انطلقت من مدينة كربلاء، جنوبي العراق، ليل أمس السبت، قافلة سادسة من المساعدات للنازحين اللبنانيين في سورية. وأرسلت جهات دينية القافلة ضمن حملات مساعدة ودعم الشعب اللبناني. وعبرت القافلة التي تضم 20 شاحنة 500 طن من المساعدات أراضي العراق إلى سورية، وفقاً لبيان أصدرته "العتبة العباسية" الدينية. ومن المقرر أن تصل اليوم الأحد إلى دمشق ومناطق أخرى في سورية توجد فيها عائلات لبنانية. وهي محمّلة بمواد غذائية وطبية وفرشات وبطانيات، إضافة إلى ملابس شتوية لارتدائها بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة.
وأكد البيان تجهيز مطبخ مركزي ومستشفى ميداني افتتحا في منطقة السيدة زينب لتقديم دعم للعائلات اللبنانية النازحة، تمهيداً للمساهمة في تخفيف معاناتها من خلال تأمين احتياجات إنسانية ضرورية. وقال مسؤول أمني في قيادة عمليات غرب الأنبار في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد": "تدخل الشاحنات سورية بعد تفتيشها والتحقق من محتوياتها من مواد إنسانية وغذائية ومعدات طبية أرسلها متبرعون عراقيون وجهات دينية واجتماعية وسياسية مختلفة".
وقال الناشط الحقوقي العراقي أكرم الكناني، الذي رافق عدة قوافل إنسانية من العراق إلى لبنان وسورية، لـ"العربي الجديد": "المساعدات أقل من أن تغطي كل احتياجات النازحين بسبب العدوان الإسرائيلي، خصوصاً مع اشتداد البرد وتزايد عدد النازحين من لبنان إلى سورية". وأضاف: "تفضّل بعض العائلات البقاء في سورية قرب لبنان بدلاً من إكمال مسيرتها إلى العراق، وتعتبر أخرى أن وجودها في سورية مؤقت. ويحتاج أفرادها حالياً إلى مصادر تدفئة وتأمين مساعدات أبرزها طعام وأدوية لعلاج الأطفال". وتحدث عن أن عائلات خسرت منازلها وكل ما تملك وخرجت بلا شيء، و"نحن نمنح هؤلاء الأولية في الدعم الذي يجب أن يزيد من مختلف الجهات في العراق، ومن بينها الحكومة".
والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد مقداد ميري إن 38 ألف لبناني دخلوا العراق منذ بداية العدوان الإسرائيلي، لكن التوقعات الحالية تفيد بأنهم تجاوزوا 40 ألفاً. وفي الأسابيع الأخيرة، أطلقت فعّاليات عراقية شعبية ودينية مختلفة في العراق حملات لجمع تبرعات للشعب اللبناني، أبرزها حملة "سيد الجنوب" التي تضمنت علاجات وأدوية ومساعدات إنسانية مختلفة، وسط تفاعل كبير من مختلف أطياف الشعب. كما خصصت الحكومة مبلغ ثلاثة مليارات دينار (6.5 ملايين دولار) لدعم ومساعدة عائلات لبنانية أتت إلى العراق بسبب العدوان الإسرائيلي على بلادها، وباشرت مدارس تطبيق نظام التعليم اللبناني لمحاولة تسهيل اندماج الطلاب اللبنانيين في قطاع التعليم في العراق.
واتخذت الحكومة العراقية سابقاً قرارات عدة لمساعدة الشعب اللبناني، أهمها السماح بدخول العائلات اللبنانية التي لا تملك جوازات أو وثائق سفر إلى البلاد من دون قيد أو شرط، سواء من المنافذ البرية أو المطارات، مع تكليف وزارة الصحة بالإجراءات العلاجية والصحية اللازمة لأفرادها مجاناً. وستجتمع لجنة تضم وزارات عدة لبحث قرار الحكومة تخصيص 40 مليار دينار (نحو 25 مليون دولار) لإغاثة الشعب اللبناني.