف يُصار ضمّها إلى خدمة الإسعاف في مستشفى ناصر.

يُذكر أنّ مصر لا تسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة من دون موافقة السلطات الإسرائيلية.

قضايا وناس

التحديثات الحية

إقامة الأردن مستشفى ميدانياً عسكرياً في نابلس تثير التساؤلات

تجدر الإشارة إلى أنّ المستشفى الميداني الأردني الذي يُقام في خانيونس هو الثاني من نوعه، إذ إنّ الأوّل التابع للقوات المسلحة الأردنية أنشئ في قطاع غزة في عام 2009، وهو يقدّم خدماته إلى ما بين 1000 و1200 شخص يومياً. وتُبدَّل الطواقم الطبية الخاصة بالمستشفى كلّ ثلاثة أشهر، علماً أنّ قدرته الاستيعابية تُقدَّر بـ40 سريراً. ويقع هذا المستشفى في حيّ تلّ الهوى في مدينة غزة شمالي القطاع، ويستقبل المرضى باختلافهم، ويجري عمليات جراحية دقيقة، ويقدّم خدمات الرعاية الطبية للمصابين في حوادث الطرقات والكوارث الطبيعية.

وقد لفت المتحدّث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، اليوم الاثنين، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس إلى أهمية إنشاء مستشفيات ميدانية "من أجل معاونة الوزارة في تحمّل الأعباء وعلاج المصابين وآلاف المرضى"، خصوصاً أنّ الوضع الصحي في شمال القطاع "كارثي والمصابون يموتون بسبب عدم توفّر إغاثة طبية".

وكانت وزارة الصحة في غزة قد أكّدت ارتفاع عدد الجرحى من جرّاء القصف الإسرائيلي على القطاع إلى أكثر من 30 ألفاً.

وأضافت وكالة فرانس برس أنّ مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة عائد ياغي بيّن أنّ المستشفيات تعاني من "نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية"، في حين أنّ "عدد الكادر الطبي محدود ولا تتوفّر سيارات إسعاف".

وكان القدرة قد أفاد، في وقت سابق من اليوم الاثنين، بأنّ "الدبابات والمدرّعات والجرافات العسكرية تطوّق كلّ الطرقات المؤدية إلى المستشفى الإندونيسي في جباليا (شمال القطاع)، في حين يتعرّض المستشفى لقصف مدفعي عنيف".

وحذّرت وزارة الصحة من اقتحام القوات الإسرائيلية المستشفى الإندونيسي مثلما حصل مع مجمّع الشفاء الطبي الذي يُعَدّ أكبر مستشفيات قطاع غزة. وأشارت إلى أنّ المستشفى الإندونيسي يؤوي "700 من المصابين والمرضى والطواقم الطبية إلى جانب آلاف عدّة من النازحين".