حداد وإضراب في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد استشهاد ناصر أبو حميد

20 ديسمبر 2022
ما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثمان الشهيد أبو حميد (Getty)
+ الخط -

عمّ الإضراب والحداد كلّ محافظات الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، حداداً على الشهيد القائد الفتحاوي الأسير ناصر أبو حميد، الذي استشهد في سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي، بعد نحو عام ونصف من معاناته مع مرض السرطان، فيما أعلن الأسرى الفلسطينيون في كلّ سجون الاحتلال الحداد ثلاثة أيام.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في إفادات مقتضبة إن "الأسرى في كافة سجون الاحتلال يعلنون الحداد ثلاثة أيام، مع إرجاع وجبات الطعام".

وأضافت الهيئة أن "التوتر بدأ داخل السجون والمعتقلات بالتكبيرات والطرق على الأبواب، رداً على جريمة إعدام الأسير ناصر أبو حميد".

وقالت هيئة الأسرى: "إن وحدات قمع مدججة، يرافقها جيش وشرطة الاحتلال، تتوافد إلى العديد من السجون تحسباً لانفجار حقيقي رداً على استشهاد الأسير القائد ناصر أبو حميد".

من جانب آخر، أعلنت "حركة فتح" وكلّ القوى والفصائل الوطنية في رام الله اليوم الإضراب العام والحداد الشامل في كافة مناحي الحياة، ويشمل ذلك المؤسسات التعليمية والمحال التجارية، وسط دعوات لمسيرات والتصعيد على نقاط التماس مع الاحتلال.

القيادة الفلسطينية تضغط للإفراج عن جثمان أبو حميد

إلى ذلك، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، أن السلطة الفلسطينية تبذل جهوداً كبيرة للإفراج عن جثمان الشهيد أبو حميد.

وقال الشيخ، الذي زار بيت عائلة أبو حميد في رام الله موجهاً الحديث لوالدة الشهيد: "القيادة تبذل جهوداً كبيرة للإفراج عن جثمان الشهيد أبو حميد، وقمنا بالتواصل مع القيادة المصرية والإدارة الأميركية من أجل الضغط على إسرائيل للإفراج عن جثمانه".

وفي وقت سابق من صباح اليوم، كتب الشيخ تغريدة جاء فيها: "نطالب سلطات الاحتلال بتسليم جثمان الشهيد الأسير اللواء ناصر أبو حميد إلى أهله وذويه وأبناء شعبه لتكريمه إلى مثواه الأخير".

بدورها، أكدت أم الشهيد أبو حميد في حديثها للموجودين في منزلها: "لن نفتح بيت عزاء إلا بتحرير جثامين الشهداء الأسرى"، وتابعت: "سنفتح خيمة اعتصام أمام مخيم الأمعري لا خيمة عزاء".

وتقوم إسرائيل باحتجاز جثامين الأسرى الفلسطينيين حتى بعد موتهم داخل السجون، لإنهاء أحكامهم العالية بالسجن وهم داخل ثلاجات، في سابقة لا تقوم بها إلا إسرائيل في العالم.

بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي: "إن هناك حراكاً متواصلاً للإفراج عن جثمان الشهيد أبو حميد، حتى يتسنى لأسرته مواراته في الثرى بما يليق بتضحياته".

وطالب المالكي في بيان صادر عن الوزارة، اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية، والأمم المتحدة وهيئاتها المختصة، بممارسة ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية للإفراج الفوري عن جثمان الشهيد، مؤكداً أن الوزارة ستواصل حراكها على المستويات كافة لحشد أوسع ضغط دولي لتأمين الإفراج عن جثمانه، واستكمال العمل لتحرير جثامين بقية الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.

وأكد المالكي أن وزارة الخارجية ستعمل على رفع ملف الأسير الشهيد ناصر أبو حميد للمحكمة الجنائية الدولية، محمّلاً سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جريمة الإهمال الطبي التي أدت إلى استشهاده، ورفضها لجميع المطالبات والمناشدات والمواقف الدولية والإقليمية التي دعت للإفراج الفوري عنه، حتى يتسنى له الحصول على العلاجات اللازمة خارج السجون، في إمعان إسرائيلي رسمي بالاستمرار في ارتكاب الجريمة التي أدت إلى استشهاده.

وشدد المالكي على أن المجتمع الدولي يتحمل أيضاً المسؤولية عن تقاعسه وتخاذله في التقاط اللحظة الإنسانية المهمة التي طالب فيها الرئيس محمود عباس بالإفراج الفوري عنه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 واعتبر المالكي أن الشهيد ناصر أبو حميد ليس فقط ضحية الاحتلال وظلمه واضطهاده، وإنما ضحية لسياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير الدولية.

وباحتجاز جثمان الشهيد أبو حميد يرتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم داخل سجون الاحتلال إلى أحد عشر أسيراً شهيداً، وهم: أنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود ونصار طقاطقة وبسام السايح، وثلاثتهم استشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي وكمال أبو وعر خلال عام 2020، والأسير سامي العمور الذي استشهد عام 2021، والأسير داود الزبيدي الذي استشهد خلال العام الحالي 2022، ومحمد ماهر تركمان الذي ارتقى خلال هذا العام في سجون الاحتلال، حسب إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني.

وأكد نادي الأسير أنه باستشهاد القيادي الفتحاوي أبو حميد يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 233 شهيداً منذ عام 1967، منهم 74 شهيداً نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، وكان من بينهم هذا العام بالإضافة إلى الأسير أبو حميد، الأسيرة سعدية فرج الله التي استشهدت أيضاً جراء الإهمال الطبي المتعمد.