يتغيب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن القمة العربية الصينية، المقرر عقدها في التاسع من الشهر الجاري في العاصمة السعودية الرياض، في الوقت الذي وقّعت فيه الجزائر على الانضمام إلى "طريق الحرير" الصيني.
وتقرر أن يشارك بالنيابة عن الرئيس تبون في القمة، رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن، فيما سيرافقه عدد من الوزراء، كالخارجية والتجارة والصناعة والنقل.
وعلى الرغم من التطور الكبير في العلاقات الجزائرية السعودية في الفترة الأخيرة، فإن غياب الرئيس تبون عن قمة الرياض، يفهم في سياق موقف المعاملة بالمثل، ردا على غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن القمة العربية الأخيرة، التي عقدت في الجزائر مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث برر القصر الملكي غيابه بأسباب صحية، لم تقنع الجانب الجزائري.
والتقى الرئيس تبون بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في 19 من الشهر الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، خلال افتتاح المونديال، وتباحثا في عدد من القضايا السياسية، أبرزها ترتيبات زيارة مرتقبة لمحمد بن سلمان إلى الجزائر، كانت مقررة نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن يتم تأجيلها في آخر لحظة إلى تاريخ لاحق يجري ترتيبه بين البلدين.
ومن شأن الزيارة المرتقبة لبن سلمان أن تضع العلاقات بين الجزائر والرياض في الاتجاه الصحيح، خاصة أن الرياض كانت في يناير/كانون الثاني 2020، أول محطة خارجية للرئيس تبون بعد تسلّمه سدة الحكم، إضافة إلى الانفتاح الكبير الذي يبديه تبون على القوى البارزة في المنطقة العربية، ورغبتها في استقطاب مزيد من الاستثمارات العربية.
وفي سياق القمة العربية الصينية، التي ترمي إلى تعزيز علاقات الشراكة بين بكين والمنطقة العربية، كانت الجزائر قد وقّعت أول من أمس الإثنين على "الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق".
ووقّع عن الجانب الجزائري وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وعن الجانب الصيني رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح خو ليفانغ. كما تم التوقيع على ما وصف بـ"الخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024 بين الجزائر والصين" التي تعد آلية للتعاون البيني في المجالات الاقتصادية الرئيسية التي تحظى بالأولوية في السياسة التنموية.
واعتبرت الخارجية الجزائرية في بيان لها، أن الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، تعد لبنة أخرى من أجل تعميق وتثمين أكبر للتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، التي انضمت إليها الجزائر سنة 2018، بعدما كانت الجزائر والصين قد وقّعتا في الثامن نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على خطة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تمتد حتى عام 2026.