الأمن الفلسطيني يعتقل مطالبين بالإفراج عن نشطاء ومعتقلين سياسيين في رام الله

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
22 اغسطس 2021
اعتقال نشطاء في رام الله
+ الخط -

اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية خمسة نشطاء فلسطينيين على الأقل من دوار المنارة مركز مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة مساء الأحد، عقب إغلاق الميدان والطرق المؤدية إليه أمام حركة السير.

ودفعت الأجهزة الأمنية بتعزيزات مشددة إثر دعوة من حركات فلسطينية رفضاً لاعتقال السلطة الفلسطينية لعدد من الأسرى المحررين والنشطاء أمس السبت، على خلفية دعوة لإقامة اعتصام مطالب بالعدالة في قضية المعارض والمرشح السابق نزار بنات، الذي قتل خلال عملية اعتقال الأجهزة الأمنية له شهر يونيو/ حزيران الماضي، ورفضاً لقمع الحريات.

واعتقلت الشرطة الفلسطينية الشاعر الفلسطيني زكريا محمد، والناشط والمعماري الفلسطيني خلدون بشارة، والقيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد نصر، ومحمد العطار وآخرين، فيما حاولت الشرطة اعتقال شخصية سياسية أخرى، لكن نساء ناشطات تمكنّ من منع عملية الاعتقال.

ولم يتمكن من الوصول إلى دوار المنارة أكثر من عشرة أشخاص بسبب الحضور الأمني الكثيف وإغلاق الطرق المؤدية إلى دوار المنارة، فيما تجمهر عدد محدود في الوقفة وسط الميدان، قبل أن يغادروه على وقع الاعتقالات.

وقالت زوجة الشاعر زكريا محمد، أمام الصحافيين، إن زوجها اعتقل إضافة إلى كل من خلدون بشارة ومحمد العطار وشخص آخر، معلقة على ما حصل بالقول: "المشهد يتحدث أين وصلنا".

على صعيد آخر، اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الناشط فادي قرعان بعد أن لاحقت مجموعة من النشطاء الذين رفعوا صور نزار بنات خلال مهرجان "وين ع رام الله" قبالة بلدية رام الله، الذي تتواصل فعالياته لليوم الثاني، ويستمر لمدة 6 أيام.

وأفاد نشطاء لـ"العربي الجديد"، بأنّ مركبة للأجهزة الأمنية لاحقتهم واعترضت طريقهم. وفيما نجح عدد منهم بالفرار، احتجزت الشرطة قرعان وثلاث ناشطات قبل إطلاق سراحهن في وقت لاحق، فيما تعرّض الناشط قرعان للضرب، بحسب النشطاء.

لم يتمكن من الوصول إلى دوار المنارة أكثر من عشرة أشخاص بسبب التواجد الأمني الكثيف وإغلاق الطرق المؤدية إلى دوار المنارة، فيما تجمهر عدد محدود في الوقفة وسط الميدان، قبل أن يغادروا على وقع الاعتقالات

وقال الناشط زيد الشعيبي، لـ"العربي الجديد": "إن مجموعة من المتظاهرين الذين مُنعوا من التظاهر على دوار المنارة توجهوا إلى المهرجان قرب دار بلدية رام الله، ورفعوا صوراً تطالب بالعدالة لنزار بنات، وأعلاماً فلسطينية لمدة عشر دقائق، وبعدها طلبت البلدية منهم المغادرة لكي يبدأ الحفل، وبعد المغادرة تفاجأوا باعتقال قرعان".

وكانت الشرطة قد أفرجت عن عدد من النشطاء والسياسيين الذين اعتقلتهم أمس السبت، بعد قرار من النيابة العامة بإخلاء سبيل 13 معتقلاً، وتمديد توقيف تسعة آخرين.

وعُرف من بين المفرج عنهم الأسير المحرر ماهر الأخرس، الذي خرج من داخل مركز الشرطة بمساعدة أشخاص آخرين بسبب الضرب الذي تعرض له، وعرف أيضاً من المفرج عنهم كل من ضحى معدي والدكتورة كوثر العبويني، وعضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية" إبراهيم أبو حجلة، والناشط سالم قطش، وعبادة القواسمة، ويوسف عمرو، والأكاديمي البروفيسور عماد البرغوثي، وعبد الهادي شماسنة الذي روى أيضاً عن تعرضه للضرب.

وفيما استمر احتجاز عدد من النشطاء جراء تمديد النيابة العامة اعتقالهم للتحقيق بتهم إثارة النعرات المذهبية، والتجمهر غير المشروع، والذم الواقع على السلطة، يستمر توقيف كل من الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان وعزمي صطوف، اللذين لم يعرضا على النيابة بعد، بحسب تصريحات للمحامي مهند كراجة لـ"العربي الجديد".

وأكدت عائلة الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان، أنه مضرب عن الطعام والكلام، وهو موجود في مركز الشرطة في حي البالوع في مدينة البيرة، حيث اعتُقِل صباح اليوم خلال مشاركته في اعتصام مطالب بالإفراج عن المعتقلين قبل وقفة احتجاجية أمس، تطالب بالعدالة لنزار بنات.

وكانت الشرطة الفلسطينية قد أصدرت بياناً قالت فيه على لسان الناطق باسم الشرطة لؤي ارزيقات إن "سبب اعتقال 24 شخصاً من المشاركين في التجمع أمام دوار المنارة هو الدعوة للتجمع والتجمهر وسط رام الله دون وجود أي تصريح وإذن رسمي من الجهات الرسمية بإقامة التجمهر، فيما رفضت الحراكات التوقيع على شروط التجمهر".

وأعلن الشاعر زكريا محمد على صفحته على "فيسبوك" في وقت متأخر من الليل، أنه أُفرِج عنه من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بعد اعتقاله قبيل تظاهرة رافضة للاعتقالات.

وقال محمد: "أنا خارج المعتقل. لكنني لا أعرف مصير من اعتقلوا معي حتى الآن. شكراً لجميع من تضامنوا معي. واعتقالنا تمّ خارج القانون، وبلا سبب، وكان رسالة للجميع وليس لنا فقط. والرسالة تقول: ليس هناك كبير في هذا البلد. نحن على استعداد لندوس رأس أكبر واحد فيكم. وإذا كنتم تشكون في ذلك، فانظروا: ها هو حتى خضر عدنان أسطورة الفلسطينيين كلهم، وكاسر إرادة الإسرائيليين، في القفص. هذه هي الرسالة. ونحن نرد عليهم برسالة أخرى: لن ترعبونا، ولن تسكتونا، وسنتصدى للقمع والفساد والاستسلام أمام العدو. تحيا فلسطين".

ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
معاملة مهينة للمعتقلين شمال غزة (منصة إكس)

سياسة

نفذ الاحتلال حملات اعتقال بحق مئات الفلسطينيين في شمال غزة وفرق بين أفراد عائلات، وأجبر رجالاً على التعري شبه الكامل قبل نقل بعضهم بالشاحنات إلى معسكر اعتقال.
الصورة
احتجاجات المعلمين في الضفة الغربية (العربي الجديد)

مجتمع

عادت احتجاجات المعلمين المطلبية في الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، لكنّ أجهزة الأمن الفلسطيني كانت لها بالمرصاد، وعرقلت تحرّكات المحتجين.
الصورة
الناشط المصري أحمد جيكا (فيسبوك)

مجتمع

مرّ اليوم الأربعون على استمرار جهاز الأمن الوطني في محافظة القليوبية المصرية في احتجاز المواطن أحمد حمدي السيد سليمان الشهير بـ"جيكا"، منذ توجّهه إلى المقرّ الأمني في 13 يونيو/ حزيران الماضي من أجل متابعة دورية.