شرع العشرات من المستوطنين المتطرفين، منذ صباح اليوم الأحد، في اقتحام المسجد الأقصى، بحماية كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، تلبيةً لدعوات إلى اقتحام المسجد خلال فترة الأعياد اليهودية التي تبدأ اليوم.
واستبقت قوات الاحتلال هذه الاقتحامات بإخلاء ساحات المسجد من المرابطين والمرابطات، لتأمين هذه الاقتحامات، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين واقتادتهم بالقوة إلى أحد مراكزها.
كذلك، نشرت قوات الاحتلال أعداداً كبيرة من عناصرها داخل الباحات وعلى أبواب المسجد الأقصى، إضافة إلى انتشارها الواسع على أبواب البلدة القديمة لتعرقل وصول الفلسطينيين إلى هناك، فيما منعت من هم دون الخمسين عاماً من دخول المسجد.
وقد تصدّى المرابطون والمرابطات لمجموعة من المستوطنين حاول أحد أفرادها الاعتداء على المرابطة نفيسة خويص، قبل أن يُبعدوا من المكان، في وقت اعتدت قوات الاحتلال على أحد الشبان داخل الباحات قبل اعتقاله.
وحدثت مناوشات بين المرابطين وشرطة الاحتلال بعد الاعتداء على بعض المرابطين، ومنهم نظام أبو رموز وأبو بكر الشيمي، كما اعتُدي على المرابطة خويص بدفعها أرضاً.
فيديو يوثق اعتداء قوات الاحتلال على المرابطين في طريق باب السلسلة في القدس القديمة pic.twitter.com/yXxAkbp9ku
— القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) September 17, 2023
وأُصيبت المرابطة عايدة الصيداوي بجروح في رأسها بعد الاعتداء عليها بالضرب ودفعها من قبل جنود الاحتلال الموجودين في منطقة باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، خلال محاولتهم إخلاء المرابطين من المكان.
"البيت لنا".. ثبات المرابطين في وجه قوات الاحتلال في طريق باب السلسلة المؤدي للأقصى، صباح اليوم pic.twitter.com/wrMGKoEGTa
— القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) September 17, 2023
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ مستوطناً نفخ بالبوق عند باب السلسلة، وحاول الأهالي والمرابطون التصدّي له بالتكبيرات.
وأشارت المصادر إلى أن عضو الكنيست السابق المتطرف يهودا غيلك قاد اقتحامات المسجد الأقصى، بينما ارتدى بعض المستوطنين لباس الكهنة، وأدّى المستوطنون طقوساً تلمودية خلال الاقتحامات.
وانتهت الجولة الثانية من اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بعد ظهر اليوم الأحد، ليصبح مجموع المقتحمين للمسجد الأقصى خلال الجولتين الصباحية وبعد الظهيرة لهذا اليوم، 423 مقتحماً، بحسب ما أكدته مصادر من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لـ"العربي الجديد".
ووفق المصادر، فإنّ 120 مستوطناً شاركوا في اقتحامات الجولة الثانية، وتخللها قيام أحد المستوطنين بالنفخ في البوق في محيط مصلى باب الرحمة داخل باحات الأقصى ما استدعى اعتقاله من قبل شرطة الاحتلال وإخراجه من الساحات.
وأشارت المصادر إلى أن ما جرى "اعتداء خطير وتصعيد في العدوان على المسجد الأقصى من قبل المستوطنين الذين أدّوا اليوم خلال اقتحاماتهم ما يعرف بصلاة السجود الملحمي".
وكانت الجولة الأولى من الاقتحامات للمسجد الأقصى انتهت قبل ظهر اليوم، بمشاركة 303 مستوطناً في هذه الاقتحامات الاستفزازية.
جماعات الهيكل المزعوم تدعو إلى اقتحام الأقصى
من جهتها، دعت جماعات الهيكل اليهودية المتطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى، اليوم الأحد، الذي يصادف اليوم الثاني من أيام عيد رأس السنة العبرية.
وحضّت "مدرسة بيت الهيكل"، إحدى أكبر جماعات الهيكل المزعوم، المستوطنين على المشاركة في "الصلاة بمناسبة عيد رأس السنة" داخل المسجد الأقصى.
من ناحيته، حذر المعلق العسكري لقناة "13"، ألون بن ديفيد، من مغبة تأجيج الصراع حول مدينة القدس.
وفي مقال نشره، أمس السبت في موقع صحيفة "معاريف"، حذر بن ديفيد من أنّ تأجيج الصراع حول القدس وداخلها يمثّل "تهديداً وجودياً لإسرائيل".
وأضاف: "صحيح يوجد الكثير من الأعداء الذين يعملون حولنا ويتمنّون انهيارنا، كذلك يوجد الكثير من المنظمات المعادية التي تراقب بسرور وباهتمام مسيرة التدمير الذاتي التي نجتازها؛ لكنهم يفهمون، ونحن أيضاً علينا أن نفهم، أنّ التهديد الوجودي الهام والوحيد الذي يحوم فوق إسرائيل اليوم؛ يوجد في القدس".
وكانت قناة "12" قد كشفت، قبل شهر، النقاب عن أنّ وزارات في حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في مساعدة حركات الهيكل على تحقيق مخططها القاضي ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ وزارة "التراث" التي يقودها الوزير عميحاي إلياهو، الذي ينتمي إلى حركة "القوة اليهودية" التي يتزعمها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لعبت دوراً في استيراد أربع بقرات حمراء من ولاية تكساس الأميركية بغرض اختبارها ومعرفة ما إذا كانت تصلح للاستخدام في تطهير المسجد الأقصى قبل بناء الهيكل على أنقاضه.
الأردن يدين اقتحام الأقصى
من جانبه، دان الأردن اقتحام المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، المسجد الأقصى، مطالباً بضرورة احترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.
وبحسب البيان لوزارة الخارجية، فقد طالب الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بـ"الكفّ عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك واحترام حرمته"، محذراً من استمرارها.
دانت #وزارة_الخارجية_وشؤون_المغتربين اقتحام المتطرفين، اليوم، للمسجد #الأقصى المبارك/ #الحرم_القدسي_الشريف وممارستهم الاستفزازية تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وبما يمثل خرقاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وانتهاكاً لحرمة الأماكن… pic.twitter.com/8Jf3bjKmDQ
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) September 17, 2023
وأعاد الناطق الرسمي التأكيد أن المسجد الأقصى، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين.
في شأن منفصل، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، لليوم الخامس على التوالي، اقتحاماتها لبلدة بيتا جنوب نابلس شماليّ الضفة الغربية، وتفتيشها للمنازل، وسط اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين وتلك القوات، ما أوقع عشرات حالات الاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، ثم انسحبت تلك القوات في وقت مبكر من صباح اليوم، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد" نائب رئيس بلدية بيتا محمد حمايل.
وتتزامن تلك الاقتحامات في بيتا، التي بدأت بعد عملية إطلاق نار وقعت في بلدة حوارة المجاورة وأُصيب فيها مستوطنان، الثلاثاء الماضي، مع فرض حصار على البلدة، في إطار ملاحقة منفذ العملية.
ووفق حمايل، فإنّ قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيتا، مساء أمس السبت، وسط اندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات، التي دعمت العديد من المنازل وفتشتها وحققت مع أصحابها ميدانياً حول منفذ عملية حوارة، وهو ما تفعله في كل مرة يجري فيها اقتحام البلدة ومداهمة المنازل منذ عدة أيام.
إلى ذلك أفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، بأنّ قوات الاحتلال اعتقلت، الليلة الماضية، وفجر اليوم، 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية، وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات رام الله، طولكرم، الخليل، والقدس.
وفي شأن آخر، أُصيب الشاب الفلسطيني عبد الله راغب أبو عيشة، مساء أمس السبت، بجروح بعد طعنه بسكين في ظهره خلال هجوم للمستوطنين على الفلسطينيين ومنازلهم في حيّ تل الرميدة وسط الخليل جنوبيّ الضفة الغربية، ووصفت إصابته بالمتوسطة، فيما رشق المستوطنون الفلسطينيين ومنازلهم بالحجارة والزجاجات الفارغة، ما أدّى إلى تحطّم نوافذ عدد من المنازل.