استمع إلى الملخص
- تناول الشيباني تخفيف العقوبات الأمريكية كخطوة إيجابية، مشددًا على ضرورة رفعها بالكامل لتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وأعلن عن تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني لتحقيق سيادة الشعب السوري.
- أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أهمية بناء سورية موحدة، مشيرًا إلى تشكيل لجان مشتركة معنية بالدفاع والأمن والطاقة، ودعم الأردن لسورية في مواجهة التحديات الأمنية ودعم اللاجئين السوريين.
أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني، اليوم الثلاثاء، أن التنوع فرصة لبناء سورية المستقبل، قائلاً: "لا ننظر إلى سورية إلا موحدة". وجاء كلام الشيباني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، في عمّان، حيث يترأس وفداً سورياً رفيع المستوى، يبحث في الأردن تطورات الأوضاع في سورية، وآفاق تطوير العلاقات الثنائية وملفات أمنية واقتصادية.
وأكد الشيباني أن سورية ستكون مصدر أمان للتعامل مع جيرانها، ودول المنطقة، ولن تمارس سياسة الابتزاز التي كان يمارسها النظام السابق. وأضاف: "الإدارة السورية الجديدة تحاول الإيفاء بالتزاماتها، وبناء علاقات إيجابية تنعكس على دمشق وعمّان". وتحدث الشيباني عن حرص الإدارة الجديدة على القيام بمزيد من الزيارات للدول العربية لتأكيد استعادة سورية دورها الفاعل، وللإجابة على أي تساؤلات بشأن الدولة السورية الجديدة.
وتطرق الشيباني في حديثه إلى إعلان وزارة الخزانة الأميركية، أمس الاثنين، تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق لمدة ستة أشهر، بهدف تسهيل استمرار الخدمات الأساسية في البلاد، معتبراً أنه يمثل انفراجة، "لكن ننتظر رفع العقوبات بالكامل". وأشار الوزير إلى أن العقوبات المفروضة على سورية تُعدّ العائق الأبرز أمام المرحلة المقبلة، شاكراً الأردن على مساهمته بملف رفع العقوبات عن سورية، والتي بإزالتها ستنعش الحالة الاقتصادية في سورية.
وبحسب الشيباني، فإن سورية الجديدة تسعى إلى تحقيق سيادة الشعب السوري من خلال حوار وطني شامل، يعبّر عن إرادة الشعب، كاشفاً عن تشكيل لجنة تحضيرية موسعة تضمن تمثيلاً شاملاً لجميع أطياف الشعب السوري. وفي ما يخص مؤتمر الحوار الوطني، قال الشيباني إن المؤتمر كان من المقرر عقده في الأول من يناير/ كانون الثاني الحالي، إلا أنه تقرر تشكيل لجنة تحضيرية موسعة تضم تمثيلاً شاملاً للشعب السوري من كافة الشرائح، بحيث يمثل المؤتمر إرادة الشعب السوري التي ناضل من أجلها لما يزيد عن 14 عاماً.
وأوضح الشيباني أن مؤتمر الحوار الوطني يُعتبر الحجر الأساس في سورية المستقبل، وسيكون هو صاحب الصلاحيات في إنشاء الهوية السياسية للشعب السوري في المستقبل.
وأكد الشيباني أن الظروف التي كانت تتيح تهريب المخدرات إلى الأردن، بما فيها الكبتاغون، قد تغيرت بشكل جذري، مشيراً إلى أن الوضع الجديد في سورية أنهى التهديدات التي كانت تطاول أمن الأردن من ناحية الكبتاغون والمخدرات. وأضاف أن نظام الأسد خلّف إرثاً ثقيلاً من المشاكل مع الشعب السوري ودول الجوار، مؤكداً عزم القيادة السورية الجديدة على محو هذا الإرث، وتحقيق علاقات بنّاءة مع الجميع.
وتابع أن الإدارة السورية الجديدة تسعى وتحرص على التعاون مع الأصدقاء والحلفاء إقليمياً وعالمياً، للإيفاء بالتزاماتها بتحقيق الأمن والاستقرار، ووحدة سورية وسلامة أراضيها، ورعاية مصالح السوريين في الداخل والخارج، بما سينعكس بشكل مباشر على استقرار المنطقة.
ودعا الشيباني المملكة الأردنية ممثلة بوزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إلى توطيد العلاقات المشتركة على كافة الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية، وملفات إعادة الإعمار والاستثمارات التجارية بين البلدين، والعمل على تحقيق الأمن المائي، وذلك عبر قنوات التواصل الفعال والتعاون المستمر.
بدوره، قال الصفدي: "بحثنا أمن الحدود ومتفقون في مواجهة أخطار التهريب والإرهاب"، معلناً الاتفاق مع نظيره السوري على تشكيل لجان مشتركة معنية بالدفاع والأمن والطاقة. وشدد الصفدي على أن بناء سورية موحدة مصلحة أردنية ومصلحة للمنطقة، قائلاً: "نقف الى جانب الأشقاء السوريين لبناء سورية الموحدة". وأكد الصفدي أن الأردن سيعمل على العديد من المسارات لتحقيق التنسيق العربي الكامل مع الإدارة الجديدة في سورية.
وتحدث وزير الخارجية الأردني عن أن القوات المسلحة تصدت لكل محاولات التهريب على الحدود على مدار السنوات الماضية، ونوه إلى بحث الجانبين أمن الحدود، وخطر تهريب المخدرات والسلاح، وما يمثله "داعش" من تهديدات بالمنطقة. وبحسب الصفدي، فإن المحادثات المشتركة تطرقت إلى الأمن في الجنوب السوري، ومكافحة المخدرات على الحدود، مؤكداً أن الإدارة الجديدة لا تتحمّل مسؤولية ما كان سابقاً من عصابات في محاولة تهريب المخدرات.
وأشار الصفدي إلى أن الإرث الذي تحمله الإدارة السورية الجديدة ليس سهلاً، مشدداً على أن الأردن سيبقى سنداً لسورية وسيقدم كل الدعم لها. وقال الصفدي، إن الأردن مستمر في تقديم ما يمكن للاجئين السوريين حتى تكون الظروف ملائمة لعودتهم.
ويواصل الشيباني جولة إقليمية بدأت بزيارة السعودية ومن ثم قطر والإمارات العربية المتحدة، وصولاً إلى الأردن. وقال الشيباني، في منشور له عبر منصة "إكس" الجمعة الماضي، إنه يتطلع إلى مساهمة هذه الزيارات بدعم الاستقرار والأمن والانتعاش الاقتصادي وبناء شراكات متميزة.