"الأحرار" تتهم "فتح الشام" بافتعال اقتتال داخلي في إدلب

26 يناير 2017
فصائل انضمت لـ"أحرار الشام" (Getty)
+ الخط -

يبدو أن التوافق الدولي وبشكل خاص (الأميركي الروسي) على فصل جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقا) عن فصائل المعارضة المسلحة، ومن ثم محاربتها قد تمت ترجمته بشكل فعلي على الأرض؛ بعد دخول تركيا على خط هذا التوافق، بحكم تأثيرها على الكثير من الفصائل، ودفعها باتجاه تطبيق هذا التوافق على الأرض، إلا أن الخطوات التصعيدية التي اتخذتها "فتح الشام" تجاه بعض الفصائل ساعد الكثير منها على حسم أمرها، وإعلان النفير العام ضد التنظيم.

ولا يزال التوتّر سائدا في الشمال السوري، ولا سيما في محافظة إدلب، التي شهدت معارك بين فصائل من المعارضة السورية من جهة، وجبهة "فتح الشام" من جهة أخرى، ويسود التوتّر أحياء وقرى إدلب وسط أجواء عدم التوصّل لاتفاقٍ بينهم حتى كتابة هذه السطور.

ورغم نفي الناطق العسكري في "حركة أحرار الشام" أبو يوسف المهاجر أن يكون هناك قرار باستئصال "فتح الشام" من قبل الفصائل؛ بحديثه لـ"العربي الجديد" أن هذا الأمر "غير مطروح على الطاولة"، إلا أنه بيّن أن "حركة أحرار الشام" أوضحت بصراحة أن أي اعتداء على الفصائل المنضمّة إليها هو اعتداء على الحركة، واصفاً انضمام فصائل إلى حركة أحرار الشام بـ "الخطوة الصحيحة".

وكانت فصائل "صقور الشام، جيش المجاهدين، تجمع فاستقم، جيش الإسلام، الجبهة الشامية، وفيلق الشام" قد أعلنت بعد منتصف ليل الأربعاء انضمامها إلى "حركة أحرار الشام"، بعد هجوم "فتح الشام" على مقارّها العسكرية في محافظة إدلب، وأصدرت الحركة بياناً اليوم الخميس، رحّبت فيه بانضمام الفصائل قائلةً: "إن أي اعتداء على أحد أبناء الحركة المنضمين لها أو مقارها، هو بمثابة إعلان قتال لن تتوانى في التصدي له وإيقافه، مهما تطلب من قوة".

وبيّن المهاجر، أن لدى الفصائل تجارب سابقة في الاقتتال الداخلي، وأبرزها في الغوطة الشرقية، حيث سقط المئات من العناصر نتيجة المعارك بين "جيش الإسلام" و"جيش الفسطاط"، والتي أدّت إلى تقدّم النظام في الغوطة الشرقية، وتساءل: "هل من المناسب أن تكون هناك حرب شاملة بين الفصائل تنهي ساحة القتال وتقوّي النظام وتضعف الفصائل؟"، لافتاً إلى أنَّ الحركة لا تريد تكرار اقتتال الغوطة في الشمال، بسبب وجود أعداد كبيرة من الفصائل والمدنيين هناك.

وحول إمكانية وقوع مواجهات بين "جبهة فتح الشام" و"حركة أحرار الشام" بسبب ضمّ الأخيرة لفصائل تعاديها الجبهة، أوضح المهاجر أن "الحركة أكبر من أن تُجر إلى معركة تراها عبثية، وأنها لا تريد الانجرار في خلافات داخلية، ولا سيما أن "فتح الشام" اعتدت على عناصر من الحركة، إلّا أن الأخيرة لم ترد على هذه الاعتداءات بغية عدم الانجرار في معركة داخلية من الممكن أن تودي بالثورة وساحة القتال إلى المجهول".

واعتبر المهاجر أن انضمام الفصائل إلى "حركة أحرار الشام" سيؤدّي إلى حلّ المشكلة وإنهاء الاشتباكات وليس توسيعها، لأن التصادم بين الحركة والجبهة إن حدث سيكون كارثة، بسبب وجود الفصيلين في مناطق أخرى من سورية.

وحول الطريقة الأبرز لحل الاقتتال الدائر حالياً أوضح المهاجر أن إنهاء الخلاف يكون بالاتفاق مع الفصائل التي انضمت إلى الحركة، ثم إكمال المبادرة في محكمةٍ شرعية لحل الخلاف وأخذ الحق عن طريق التحاكم، قائلاً: "إن العلماء والمشايخ أيّدوا ذلك"، وشدّد على ضرورة تشكيل محكمة، لأن "(فتح الشام) اتهمت بعض الفصائل بأنها هي من بدأت بالقتال" مشيراً إلى أن هذا الأمر ينبغي التحقيق فيه، والتأكد من صحّته حتى لا يكون هناك طرف مظلوم، وهكذا ينتهي الخلاف.

وبين المهاجر أن "الفصائل انضمت إلى أحرار الشام، لذلك فإن لقيادة الأحرار فقط القرار فيما إذا كانت تريد استئصال فتح الشام أم لا"، مضيفاً أن "أحرار الشام" محاربة دولياً، وهي لم تذهب إلى أستانة، لذلك فإن موقفها وموقف "فتح الشام" هو واحد بالنسبة للمجتمع الدولي.

وتابع أن فتح جبهة الاقتتال الداخلي لإنهاء الساحة هو أمر يريده نظام الأسد، والأحداث الجارية في تنفيذه، لافتا إلى أن "فتح الشام" لا تريد لهذه الفصائل الاندماج في الحركة، بل تريد محاربتها، ورغم أن عددا من العلماء أكّدوا أن هذا بغي، إلّا أنَّ "فتح الشام" لم تستجب لهذه النداءات، وكشف أن الفصائل وافقت على الاحتكام إلى محكمة لحل الخلاف، إلّا أن "فتح الشام" لم توافق على ذلك، لأنها تريد إنهاء مشروع أستانة، علماً أن الفصائل التي شاركت في أستانا، لم توقّع أي اتفاق، وهو ما أكّده رئيس الوفد محمد علوش، لكن الجانب الروسي أصدر تصريحات مغلوطة هدفها إشعال الاقتتال الداخلي، وقد نجحت هذه التصريحات من خلال الكذب في فتح معركة بين الفصائل.

وتوقّع المهاجر فترةً زمنيةً لا تتعدّى ثلاثة أسابيع كحدٍ أعلى حتى تكون كل الأمور قد تم حلّها وعادت إلى نصابها.



المساهمون