أبدت دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة تجاوباً أكبر من السابق مع مطالب الإدارة الأميركية، التي تحثها على التباحث في خطة اليوم التالي لحرب غزة بحسب ما نقله موقع "والاه" العبري اليوم الأربعاء، عن مسؤولين أميركيين مطّلعين على التفاصيل، لم يسمّهم.
وأشار الموقع إلى أن مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن يضغطون منذ الأسابيع الأولى للحرب على إسرائيل لكي تبدأ العمل على وضع خطة لليوم التالي للحرب والتفكير كيف تريد أن ترى إدارة قطاع غزة.
وينطلق كل ذلك من فرضية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيتمكن في حرب الإبادة التي يشنها على غزة من القضاء على حُكم حركة حماس في القطاع، وهو الذي يتلقى خسائر فادحة في المعارك الضارية مع المقاومة الفلسطينية رغم القصف المتواصل.
وتابع الموقع العبري نقلاً عن المسؤولين الأميركيين أن الولايات المتحدة تريد الحيلولة دون وجود فراغ سلطوي وأمني في غزة بعد انتهاء الحرب، "ما قد يمكّن حركة حماس من الصعود مجدداً".
وذكر مسؤول أميركي أنه خلال المحادثات التي أجراها هذا الأسبوع في إسرائيل، فيل غوردون، مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس كامالا هاريس، سمع من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين ركّزوا حتى اليوم في الحرب على القطاع ورفضوا التباحث بشأن ما سيحدث مع نهايتها، "استعداداً أكبر للتباحث بشأن المستقبل".
ويزور غوردون في هذه الأيام تل أبيب والضفة الغربية، من أجل التباحث في اليوم التالي لحرب غزة ووصل رفقة مستشار هاريس لشؤون الشرق الأوسط إيلان غولدينبرغ.
كما بحث غوردون مع كبار المسؤولين الإسرائيليين بحسب ما نقله الموقع عن مصادره، أهداف الحرب على خانيونس، وشدد على أنه "لا يمكن لأي دولة أن تقبل التهديد الذي تشكله حماس وأن الولايات المتحدة تدعم أهداف الحرب وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين كبار لم يسمّهم، قولهم بأن غوردون أوضح للمسؤولين الإسرائيليين بأن "الولايات المتحدة تريد صوغ خطة لمستقبل غزة والحيلولة دون وجود فراغ يتيح لحركة حماس النهوض من جديد"، مضيفين بأنه "كان هناك تحرك في الجانب الإسرائيلي من النقطة التي كانوا يركّزون فيها على الحرب بشكل تام ورفضوا الخوض في اليوم التالي لحرب غزة إلى نقطة أبدوا من خلالها استعدادهم للحديث عن المستقبل".
في المقابل، نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي لم يسمه، قوله إن الحكومة الاسرائيلية والإدارة الأميركية أجرتا عدة جولات من المحادثات حول قضية اليوم التالي لحرب غزة في الأسابيع الأخيرة، رافضاً "الادعاء بأن إسرائيل غيّرت طريقتها أو أبدت مواقف جديدة".
خلافات على اليوم التالي لحرب غزة
واعترف المسؤولون الأميركيون بحسب الموقع بأن هناك خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن اليوم التالي للحرب على غزة خاصة ما يتعلق في الدور الذي ستلعبه السلطة الفلسطينية في القطاع.
وقال مسؤول أميركي كبير لموقع "والاه" إنه "لا يوجد أي شخص يعتقد بأن السلطة الفلسطينية تستطيع في الوقت الحالي إدارة قطاع غزة وتوفير الأمن ولكن لا يوجد أي شخص أيضاً يمكنه الإشارة في الوقت الحالي إلى بديل للقيادة الفلسطينية في غزة بعد الحرب. علينا تعزيز السلطة الفلسطينية لكي تتمكن في المستقبل من حكم غزة".
وفي سياق متصل، أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم أمس، مجدداً، موقفه الرافض لدمج السلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وشدد على أن السبيل الوحيد لنزع سلاح غزة يكون من خلال الجيش الإسرائيلي وليس من خلال قوة دولية.
وأعربت الإدارة الأميركية مراراً منذ بداية الحرب عن خشيتها من أن حكومة نتنياهو قامت منذ بداية الحرب وحتى اليوم بخطوات من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية مثل احتجاز أموال المقاصة الفلسطينية أو تصريحات نتنياهو ضد دمج السلطة في إدارة قطاع غزة.
ومن المنتظر أن يقوم الوفد الأميركي اليوم بزيارة رام الله، حيث يلتقي هناك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومستشاريه من أجل التباحث في بعض القضايا ومن ضمنها اليوم التالي للحرب على غزة.
وفي هذا السياق، قال المسؤول الأميركي للموقع العبري: "لدينا الكثير من العمل من أجل التأكد من أن الجميع متصالحون مع الهدف بما في ذلك الفلسطينيون. هذا الأمر لن يكون سهلا".