الانتخابات الرئاسية الإيرانية: بدء الصمت الانتخابي عشية الاقتراع

طهران
avata
صابر غل عنبري
مراسل العربي الجديد في إيران.
27 يونيو 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- دخلت إيران فترة الصمت الانتخابي قبل 24 ساعة من الانتخابات الرئاسية الـ14، مع منافسة خمسة مرشحين وحظر الدعاية الانتخابية.
- فشلت محاولات توحيد المرشحين المحافظين، مما زاد من فرص المرشح الإصلاحي بزشكيان، بينما انسحب مرشحان محافظان للحفاظ على الانسجام.
- استطلاعات الرأي تشير إلى إمكانية إعادة الانتخابات في جولة ثانية، مع ارتفاع حظوظ المرشح الإصلاحي بزشكيان بعد انسحاب مرشح محافظ.

دخلت الجمهورية الإسلامية، عند الساعة الثامنة من صباح الخميس، فترة الصمت الانتخابي، قبل 24 ساعة من بدء عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الـ14، لاختيار رئيس من بين خمسة مرشحين. وتبدأ فترة الصمت الانتخابي في العادة عند انتهاء مهلة الدعاية الانتخابية، وتحظر على المرشحين خلالها أي أنشطة متعلقة بالدعاية الانتخابية، سواء في وسائل الإعلام أو شبكات التواصل. وكانت الحملات الانتخابية للمرشحين الإيرانيين قد بدأت في التاسع من الشهر الجاري. وأعلن رئيس الشرطة الإلكترونية الإيرانية (فتا)، العميد وحيد مجيد، اليوم الخميس، أن الشرطة ترصد أي نشاط دعائي لمرشحي الانتخابات الرئاسية على الفضاء الافتراضي، للإبلاغ بشأن أي مخالفة قد يرتكبها المرشحون بممارسة الدعاية الانتخابية خلال فترة الصمت، وفق وكالة "إيسنا" شبه الرسمية.

إلى ذلك، فشلت حتى الآن جهود الشخصيات والقوى المحافظة لدفع أحد المرشحين المحافظين البارزين محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي إلى الانسحاب لصالح الآخر، منعاً لانقسام أصوات المحافظين بين المرشحين بما يشكّل فرصة لفوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بالرئاسة الإيرانية. وخاطب مسؤول صحيفة كيهان المحافظة حسين شريعتمداري، اليوم الخميس، المرشحين قاليباف وجليلي متسائلاً: "لماذا لم تتحالفا؟". وفيما ظلت شخصيات وقوى محافظة تضغط على جليلي للانسحاب لصالح قاليباف بسبب عدم توجه جميع أصوات الأخير إلى جليلي، في حال انسحب قاليباف وليس العكس، قالت "كيهان" إنه عندما يطرح موضوع التحالف يتحدث البعض عن "تغييرات غير مناسبة" في عملية انتقال الأصوات من مرشح لآخر والعكس، مشيرة إلى أنه "لا يوجد أي إجراء ضروري من دون خسائر".

استبعاد حسم الانتخابات الرئاسية الإيرانية في الجولة الأولى

ووفق نتائج استطلاعات الرأي في إيران، لن تحسم النتيجة في الجولة الأولى من الانتخابات، وستعاد الانتخابات في جولة ثانية، استناداً إلى نسبة أصوات كل من المرشحين الثلاثة البارزين مسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف وسعيد جليلي.

ووفق قانون الانتخابات الإيراني، إذا لم يحصل أي من المرشحين على النصف +1 من الأصوات، تُعاد الانتخابات يوم الجمعة الذي يلي الجولة الأولى، أي بعد أسبوع. ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات أكثر من 61 مليون ناخب إيراني. وكان نائب الرئيس الإيراني، المرشح المحافظ أمير حسين قاضي زادة هاشمي، قد أعلن، مساء الأربعاء، انسحابه من الانتخابات، عازياً قراره إلى الحفاظ على "الانسجام بين قوى الثورة" وتلبية لرغبة رجال دين، وامتثالاً لطلب مكتوب من المجلس الأعلى للإجماع بين القوى المحافظة، الذي تشكل أخيراً بغية دفع المرشحين المحافظين إلى الإجماع على مرشح واحد. ودعا المرشح الرئاسي المنسحب المرشحين المحافظين الثلاثة محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي وعلي رضا زاكاني إلى الإجماع على مرشح واحد خلال الفترة المتبقية حتى إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية غداً الجمعة.

من جهته، قال لطف الله فروزندة، رئيس حملة المرشح المحافظ علي رضا زاكاني، على "إكس"، إن الأخير سينسحب لصالح المرشح النهائي للتيار المحافظ في حال إجماع قاليباف وجليلي على انسحاب أحدهما لصالح الآخر. وبعد انسحاب قاضي زادة هاشمي، وفي حال لم ينسحب مرشح آخر، يتراجع عدد مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية إلى خمسة، هم محمد باقر قاليباف ومسعود بزشكيان وسعيد جليلي ومصطفى بور محمدي وعلي رضا زاكاني (انسحب لاحقا).

وتظهر نتائج أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إيسبا" الإيرانية الحكومية أمس الأربعاء، أن حظوظ المرشح الإصلاحي ارتفعت من 24.4 في المائة قبل عدة أيام إلى 33.1%، وارتفعت أصوات جليلي من 24% إلى 28.8% وأصوات قاليباف من 14.7 إلى 19.1%. وأضافت "إيسبا" أن عدد المترددين أيضاً تراجع من 30.6 إلى 10.5%، مشيرة إلى احتمال مشاركة 51% من الناخبين الإيرانيين البالغ عددهم أكثر من 61 مليوناً.

انسحاب مرشح محافظ آخر من رئاسيات إيران

وفي وقت لاحق، أعلن المرشح المحافظ المتشدد علي رضا زاكاني، اليوم الخميس، عشية إجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية غداً الجمعة، انسحابه من السباق الرئاسي، فيما أكد المرشح الرئاسي البارز محمد باقر قاليباف أنه سيبقى حتى النهاية. ودعا زاكاني في رسالة الانسحاب كلاً من المرشحين المحافظين البارزين محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي إلى الاتفاق في ما بينهما وانسحاب واحد منهما لصالح الآخر لمنع فوز مرشح الإصلاحيين مسعود بزشكيان.

وخاطب زاكاني، وهو رئيس بلدية طهران، قاليباف وجليلي ودعاهما إلى تلبية مطالب "قوى الثورة" وعدم تجاهلها للحؤول دون تشكيل حكومة ثالثة للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الذي كان الإصلاحيون يتهمونه بأنه مرشح ظل لن يبقى حتى نهاية السباق، حيث انسحب عام 2021 أيضاً قبيل الانتخابات لصالح الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.

وزاكاني معروف بتشدده وهجماته الحادة على الإصلاحيين وحكومة حسن روحاني، وسبق أن كرر الموقف ذاته خلال حملته الانتخابية في هذه الانتخابات. وتعليقاً على انسحاب عليرضا زاكاني وأمير حسين قاضي زادة، رحّب رئيس البرلمان المرشح الرئاسي محمد باقر قاليباف بالخطوة، قائلاً في منشور على منصة إكس: "سنبقى حتى النهاية لتشكيل حكومة فاعلة ثورية"، ومحذراً من العودة إلى عهد حكومة روحاني. من جهته، أكد مصدر مقرب من المرشح الرئاسي المحافظ سعيد جليلي لـ"العربي الجديد"، أن جليلي لن ينسحب لمصلحة قاليباف، قائلا إنه باق حتى نهاية السباق الرئاسي.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أجاز المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الاثنين، تولّي محمد مخبر، النائب الأول للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، منصب الرئاسة الإيرانية مؤقتاً.
الصورة

سياسة

أعلنت إيران رسمياً، اليوم الاثنين، مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه، بعد تعرّض مروحية كانت تقلّهم لحادث، خلال زيارة إلى محافظة أذربيجان الشرقية.
الصورة

سياسة

غادر أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، إيران، متوجهاً إلى تركيا في "زيارة عمل"، حيث ناقش في طهران مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى علي خامنئي ملفات إقليمية ودولية، وعلى رأسها اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة.
الصورة
أمير قطر والرئيس الإيراني (Getty)

سياسة

وصل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، إلى طهران في زيارة رسمية، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
المساهمون