لم يكن أكثر اليمنيين تفاؤلاً بإنهاء انقلاب الإمارات وحلفائها في جنوب اليمن، يتوقع أحداث الساعات الـ72 الأخيرة، التي انتهت باستعادة القوات الموالية للشرعية السيطرة على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دولياً، وإنهاء 18 يوماً من سيطرة "المجلس الانتقالي الجنوبي" الموالي لأبوظبي على المنطقة، بل أكثر من ذلك بدء طي سنوات من التهور الإماراتي والتغوّل في الشؤون اليمنية، والذي بلغ أوجه مطلع أغسطس/آب الحالي، بإسقاط ما تبقى من وجود محدود للحكومة اليمنية. في موازاة هذه الأحداث، كان لافتاً ما نقلته قناة "الجزيرة" عن مسؤول في الخارجية الأميركية لم تسمه، قوله "إننا نعمل مع الشركاء الدوليين ونركز على دعم اتفاق سياسي ينهي الصراع في اليمن".
ونجحت الشرعية أمس باستعادة جنوب اليمن، بعد تطورات متسارعة، فصباح أمس، ووفقاً لمصادر محلية وميدانية تحدثت لـ"العربي الجديد"، كانت قوات الجيش الموالية للشرعية، والتي تقدّمت من شبوة شرقاً صوب أبين، ما تزال على أبواب مدينة شقرة الساحلية، في المحافظة ذاتها، لتسابق الوقت بالتقدّم إلى زنجبار، عاصمة أبين، وتنتقل في غضون ساعات قليلة فقط، إلى مدينة عدن، في مقابل انهيارات متسارعة للقوات الموالية للانفصاليين، والتي أنفقت عليها أبوظبي أموالاً هائلة لحراسة أطماعها وتوجهاتها الرامية إلى تقسيم اليمن.
ووفقاً للمصادر والمعلومات المتواترة، فقد واجه حلفاء أبوظبي تحركاً شعبياً من مسلحين من القبائل ومن أفراد قوات الشرعية، الذين أسقط الانفصاليون معسكراتهم في عدن، الأمر الذي كان له الدور المحوري باستعادة مدينة زنجبار، بالتزامن مع اقتراب قوات الشرعية من المدينة، لتواصل زحفها إلى عدن، التي كان الانفصاليون قد بدأوا منذ الثلاثاء الماضي، بمواجهة انتفاضة داخلها، وتحديداً في منطقة الممدارة شمال عدن، والتي دارت فيها مواجهات عنيفة بين مسلحين وبين قوات "الحزام الأمني" الموالي لأبوظبي.
وتوالت الأخبار طوال يوم أمس عن تقدّم قوات الشرعية حتى أعلنت الحكومة اليمنية استعادة السيطرة على القصر الرئاسي في عدن وكامل المحافظة من الانفصاليين. وكتب وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة على "تويتر": "تمكّن ضباط وأفراد ألوية الحماية الرئاسية الأبطال من تأمين قصر المعاشيق في عدن والمناطق المحيطة بشكل كامل، والجيش الوطني والأجهزة الأمنية يفرضون سيطرة كاملة على مديريات محافظة عدن".
وسبق ذلك إحكام قوات الشرعية سيطرتها على مطار عدن الدولي شرقي العاصمة المؤقتة، ثم التوغّل في أحياء المدينة، وأبرزها خور مكسر وكريتر. وفي سياق متصل، طالبت وزارة الداخلية، أهالي محافظة عدن بالبقاء بعيدا عن مواقع المعسكرات والمواجهات "حفاظاً على أرواحهم". وفي وقت لاحق، طمأن محافظ عدن أحمد سالم ربيع، سكان المحافظة، بأن "الدولة ستوفر الأمن وتحمي الممتلكات العامة والخاصة". ودعا في تصريح نقلته الوكالة الرسمية، أبناء المحافظة إلى "الطمأنينة والتزام الهدوء والمساهمة في تطبيع الأوضاع وعودة الحياة إلى طبيعتها".
من جهته، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، إن عودة الدولة إلى محافظة عدن هو انتصار لجميع أبناء الشعب. وكتب على "تويتر": "يدنا ممدودة وقلوبنا مفتوحة، وجّهنا بحزم بحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أمن الناس ومنع أي شكل من أشكال الفوضى". وأشار إلى أن "الوطن يتسع للجميع في ظل الأمن والاستقرار والحوار البناء تحت سيادة الدولة والقانون".
اقــرأ أيضاً
أما مستشار الرئيس اليمني، عبد الملك المخلافي، فقال إن "المجلس الانتقالي"، "فرض الاقتتال وعمّق الجروح في الجنوب، لأن تأسيسه وتحركه وأسلوب عمله، ارتبط بأجندة خارجية عمل لها وتحرك وفقاً لتوجيهاتها". ولفت المخلافي في تغريدات على "تويتر" إلى أن "الأحداث والمواقف، عززت الثقة بقيادة السعودية للتحالف العربي لدعم الشرعية، والقضاء على الانقلاب الحوثي، وضمان أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه". وأردف" كان للموقف السعودي الحازم في مواجهة تمرد الانتقالي أثر بالغ في إنهاء التمرد وتعزيز الأمل بالانتصار على الحوثي".
في المقابل، وفي أول تعليق له عصر أمس، ألمح المتحدث باسم "المجلس الانتقالي"، نزار هيثم، إلى الدور الذي قامت به قوات الشرعية وأفرادها في مدينتي عدن وأبين، وقال إنهم (أي الشرعية)، حركوا "الخلايا التائهة"، وأضاف "قيادتنا قرارها واضح وسترد بحزم على كل تحركات البلاطجة والمليشيات الإرهابية"، على حد وصفه.
وبدت أحداث عدن أمس الأربعاء، مفاجئة، حتى بالنسبة لقيادات ميدانية في الجيش اليمني ولمسؤولين في الحكومة الشرعية. كما سادت حالة من الصدمة في أوساط أنصار "المجلس الانتقالي الجنوبي"، والذين انقسموا بين من يتحدث عن "خيانات"، وبين من يُنكر التطورات الميدانية، وقسم ثالث يلمّح إلى أن المجلس وقع ضحية تطمينات وحسابات خاطئة، في إشارة إلى تلك التي كانت أبوظبي ترسلها إلى حلفائها، بأنها ستعمل على تحقيق الانفصال.
وبالنسبة لأبوظبي، التي أدارت قبل أكثر من أسبوعين ظهرها لحليفتها السعودية، وبدأت بإسقاط الشرعية اليمنية، وعلى الرغم من أنباء عن مغادرة أفراد من القوات الموالية لها عدن، فهي دفعت رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزبيدي، الموجود في أراضيها، إلى إلقاء خطاب متلفز ليل الثلاثاء، حاول من خلاله رفع معنويات أتباعه جنوباً، متحدثاً عما تعرضت له قوات "النخبة الشبوانية" في شبوة، وبأنهم سيعملون على استدراك ما حصل.
وتمثّل استعادة الجيش اليمني لعدن، ضربة للنفوذ الإماراتي الذي اتخذ من العاصمة المؤقتة مركزاً له، على حساب الحكومة اليمنية الشرعية، وهو ما يجعل تطورات الـ72 الساعة الماضية، بمثابة تحوّلات مصيرية في الحرب والأزمة الدائرة في اليمن منذ سنوات. ومن المعروف أن أبوظبي ومنذ تصدّرها واجهة التحالف في الجنوب اليمني، اعتباراً من منتصف العام 2015، سعت إلى جعل عدن مدينة غير آمنة للحكومة الشرعية. وسبق أن أكد مسؤولون يمنيون رفيعو المستوى، بما في ذلك نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية أحمد الميسري، أن الإمارات هي من تمنع الرئيس عبدربه منصور هادي، من العودة إلى عدن.
في السياق، يحضر الدور السعودي كأحد أبرز العوامل المحورية في الأحداث التي شهدتها مناطق جنوب اليمن، في الأيام القليلة الماضية، إذ بدا أن الرياض تدخّلت أخيراً لتضع حداً لممارسات حليفتها المفترضة، وكان واضحاً اعتباراً من شبوة على الأقل، أن السعودية بدأت بتدارك الموقف جنوباً، لتدعم التحركات العسكرية لقوات الشرعية اليمنية، بإسقاط الانقلاب الإماراتي.
ونجحت الشرعية أمس باستعادة جنوب اليمن، بعد تطورات متسارعة، فصباح أمس، ووفقاً لمصادر محلية وميدانية تحدثت لـ"العربي الجديد"، كانت قوات الجيش الموالية للشرعية، والتي تقدّمت من شبوة شرقاً صوب أبين، ما تزال على أبواب مدينة شقرة الساحلية، في المحافظة ذاتها، لتسابق الوقت بالتقدّم إلى زنجبار، عاصمة أبين، وتنتقل في غضون ساعات قليلة فقط، إلى مدينة عدن، في مقابل انهيارات متسارعة للقوات الموالية للانفصاليين، والتي أنفقت عليها أبوظبي أموالاً هائلة لحراسة أطماعها وتوجهاتها الرامية إلى تقسيم اليمن.
وتوالت الأخبار طوال يوم أمس عن تقدّم قوات الشرعية حتى أعلنت الحكومة اليمنية استعادة السيطرة على القصر الرئاسي في عدن وكامل المحافظة من الانفصاليين. وكتب وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة على "تويتر": "تمكّن ضباط وأفراد ألوية الحماية الرئاسية الأبطال من تأمين قصر المعاشيق في عدن والمناطق المحيطة بشكل كامل، والجيش الوطني والأجهزة الأمنية يفرضون سيطرة كاملة على مديريات محافظة عدن".
وسبق ذلك إحكام قوات الشرعية سيطرتها على مطار عدن الدولي شرقي العاصمة المؤقتة، ثم التوغّل في أحياء المدينة، وأبرزها خور مكسر وكريتر. وفي سياق متصل، طالبت وزارة الداخلية، أهالي محافظة عدن بالبقاء بعيدا عن مواقع المعسكرات والمواجهات "حفاظاً على أرواحهم". وفي وقت لاحق، طمأن محافظ عدن أحمد سالم ربيع، سكان المحافظة، بأن "الدولة ستوفر الأمن وتحمي الممتلكات العامة والخاصة". ودعا في تصريح نقلته الوكالة الرسمية، أبناء المحافظة إلى "الطمأنينة والتزام الهدوء والمساهمة في تطبيع الأوضاع وعودة الحياة إلى طبيعتها".
من جهته، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، إن عودة الدولة إلى محافظة عدن هو انتصار لجميع أبناء الشعب. وكتب على "تويتر": "يدنا ممدودة وقلوبنا مفتوحة، وجّهنا بحزم بحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أمن الناس ومنع أي شكل من أشكال الفوضى". وأشار إلى أن "الوطن يتسع للجميع في ظل الأمن والاستقرار والحوار البناء تحت سيادة الدولة والقانون".
أما مستشار الرئيس اليمني، عبد الملك المخلافي، فقال إن "المجلس الانتقالي"، "فرض الاقتتال وعمّق الجروح في الجنوب، لأن تأسيسه وتحركه وأسلوب عمله، ارتبط بأجندة خارجية عمل لها وتحرك وفقاً لتوجيهاتها". ولفت المخلافي في تغريدات على "تويتر" إلى أن "الأحداث والمواقف، عززت الثقة بقيادة السعودية للتحالف العربي لدعم الشرعية، والقضاء على الانقلاب الحوثي، وضمان أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه". وأردف" كان للموقف السعودي الحازم في مواجهة تمرد الانتقالي أثر بالغ في إنهاء التمرد وتعزيز الأمل بالانتصار على الحوثي".
وبدت أحداث عدن أمس الأربعاء، مفاجئة، حتى بالنسبة لقيادات ميدانية في الجيش اليمني ولمسؤولين في الحكومة الشرعية. كما سادت حالة من الصدمة في أوساط أنصار "المجلس الانتقالي الجنوبي"، والذين انقسموا بين من يتحدث عن "خيانات"، وبين من يُنكر التطورات الميدانية، وقسم ثالث يلمّح إلى أن المجلس وقع ضحية تطمينات وحسابات خاطئة، في إشارة إلى تلك التي كانت أبوظبي ترسلها إلى حلفائها، بأنها ستعمل على تحقيق الانفصال.
وبالنسبة لأبوظبي، التي أدارت قبل أكثر من أسبوعين ظهرها لحليفتها السعودية، وبدأت بإسقاط الشرعية اليمنية، وعلى الرغم من أنباء عن مغادرة أفراد من القوات الموالية لها عدن، فهي دفعت رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزبيدي، الموجود في أراضيها، إلى إلقاء خطاب متلفز ليل الثلاثاء، حاول من خلاله رفع معنويات أتباعه جنوباً، متحدثاً عما تعرضت له قوات "النخبة الشبوانية" في شبوة، وبأنهم سيعملون على استدراك ما حصل.
وتمثّل استعادة الجيش اليمني لعدن، ضربة للنفوذ الإماراتي الذي اتخذ من العاصمة المؤقتة مركزاً له، على حساب الحكومة اليمنية الشرعية، وهو ما يجعل تطورات الـ72 الساعة الماضية، بمثابة تحوّلات مصيرية في الحرب والأزمة الدائرة في اليمن منذ سنوات. ومن المعروف أن أبوظبي ومنذ تصدّرها واجهة التحالف في الجنوب اليمني، اعتباراً من منتصف العام 2015، سعت إلى جعل عدن مدينة غير آمنة للحكومة الشرعية. وسبق أن أكد مسؤولون يمنيون رفيعو المستوى، بما في ذلك نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية أحمد الميسري، أن الإمارات هي من تمنع الرئيس عبدربه منصور هادي، من العودة إلى عدن.
في السياق، يحضر الدور السعودي كأحد أبرز العوامل المحورية في الأحداث التي شهدتها مناطق جنوب اليمن، في الأيام القليلة الماضية، إذ بدا أن الرياض تدخّلت أخيراً لتضع حداً لممارسات حليفتها المفترضة، وكان واضحاً اعتباراً من شبوة على الأقل، أن السعودية بدأت بتدارك الموقف جنوباً، لتدعم التحركات العسكرية لقوات الشرعية اليمنية، بإسقاط الانقلاب الإماراتي.