استمع إلى الملخص
- لديه تاريخ من الخدمة العامة والمشاركة في الحرب الإيرانية العراقية، وقد تغلب على تحديات سابقة مع مجلس صيانة الدستور بدعم من المرشد الإيراني.
- يحظى بدعم في المناطق التركية والكردية بإيران بفضل مواقفه المعتدلة وانتمائه القومي، لكن موقعه الأقرب لليسار الإسلامي قد يؤثر على دعم الإصلاحيين له.
أعلن المشرّع الإصلاحي الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم السبت، ترشحه رسمياً في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة ليكون بذلك ثاني قيادي إصلاحي يترشح لهذه الانتخابات، بعد الاقتصادي الإصلاحي عبد الناصر همتي الذي أعلن ترشحه أمس الجمعة.
وكان بزشكيان قد كشف، أمس الجمعة، في حديث مع "العربي الجديد" أنه سيتوجه السبت إلى مقر الداخلية الإيرانية لتسجيل ترشحه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي أُقرت بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطّم مروحيته في 19 مايو/ أيار الماضي شمال غربي البلاد، وأكد بزشكيان أنه في حال ظفره بمنصب الرئاسية سيعطي الأولوية في سياسته الخارجية لتوسيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية.
وبزشكيان من مواليد عام 1954 في مدينة مهاباد الكردية في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران، وهو سياسي إصلاحي ينتمي إلى القومية التركية في إيران وعضو في البرلمان الإيراني منذ 2006 عن دائرة مدن تبريز وآذر شهر وأسكو محافظة آذربيجان الشرقية، وفي انتخابات مارس/ آذار الماضي انتُخب مرة أخرى، وقال بزشكيان وقتها إن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته لخوضها، بدعوى عدم التزامه العملي بنظام الحكم، غير أن المرشد الإيراني علي خامنئي تدخل وأوصى بالتصديق على أهليته.
تخرج بزشكيان عام 1985 من كلية الطب البشري في جامعة تبريز، وشارك في أثناء الدراسة في الحرب الإيرانية العراقية حيث قاد فرقاً طبية لمعالجة الجرحى قبل أن يواصل دراسته الجامعية ليحصل في 1990 على تخصص الجراحة العامة ثم اختصاص جراحة القلب في 1993.
بعد رئاسة جامعة تبريز للعلوم الطبية لستة أعوام، انتقل بزشكيان إلى طهران لتولي منصب نائب وزير الصحة لشؤون الصحة لستة أشهر، وبدأ مشوار بزشكيان السياسي عندما انضم لاحقاً إلى حكومة الرئيس محمد خاتمي الثانية عام 2001 وزيراً للصحة، كذلك حاز في 2016 منصب النائب الأول لرئيس البرلمان المحافظ علي لاريجاني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2020 قبل إجراء الانتخابات التشريعية الـ11 في البلاد.
وسبق لبزشكيان الترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مرتين، حيث انسحب من دورة 2013 بعد إعلان ترشحه، وفشل في إكمال خوض انتخابات 2021، التي فاز فيها رئيسي، بعد رفض مجلس صيانة الدستور أهليته.
وقال الخبير الإيراني صلاح الدين خديو، من مدينة مهاباد التي ينحدر منها بزشكيان، إن الأخير من المرشحين الذين يحوزون "قاعدة تصويت محدودة ومحددة"، متوقعاً في حديث مع "العربي الجديد" أن يحصل بزشكيان على أصوات جيدة في المناطق التي يسكنها الأتراك الأذريون في إيران بسبب انتمائه إلى القومية التركية، كما رأى خديو أن فرص المرشح الإصلاحي كبيرة أيضاً في الحصول على الأصوات الكردية نظراً لتحدره من مدينة مهاباد الكردية وإتقانه للغة الكردية وبسبب علاقاته الجيدة ومواقفه المعتدلة بشأن قضايا القومية مثل إدراج اللغات القومية في التعليم.
ويرى خديو أن بزشكيان يحظى بمكانة متواضعة عند القاعدة الجماهيرية للإصلاحيين خارج المحافظات التركية والكردية، مشيراً إلى أنه رغم انتمائه السياسي إلى التيار الإصلاحي "لكن مواقفه لا تنسجم بالكامل مع الإصلاحيين، ولذلك لا يمكن القول إنه سيكون مدعوماً منهم". ويبين خديو أن بزشكيان أقرب إلى اليسار الإسلامي التقليدي، ما يجعل التيار الإصلاحي متردداً في دعمه، مشيراً إلى ما ورد في ذكريات الرئيس الإيراني الأسبق الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني عام 2000 بشأن بزشكيان وحديث نواب برلمانيين آنذاك مع رفسنجاني عن أنه لم يحدّث أفكاره وتوجهاته وأنها بقيت في عام 1979 الذي انتصرت فيها الثورة الإسلامية في إيران على النظام الملكي السابق.
ويشير خديو إلى اتهامات تلاحق بزشكيان بالتسبب في طرد طلاب وجامعيين إبان الثورة من خلال المساهمة في إنشاء نواة لجان الانتقاء في الجامعات، حيث كان له دوره البارز قبل الثورة في تأسيس الجمعية الإسلامية الطلابية في جامعة تبريز.
وفي أثناء الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران أواخر عام 2022 على خلفية وفاة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب في طهران، وجه بزشكيان انتقادات شديدة في مقابلة له على قناة الخبر الإيرانية الرسمية لطريقة التصرف مع أميني واعتقالها، ودعا إلى الشفافية والوضوح بشأن أسباب وفاتها، ما أثار غضب وسائل إعلام محافظة ضده وقتها.