حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، من أن التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" الإرهابي على السلم والأمن الدوليين آخذ بالازدياد مجدداً، إذ زاد من نشاطه في الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ. وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال إحاطة له، الأربعاء، أمام مجلس الأمن الدولي الذي ناقش التقرير الدوري للأمين العام للأمم المتحدة حول الموضوع بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2368 الصادر عام 2017.
وقال فورونكوف: "على الرغم من أن التنظيم لم يطور استراتيجية لاستغلال جائحة كورونا، إلا أن جهوده لإعادة رص صفوفه اكتسبت زخماً إضافياً في النصف الثاني من عام 2020. كما استفادت خلاياه في سورية والعراق من الجائحة لتكثيف عملياتها وذلك بقيامها بعدد من الهجمات البارزة. ما زال مقاتلو (داعش) قادرين على التحرك والعمل وخاصة عبر الحدود غير المحمية بشكل كاف". وحذر من ازدياد قدرة واستقلالية مقاتلي "داعش" الإقليميين، ما قد يعني منح التنظيم قدرات جديدة لتنظيم عمليات خارجية وحول العالم خلال العام الجاري.
ثم أشار إلى خطر الدعاية على الإنترنت الذي تقوم به "داعش"، وقال إن تلك المخاطر في ازدياد، وخاصة في ظل قضاء الشباب أوقاتاً أطول في منازلهم على الانترنت بسبب جائحة كورونا. ولفت الانتباه إلى أن الآثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للجائحة قد تزيد من التهديد طويل الأمد الذي يشكله "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية مع زيادة عدد الأشخاص المعرضين لتلك الخطابات وإمكانية تجنيدهم.
وقال إن تركيز "داعش" الرئيسي يبقى في محاولة زيادة قواته في العراق وسورية بينما يواجه المجتمع الدولي "تركة الخلافة". وشرح في هذا السياق أن هناك "عشرة آلاف من مقاتلي التنظيم، ومن بينهم بضعة آلاف من المقاتلين الأجانب، ما زالوا نشيطين في المنطقة وغالبيتهم في العراق ويسعون لنشاط طويل الأمد". وقال إنهم يشكلون خلايا صغيرة ويختبئون في الصحراء أو المناطق الزراعية وينتقلون عبر الحدود بين بلد وآخر لشن هجمات. ثم لفت الانتباه إلى أن الأوضاع تزداد تعقيداً وخطراً بسبب عدم إحراز المجتمع الدولي أي تقدم يذكر فيما يتعلق بأوضاع الآلاف من النساء والأطفال المشتبه ارتباطهم بالتنظيم. وبيّن أن هؤلاء محتجزون ويعيشون في ظروف هشة للغاية في عدد من مخيمات النازحين من بينها مخيم الهول. وأشار إلى حالات من التطرف وجمع الأموال والتدريب والتحريض التي تم الإبلاغ عنها. وأضاف "بعد مرور قرابة العامين على هزيمة داعش، لا يزال حوالي 27 ألفًا وخمسمائة طفل أجنبي، يتعرضون للخطر في المخيمات الشمال الشرقي السوري، بما في ذلك حوالي 8 آلاف طفل من قرابة 60 بلداً غير العراق، وتسعون بالمئة منهم دون سن 12". وأكد على أن التحديات والمخاطر تتفاقم كلما استمر إهمالها. وحذر من الآثار المحتملة لذلك على المدى البعيد محلياً ودولياً.
وقال إن "داعش سعى في شهر أكتوبر الماضي لتنظيم عمليات فرار جماعي من السجون. وتم استغلال الجائحة كما حالة الغضب التي تشهدها أماكن الاحتجاز." وذكّر المسؤول الأممي بضرورة أن تتحرك الدول لإعادة البالغين والأطفال المحتجزين في العراق وسورية إلى الحكومات المعنية بما يتماشى مع القانون الدولي. وأثنى في هذا السياق على جهود كل من كازاخستان وروسيا وأوزبكستان التي أعادت المئات من الأطفال من الشمال الشرقي السوري. وحث الدول الأوروبية التي أعادت أعداداً قليلة من الأطفال بأن تزيد من جهودها في هذا السياق. وشجع الدول الأعضاء على تبادل المعلومات مع الأمم المتحدة وفيما بينها بما فيها حول تجاربها المختلفة بغية تسوية الوضع غير القابل للاستمرار.
ولفت الانتباه إلى زيادة نشاط (داعش) في أفريقيا وخاصة في المناطق المتأثرة بالنزاعات خلال الأشهر الستة الأخيرة، حيث نفذ مقاتلوه عدداً من الهجمات ضد المدنيين والعسكريين. وأشار في هذا السياق إلى زيادة تحركاتهم في الغرب الأفريقي في المنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو والنيجر ومالي. كما أشار إلى عدد من الهجمات في أوروبا بما فيها فرنسا والنمسا. وعن آسيا قال إن هناك الآلاف من مقاتلي داعش وتحديداً في أفغانستان. وأشار كذلك لعدد من البرامج التي ترعاها الأمم المتحدة لتقديم المساعدة للدول المعنية بإعادة تأهيل مواطنيها العائدين من تلك المناطق بما فيها شمال شرق سورية أو العراق أو المتبقين فيه.