وزير الخارجية التركي يدعو النظام والمعارضة السوريين للمصالحة لقتال "قسد"

25 يونيو 2024
هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التشيكي في أنقرة / 25 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يدعو للمصالحة بين النظام السوري والمعارضة لمحاربة قسد وحل المشاكل الدستورية، مؤكدًا على أهمية عودة اللاجئين السوريين وتنشيط الاقتصاد السوري.
- النظام السوري ينفي أي لقاءات مع تركيا ويشترط للمحادثات انسحاب القوات التركية ومحاربة المعارضة، ما يعكس التحديات أمام التقارب بين الطرفين.
- وائل علوان يشير إلى مبادرتين رئيسيتين لتطبيع العلاقات بين النظام وتركيا، لكنه يرى أن الشروط غير المنطقية من النظام وإيران وعدم استعداد تركيا للاستجابة تعيق التقدم.

دعا وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، النظام السوري إلى دمج قواته مع المعارضة وتحقيق المصالحة لقتال "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرق سورية، وصولاً إلى توحيد البلاد وإنهاء الحرب. وطالب فيدان النظام السوري باستثمار حالة الهدوء، وتوقف الاشتباكات، لحلّ المشاكل الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه، مؤكداً أهمية عودة اللاجئين. ورأى أن أهم ما حققه الروس وتركيا حتى الآن في ما يتعلق بسورية هو أن الحرب بين النظام السوري والمعارضة ليست مستمرة، معتبراً أن الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا على مستوى القادة (اتفاقات أستانة) أتاح الوصول إلى تراجع الحرب، وهو "المكسب الأكبر"، وفق قوله.

وقال الوزير التركي في مقابلة مع قناة "خبر تورك" التركية ليل الاثنين الثلاثاء: "ما نريده هو أن يستغل النظام السوري بعقلانية هذه الفترة من حالة عدم الصراع، فرصة لحل مشاكله الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه". كما دعا الوزير النظام السوري إلى انتهاز فرصة الهدوء بغية "إعادة الملايين من السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا، ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها". وشدد فيدان على ضرورة عودة اللاجئين السوريين من تركيا، وأضاف: "نعتقد بأن سورية، إذا اندمجت حكومتها ومعارضتها ستكون لاعباً مهماً في الحرب ضد إرهاب حزب العمال الكردستاني".

ونفت مصادر تابعة للنظام السوري، الاثنين، عقد أي لقاءات عسكرية أو أمنية مع تركيا في قاعدة حميميم الروسية غربي سورية، وأكدت المصادر تمسك دمشق بشروطها المسبقة لدفع المحادثات بين الطرفين، وأهمها إعلان أنقرة نيتها سحب قواتها من سورية، ومحاربة فصائل المعارضة. ونقلت صحيفة الوطن، شبه الرسمية، عن مصادر وصفتها بالمطلعة، تأكيدها عدم صحة ما جرى تداوله في وسائل إعلام تركية حول عقد لقاءات في قاعدة حميميم، مشددة على أن موقف النظام من عملية التقارب مرتبط بانسحاب تركيا من الأراضي السورية بالدرجة الأولى.

وحول إمكانية تطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا في الفترة الراهنة، أشار وائل علوان، الباحث في مركز جسور للدراسات لـ"العربي الجديد"، إلى وجود مبادرتين رئيسيتين في هذا الصدد، الأولى من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث أجريت مباحثات عراقية مع كلا الطرفين بشكل منفصل. في حين أن المبادرة الثانية هي خريطة طريق طرحتها موسكو على أنقرة وعلى النظام السوري، وتتضمن مجموعة من التفاهمات الميدانية والسياسية.

وقال علوان: "لا أعتقد أن أي من هاتين المبادرتين من السهل أن تغير الواقع الحالي لأن النظام ومن ورائه إيران يطلبان شروطاً غير منطقية بالنسبة لتركيا، وأنقرة ليست مضطرة اليوم للاستجابة لمطالب النظام أو تحقيق أي تقارب معه، وبالتحديد مع عدم استجابة النظام وعدم الثقة به في موضوع مكافحة الإرهاب والتنظيمات التي تعتبرها أنقرة إنفصالية شمال شرقي سورية، كما أن شروط النظام للتقارب مع تركيا بالانسحاب الكامل من شمال سورية لا يجدها الأتراك منطقية حالياً، خاصة في ظل عدم وجود حل سياسي شامل، وعدم وجود ضمانات لمخاوف تركيا وأمنها القومي، وبالتالي من الواضح أن هذه المبادرات ستصل إلى طريق مسدود مع بقاء الأوضاع على حالها".

وكانت عدة اجتماعات عسكرية وأمنية قد عقدت بين الطرفين في العاصمة الروسية، تمهيداً لاجتماع رباعي جرى عقده في مايو/أيار 2023، وضم وزراء خارجية روسيا (سيرغي لافروف)، وتركيا (مولود جاويش أوغلو)، وإيران (حسين أمير عبد اللهيان)، والنظام السوري (فيصل المقداد)، وانتهى بتكليف نوابهم لإعداد خريطة طريق لاستئناف العلاقات بين دمشق وأنقرة.