- وزير الخارجية الإيراني ينتقد بشدة السياسات الغربية تجاه الهجمات الإسرائيلية ويرفض تحذيرات الغرب من مغبة الرد على إسرائيل، مشيراً إلى فشل الاتصالات الدبلوماسية في تغيير موقف طهران.
- إيران تعلن حالة تأهب قصوى وتحذر الولايات المتحدة من التدخل، بينما تدعو إيطاليا إيران لضبط النفس وتجنب الرد على الهجوم الإسرائيلي للحفاظ على الأمن الإقليمي.
12 دولة غربية وإقليمية تواصلت مع طهران
المصادر: الرد بات أقرب من أي وقت مضى
مباحثات هاتفية "صعبة" بين عبد اللهيان ونظرائه الغربيين
أكدت مصادر إيرانية مطلعة أن إيران رفضت طلب أطراف وسيطة، خلال الأيام الأخيرة، بضبط النفس وعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق في الأول من إبريل/نيسان الجاري. وقالت المصادر إن الجانب الإيراني أبلغ هذه الأطراف بـ"أنه سيرد لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه رغم اتخاذ قرار الرد إلا أن الحكومة الإيرانية لا تسعى إلى تصعيد الموقف في المنطقة بما يؤدي إلى حرب إقليمية، مشيرة إلى "زخم كبير وغير مسبوق" للاتصالات الدبلوماسية مع طهران خلال الأيام الثلاثة الأخيرة لثنيها عن الرد على الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت المصادر أن أكثر من 12 دولة، في مقدمِها دول إقليمية ودول غربية، تواصلت مع الجانب الإيراني لبحث "سبل خفض التوترات على خلفية التهديدات الإيرانية بالرد وإقناعه بعدم الرد". وعن موعد الرد الإيراني، أوضحت المصادر أن "حلقة ضيقة من صناع القرار على علم به"، مرجحة أنه "بات أقرب من أي وقت مضى إن لم يحصل طارئ".
وشددت المصادر الإيرانية على أن الاتصالات الدبلوماسية مع طهران "لم تنجح حتى هذه اللحظة في إقناعها بعدم الرد على إسرائيل خشية اندلاع حرب إقليمية"، ولفتت إلى أن بعض هذه الأطراف "كانت ساعية بريد بين طهران وواشنطن طيلة الأيام الماضية، ونقلت تحذيرات أميركية إلى إيران، لكن الأخيرة رفضتها وظلت مصرة على نيتها بالرد".
وأوضحت أن "ثمة مباحثات هاتفية صعبة" بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وبعض نظرائه الغربيين، منهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، قائلة إن أمير عبد اللهيان وجه "انتقادات لاذعة" لسياسات البلدين تجاه الهجمات الإسرائيلية في سورية وعدم التنديد بها.
وأضافت أن أمير عبد اللهيان رفض "بشكل قاطع تحذيرا لبعض الأطراف الغربية من مغبة الرد على إسرائيل"، مؤكداً لها أنه "الأولى بها أن تلجم الكيان الإسرائيلي سواء في عدوانه على غزة أو محاولاته الخبيثة الرامية إلى توسيع الحرب إقليمياً".
ومضت هذه المصادر قائلة إن طهران "وجهت تحذيرا شديد اللهجة للولايات المتحدة بحال قررت التدخل بعد معاقبة إسرائيل"، مشيرة إلى أن "من شأن أي تدخل أميركي أن يُدخل المنطقة في تصعيد خطير لا يمكن التكهن بمآلاته من جهة، ويعرض المصالح الاقتصادية والعسكرية الأميركية لخطر غير مسبوق". كما نقلت طهران إلى أطراف غربية "تهديدا واضحا للاحتلال الإسرائيلي من مغبة أي رد على الرد"، مؤكدة أنه في حال "استهدفت إسرائيل الأراضي الإيرانية ستتلقى ردودا مضاعفة قاسية".
وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن القوات المسلحة الإيرانية "في حالة تأهب قصوى منذ أسبوع وألغت خلال الأيام الأخيرة الإجازات"، مشيرة إلى أن "حالة تأهب في الصناعات الإيرانية الكبرى أيضاً لمنع وقوع أي عمليات تخريبية قد تريد إسرائيل تنفيذها عبر عملاء".
إيطاليا تدعو إيران إلى ضبط النفس وعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي
وفي أحدث محاولات التحركات والاتصالات الدبلوماسية لثني طهران عن الرد على الهجوم الإسرائيلي للمبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق، أجرى وزير الخارجية الإيطاني أنطونيو تاجاني، اليوم الجمعة، مباحثات هاتفية مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان. وقال تاجاني وفق بيان للخارجية الإيرانية، إن روما دانت إلى جانب الاتحاد الأوروبي استهداف السفارة الإيرانية في دمشق، داعيا طهران إلى ضبط النفس وعدم الرد على الهجوم.
وأكد الوزير الإيطاني أنه "لا ينبغي الاعتداء على المقرات الدبلوماسية"، معرجا على أوضاع البحر الأحمر على خلفية هجمات "الحوثيين" على السفن فيه، وقال إن أمن الملاحة في هذا البحر يكتسب أهمية، مطالبا إيران بـ"استمرار دورها الإيجابي في خفض التوترات على طريق استتباب السلام المستدام في المنطقة".
من جهته، قال وزير خارجية إيران إن بلاده "لطالما لعبت دورا إيجابيا في تطورات المنطقة وتحملت أثماناً باهظة لأجل استقرار وأمن الملاحة"، داعيا نظيره الإيطالي إلى "استغلال فرصة رئاسة بلاده للمجموعة السابعة لبذل جهودها لوقف حرب الإبادة الجماعية والجرائم الحربية للكيان الصهيوني فورا في غزة والضفة الغربية لأجل الوصول إلى أمن إقليمي شامل".
وقال مسؤول أميركي في وقت متأخر من مساء الخميس إن الولايات المتحدة تتوقع هجوما من إيران على إسرائيل لكنه لن يكون كبيرا بما يكفي لجر واشنطن إلى الحرب، بحسب "رويترز".
وكان البيت الأبيض قد قال في وقت سابق إن واشنطن لا تريد أن تتسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها لم تشارك في ضربة جوية ضد قائد عسكري إيراني كبير في دمشق. وأكد البيت الأبيض أنه حذر إيران من استخدام هذا الهجوم ذريعة لمزيد من التصعيد في المنطقة.
ونقلت "رويترز" عن مصادر إيرانية قولها إن طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سورية على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير وأنها لن تتعجل، وذلك في وقت تضغط فيه إيران لتحقيق مطالب تتضمن إحلال هدنة في غزة.