استمع إلى الملخص
- ترامب يواجه تحديات كبيرة ويرفض التركيز على القضايا الاقتصادية، مفضلاً الهجوم الشخصي على هاريس، مما يزيد من حدة التوتر بين المرشحين.
- انسحاب بايدن من السباق يعزز موقف هاريس، لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة حيث يتقدم ترامب في معظم الولايات المتأرجحة.
أوصلت نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، كامالا هاريس، المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، الحملة الانتخابية لحزبها، أخيراً، إلى مرحلة التعادل وأكثر، مع الحملة الجمهورية ومرشحها الرئيس السابق دونالد ترامب، وأصبح بإمكان هاريس القول إنها تنافس ترامب في الانتخابات الأميركية من موقع قوة، وإن السباق بينهما "ندّيّ"، بعدما تمكنت أخيراً من التقدم عليه في ولايات متأرجحة، ورأت صحيفة واشنطن بوست أول من أمس الخميس، أنها ستفوز بالرئاسة إذا ما كانت الانتخابات لتحصل اليوم (الانتخابات الأميركية مقرّرة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل)، وذلك بحسب استطلاع رأي جديد لها، نشرت نتائجه الخميس. من جهته، يواجه ترامب صعوبة في تجنب مهاجمة هاريس شخصياً، رافضاً الإنصات لنصائح مستشاريه في هذا السياق.
وحوّل ترامب سباقه مع هاريس، إلى شخصي جداً، بعدما نقل عنه قوله أول من أمس، من ولاية نيوجرسي، إنه لا يستطيع إلا أن يهاجم هاريس شخصياً، وهي أول سيّدة ملونة تصل إلى المرحلة الأخيرة من سباق الرئاسة الأميركية، بعدما حصلت على ترشيح حزبها، علماً أنها من أبوين من الهند وجامايكا.
الانتخابات الأميركية: سباق الولايات المتأرجحة
واتهم ترامب أول من أمس، هاريس، وهي المدعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا، بأنها تلاحقه قانونياً، وقال: "أنا غاضب منها"، مضيفاً أنه يحق له مهاجمتها بشكل شخصي، فهو "لا يكن لها الكثير من الاحترام"، كما لا يكن "الاحترام لذكائها". ولفت إلى أنه "كان غاضباً كثيراً منها لأنها سيّست النظام القضائي ضدّه". وقال: "يريدونني أن أكون لطيفاً، لكنهم لم يكونوا لطفاء معي. لقد أرادوا إدخالي إلى السجن".
واشنطن بوست: هاريس تتقدم على ترامب في بنسلفانيا وويسكونسين
وبحسب تقرير لموقع بوليتيكو، نشر أول من أمس، فإن مستشاري ترامب يريدونه أن يركّز خلال حملة الانتخابات الأميركية على الاقتصاد، وهو ما نصحته أيضاً به المرشحة الجمهورية للرئاسة التي خسرت الانتخابات التمهيدية، المندوبة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، لكنه لم يتلزم بذلك في نيوجرسي، خلال مؤتمر صحافي، وصف فيه سياسة هاريس الاقتصادية وخطتها لخفض الأسعار بأنه تشبه "خطة مادورو"، في إشارة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، علماً أن فنزويلا تواجه أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات وزادها الوضع السياسي الهشّ مع تصاعد المعارضة ضد مادورو، لكن دون تمكنها حتى الآن من الوصول إلى السلطة. وحول ذلك قال ترامب: "اليوم كامالا تقترح خطة شيوعية للحدّ من ارتفاع الأسعار، إنها تريد كبح ارتفاع الأسعار، لكن خطتها لن تنجح، ولو كان من الممكن أن تنجح، لكنت دعمتها، لكن الخطة في الواقع ستكون لها نتائج عكسية".
من جهته، ذكر موقع سي أن أن في تقرير جديد حول الانتخابات الأميركية نشر أول من أمس، أن ترامب "يحيّر" معدّي الاستراتيجيات لحملته، برفضه التركيز على عدد من المسائل خلال الحملة، مثل الاقتصاد، في مواجهة مرشحة أصغر سنّاً منه. ورأى الموقع أن الرئيس السابق يواصل "تفويت الفرص لنقد مكامن ضعف هاريس، ما يسمح لها بتعزيز حملتها وإزالة مكامن عجز بايدن".
وقال ترامب من نيوجرسي، أول من أمس، إن "إدارة بايدن وهاريس فاشلة بشكل لا يصدق"، وإن الإدارة الأميركية الديمقراطية "سرقت الوظائف من الأميركيين ومنحتها لمهاجرين غير شرعيين". ومن دون تقديم أدلّة أيضاً، أكد أن الحزب الجمهوري يتصدر معظم استطلاعات الرأي، واصفاً تراجع بايدن عن ترشحه للرئاسة بأنه جاء نتيجة "انقلاب مخز نفّذه الحزب الديمقراطي ضدّه". وقال إن هاريس "تمثل اليسار المتطرف الذي سيطر" على الولايات المتحدة، وأفكارها مع بايدن هي السبب في ارتفاع الأسعار والتضخم"، كما أن إدارة بايدن، برأيه، "تركت الحروب تندلع في الشرق الأوسط وأوكرانيا".
واعتبرت "سي أن أن" في تقريرها أول من أمس، أن شعوراً بـ"الغضب" يجتاح ترامب، بعد ترشح هاريس للرئاسة، وهو ما يفسّر فشله كل مرة في التعويض خلال حدث أو فعالية أو تجمع، عن إخفاق سابق، من مقابلته مع إيلون ماسك ثم رحلته إلى كارولينا الشمالية، ثم إلى نيوجرسي، هذا الأسبوع. وبحسب الموقع، منذ انسحاب بايدن من السباق، بداية الصيف الحالي، فإن الأسئلة أصبحت تتمحور حول قدرة ترامب نفسه الذهنية وإذا ما كانت تسمح له بالعودة إلى البيت الأبيض. وفي هذا السياق، قالت مديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض، أليسا فاراه غريفين، للموقع، إن "دونالد ترامب، ليس ترامب عام 2016، يبدو بطيئاً، هائماً على وجهه، حيويته ضعيفة، ويعاني فعلاً لإيجاد نقطة ارتكاز".
أصبحت الأسئلة بعد انسحاب بايدن، تتمحور حول قدرة ترامب نفسه الذهنية
دفع إضافي لحملة هاريس
في غضون ذلك، تمنح استطلاعات الرأي دفعاً إضافياً لهاريس، التي تحصد تجمعاتها الانتخابية حضوراً غفيراً. ورأت صحيفة واشنطن بوست أول من أمس، أنه "من دون مبالغة، فإن هاريس ستكون مفضلة لدى الأميركيين إذا ما حصل السباق اليوم". ولفتت إلى أنه منذ أن انسحب بايدن من السباق، في 21 يوليو/تموز الماضي، فإن هاريس تقدمت نقطتين على الصعيد الوطني، وبالنسبة للولايات المتأرجحة، وعددها 7 تقريباً، فإنه تقدمت أيضاً منذ 21 يوليو بمعدل 2.1 نقطة، وتتصدر باثنتين منها، هما ويسكونسين وبنسلفانيا، وقلّصت الفارق مع ترامب في ميشيغن، حيث يتقدم ترامب عليها بأقل من نقطة واحدة اليوم، بحسب استطلاع الصحيفة.
ويظهر استطلاع الرأي الذي أجرته "واشنطن بوست" أخيراً، أن كامالا هاريس، لم تتمكن بعد من التقدم على منافسها الجمهوري، لناحية أصوات الناخبين الكبار (electoral college)، لكنه لفت إلى أنها منافسة حقيقية للرئيس السابق في عدد ولايات أكبر مما كان الوضع عليه حين كان بايدن في المنافسة. وبحسب تقرير الصحيفة و"نموذج استطلاعها"، فإن هاريس لديها طريقان للفوز: عبر ولايات حزام الصدأ مثل ميشيغن وويسكونسين وبنسلفانيا، أو عبر ولايات حزام الشمس، مثل جورجيا وأريزونا ونيفادا، وأيضاً كارولينا الشمالية، لكن على ترامب أن يفوز، وفق "واشنطن بوست"، بالمنطقتين معاً، ولايات حزام الصدأ وولايات حزام الشمس". وقالت الصحيفة رغم ذلك، أن تقدم هاريس الضعيف على الصعيد الوطني، وتوجهات الولايات المتأرجحة، ليست كلها كافية لكي تكون هاريس المرشحة المفضلة للأميركيين، إذ يواصل ترامب التقدم عليها في معظم الولايات المتأرجحة، ويحصل حالياً على 283 من أصوات الناخبين الكبار، مقابل 255 لهاريس، علماً أن الفائز يجب أن يحصل على 270 ناخبا كبيرا.