قتل القيادي في المعارضة السورية خلدون بديوي الزعبي، وأُصيب القيادي الآخر محمد جاد الله الزعبي بجروح، الليلة الماضية، إثر استهدافهما بإطلاق نار من قبل قوات النظام في منطقة المفطرة بين بلدة اليادودة وحي الضاحية بدرعا، جنوب سورية.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني في حديث لـ "العربي الجديد"، إن قوات النظام قتلت خلدون الزعبي، إلى جانب أربعة من عناصره، ثلاثة منهم ينحدرون من محافظة درعا، وآخر ينحدر من محافظة حماة، وذلك خلال عودتهم من اجتماع مع رئيس جهاز الأمن العسكري لؤي العلي التابع للنظام في مدينة درعا.
وأكد الحوراني أن الزعبي وعناصره وقعوا ضمن كمين محكم بالقرب من حاجز عسكري للفرقة 15 التابعة لقوات النظام في منطقة المفطرة، وجرى استهدافهم بقذائف الـRBG والرشاشات.
ولفت الحوراني إلى أن خلدون الزعبي كان يشغل سابقاً منصب القائد العام لفصيل "لواء فجر الإسلام" التابع للمعارضة السورية، وينحدر من مدينة طفس بريف درعا الغربي، فيما ينحدر محمد جاد الله من بلدة اليادودة، وهو قيادي عسكري في "لواء فجر الإسلام"، ولم ينخرط الاثنان ضمن صفوف قوات النظام عقب تسوية يوليو/ تموز 2018.
وأكد الحوراني أن لؤي العلي هو من دعا القياديين إلى اجتماع في مدينة درعا وطلب منهما خلال الاجتماع الانضمام إلى فرع الأمن العسكري، مُشيراً إلى أن "خلدون ومحمد والآخرين الذين كانوا معهم رفضوا ذلك، معربًا عن اعتقاده أن "الكمين كان معداً مسبقاً في حال رفضهم مطالب العلي".
ولفت إلى أن خلدون الزعبي من الأشخاص الرافضين للتواجد الإيراني في محافظة درعا، حيث يعتبر مقتله انتصارًا كبيرًا للمشروع الإيراني في المنطقة بحكم أن هناك قاعدة عسكرية مدعومة من المليشيات الإيرانية بالقرب من مدينة طفس.
وأشار الحوراني إلى أن هذه الحادثة مشابهة لما حدث مع القيادي السابق في المعارضة السورية، أدهم الكراد المعروف بـ"أبو قصي صواريخ"، وهو صاحب مقولة "تسقط موسكو ولا تسقط درعا"، إلى جانب ثلاثة من رفاقه في الـ 15 من أكتوبر/ تشرين الثاني عام 2020، عندما اغتالهم النظام بكمين مُعد أثناء عودتهم من مفاوضات مع النظام على طريق درعا- دمشق.
وأكد أن كلٍ شخص رافض للتواجد الإيراني في المنطقة أو رافض التسوية مع النظام يتم اغتياله بمثل هذه العمليات، خاصة من لا يستطيع النظام أن يطاولهم في المعارك.
الجيش التركي يجدد قصف مواقع "قسد" في ريف الرقة الشمالي
في شأن آخر، استهدفت قوات الجيش التركي المتمركزة في منطقة "نبع السلام" اليوم الجمعة، مواقع لـ "قوات سورية الديمقراطية" في قرى تابعة لناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إن مدفعية الجيش التركي استهدفت بأكثر من 25 قذيفة مواقع لـ "قسد" في قريتي أبو صرة والدبس، والطريق الدولي المعروف بطريق الـ "أم 4" بريف ناحية عين عيسى شمالي محافظة الرقة، مؤكدةً أن المنطقة تشهد تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع التركية.
وكانت "وزارة الدفاع التركية" قد أعلنت أمس الخميس، في بيانٍ على موقعها الرسمي في "تويتر"، عن تمكن القوات المسلحة التركية من "تحييد ثمانية إرهابيين من حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب، الذين أطلقوا نيرانَ مضايَقةٍ في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون شمال سورية"، مُشيرةً في بيانها إلى أن "الضربات التي يطلقها الإرهابيون لا تمر دون عقاب".
قوات النظام تستهدف قرى وبلدات في جبل الزاوية وريف حلب الغربي
في غضون ذلك، استهدفت قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، بقصف مدفعي وصاروخي قرى وبلدات بينين، والرويحة، وكفرعويد، والفطيرة، وسفوهن، وفليفل في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وكفر تعال، وكفر عمة، وكلبيس بريف حلب الغربي، وذلك بالتزامن مع تحليق طائرتي استطلاع روسيتين في سماء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).
حملة أمنية في مخيم الهول
من جهة أخرى، بدأت مجموعات أمنية وعسكرية تابعة لـ "الأسايش" و "قسد" بمداهمة عدة قطاعات من مخيم الهول الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش" بريف الحسكة الشمالي، وذلك ضمن حملة أمنية أعلنت عنها "الأسايش" يوم أمس تحت مُسمى "الإنسانية والأمن"، لملاحقة خلايا التنظيم.
وأعلن جهاز قوى الأمن الداخلي (أسايش) التابع للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سورية، الجمعة، إلقاء القبض على 27 عنصراً من خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال العملية الأمنية.
وقال المتحدث الرسمي باسم "قسد" آرام حنّا، لـ"العربي الجديد"، بعد انتهاء الخطوة الأولى من حملة الأمن والإنسانية بتحقيق أهدافها، شهد المخيم سلسلة جرائم وعمليات إرهابية بلغت 44، راح ضحيتها 44 مدنياً من القاطنين في المخيم، فضلاً عن استهداف كوادر المنظمات الإنسانية وعناصر قوى الأمن الداخلي.
وأوضح أنه من هذا المنطلق، تم إطلاق حملة للكشف عن خلايا التنظيم المتخفية بين المدنيين، حيث يعمل الإرهابيون لدعم الفكر الإرهابي والتطرف. وتهدف العملية بحسب قوله، لضبط الأسلحة المستخدمة في العمليات الإرهابية عبر التفتيش الدقيق بما يضمن ردم الأنفاق التي حفرها أعضاء خلايا التنظيم أيضاً، ومن ناحية أخرى سيتم تعزيز التحصينات في محيط المخيم بالشكل الذي يضمن السيطرة على الموقع في حالات الطوارئ والظروف الاستثنائية.
وأوضحت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، أن "الأسايش" اعتقلت بعض الأشخاص من داخل المخيم، مرجحة أن تستمر الحملة نحو خمسة أيام أو أكثر من ذلك على غرار الحملة التي أطلقتها "قسد" و"الأسايش" العام الفائت لملاحقة خلايا التنظيم داخل المخيم.
وأكدت "الأسايش" في بيانٍ، الخميس، أن خلايا تنظيم "داعش" نفذت خلال العام الجاري 43 عملية فقد فيها 44 شخصاً من قاطني المخيم حياتهم، مضيفةً أن المخيم شهد 13 محاولة خطف للقاطنين خلال هذا العام، نفذتها خلايا التنظيم، لافتةً إلى أن السيطرة على مخيم الهول كانت الهدف التالي لـ"داعش" بعد محاولة السيطرة على سجن الصناعة.
وبحسب آخر إحصائيات "إدارة مخيم الهول"، فإن المخيم يضم 54390 شخصاً، بينهم 27816 لاجئاً عراقياً، و18483 نازحاً سورياً، و8091 من عوائل تنظيم "داعش".