- تتواصل الجهود للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، وسط اتهامات لنتنياهو بعرقلة الاتفاقات للحفاظ على منصبه، مع اقتراحات بتخفيض المساعدات الإنسانية لغزة.
- يعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق منذ 18 عامًا، مما أدى إلى مجاعة ونزوح نحو مليونين من سكانه، وسط تحذيرات دولية من تدهور الأوضاع الإنسانية.
قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، إنه طلب من قيادة الجيش تقديم خطة "لهزيمة حماس" في قطاع غزة، إذا فشلت جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بحلول موعد تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
وقال كاتس في بيان: "طلبت من الجيش الإسرائيلي أن يقدم لي خطة لهزيمة حماس الكاملة في غزة إذا لم تطلق سراح المختطفين بحلول الوقت الذي يتولى فيه الرئيس ترامب منصبه" في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وعلى مدى أشهر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 3 أهداف لحربه على القطاع: القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وتحقيق الأمن المطلق لتل أبيب.
والثلاثاء، قال غيورا إيلاند، مهندس "خطة الجنرالات" الإسرائيلية، رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، إن الضغط العسكري "نجح جزئيا في إضعاف القوة العسكرية لحماس، لكنه لم يكن كافيا لتحقيق الهدفين الرئيسيين: تحرير الأسرى وإنهاء حماس".
يأتي ذلك وسط تواصل جهود التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة، في ظل استمرار الاتهامات التي توجهها المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين لنتنياهو بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق للحفاظ على منصبه. واستكمل كاتس حديثه قائلاً: "يجب ألا ننجر إلى حرب استنزاف ضد حماس في غزة، بينما يبقى المختطفون في الأنفاق، ويخاطرون بحياتهم ومعاناتهم الشديدة".
ولمّح كاتس إلى إمكانية قبول مقترح وزراء، بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، الداعي إلى قطع المساعدات الإنسانية الدولية الضئيلة أصلا عن الفلسطينيين في غزة، وقال: "طلبت من الجيش الإشارة إلى النقاط التي قد تجعل من الصعب تنفيذ الخطة، بما في ذلك الموضوع الإنساني وقضايا أخرى، وترك الأمر للمستوى السياسي لاتخاذ القرارات اللازمة".
وأضاف: "شددت على أن الحل السياسي لغزة لا علاقة له بالخطة والنشاط المطلوبين الآن، لأنه لن يتحمل أي طرف عربي أو غيره مسؤولية إدارة الحياة المدنية في غزة ما لم يتم سحق حماس بشكل كامل"، وفق تعبيره.
والسبت، كشفت القناة "12" العبرية الخاصة أن تل أبيب تدرس تخفيض المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير مع بداية ولاية الرئيس ترامب، في ظل استمرار الإبادة الإسرائيلية للشهر الـ16، ونقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمّه قوله: "نشك في أن تكون كمية المساعدات التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة اليوم مماثلة لتلك التي ستدخل في عهد إدارة ترامب". وادعى المسؤول الإسرائيلي أن المساعدات تذهب إلى حماس، وهو ما يساعدها في استعادة قوتها والبقاء في السلطة.
وخلال الأشهر الأخيرة، استفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المطبق، لا سيما في محافظة الشمال، إثر الإمعان في الإبادة والتجويع منذ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وسط تحذيرات دولية وأممية من مخاطر ذلك على حياة النازحين.
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطني القطاع البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
(الأناضول)