انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، من مخيم جنين شماليّ الضفة الغربية، بعد اعتقالها شباناً من أحد الأحياء قرب المخيم، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات مسلّحة بينها وبين مقاومين، في وقت اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحماية قوات الاحتلال.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الاحتلال داهمت عدة منازل في حيّ الهدف غرب مخيم جنين، بينها منزل المطارَد ماهر تركمان، واعتقلت عدداً من الشبان، وسبّبت انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
وبحسب المصادر المحلية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة شبان خلال اقتحام مدينة جنين، وهم: الشقيقان عبد الله ونور أحمد البطل، وأحمد السوقي، والشاب أحمد ماهر تركمان من حيّ الهدف بمخيم جنين، وهو نجل المطارد ماهر تركمان، فيما أصيب شاب بجروح في يده برصاص قوات الاحتلال الحيّ.
وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد أفادت باعتقال 5 فلسطينيين وإصابة 2 آخرين خلال اقتحام مدينة جنين.
وأوضحت "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، في بيان صحافي مقتضب، أنها استهدفت قوات الاحتلال وآلياتها في محيط مخيم جنين بصليات كثيفة ومتتالية من الرصاص والعبوات المتفجرة محلية الصنع، وحققت إصابات مباشرة في صفوف الاحتلال.
مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
إلى ذلك، اقتحم مئات المستوطنين، منذ صباح اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في سادس أيام عيد الفصح اليهودي، الذي ينتهي يوم غد الأربعاء.
وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ المستوطنين اقتحموا المسجد على شكل مجموعات يتقدمها عضو الكنيست يهودا غليك، واستبقت قوات الاحتلال تلك الاقتحامات بانتشار في ساحات المسجد، واعتلاء مصلياته، وإجراءات مشددة، وتضييق على المصلين والمرابطين.
وحاولت قوات الاحتلال إرهاب المرابطين بتصويرهم تزامناً مع بدء اقتحامات المستوطنين في صبيحة اليوم العشرين من شهر رمضان، حيث تصدى المرابطون لاقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال بالتكبيرات.
وأفاد متحدث باسم الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّ نحو 400 مستوطن شاركوا منذ الصباح وحتى الساعة التاسعة والنصف في اقتحامات المسجد الأقصى.
وأشار إلى أنّ "مقتحمين رفعوا علم دولة الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى، في تحدٍّ لمشاعر المسلمين الذين تعرضوا للملاحقة داخل الساحات وإخراج قوات الاحتلال لعدد من المرابطين الذين ردّوا على هذه الاقتحامات بالتكبير وإقامة صلاة الضحى".
وكانت قوات الاحتلال قد منعت مئات الشبان الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الفجر اليوم، ما اضطرهم إلى افتراش الطرقات في محيط المسجد، ولا سيما في منطقة باب الأسباط.
وتسود حالة من الترقب، حيث تتضارب الأنباء حول ما إذا كانت سلطات الاحتلال ستسمح، غداً الأربعاء، للمستوطنين بمواصلة اقتحاماتهم مع بدء اعتكافات اليوم الثاني من العشر الأواخر من رمضان، وهو ما كان قد استبعده مسؤول رفيع المستوى في الأوقاف لـ"العربي الجديد".
تتضارب الأنباء حول ما إذا كانت سلطات الاحتلال ستسمح، غداً الأربعاء، للمستوطنين بمواصلة اقتحاماتهم مع بدء اعتكافات اليوم الثاني من العشر الأواخر من رمضان
يذكر أنّ ما مجموعه 1531 مستوطناً شاركوا في اقتحامات الأقصى، أمس الاثنين، بينما يتوقع أن تنتهي اقتحامات اليوم، بمشاركة ما يزيد على 900 مستوطن.
وفي السياق، دان رئيس مجلس النواب المصري، حنفي جبالي، اليوم الثلاثاء، الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، داعياً المجتمع الدولي إلى وضع حد لتلك الاعتداءات، بهدف "تجنيب المنطقة مزيد من التوتر والعنف".
وقال جبالي، في كلمة له بالجلسة العامة للبرلمان: "ما حدث تعدٍّ صارخ على حرية العبادة، كذلك فإنه تصعيد خطير غير مقبول"، وأضاف: "استيقظ الجميع فجر الأربعاء الماضي على مشهد من المشاهد المستنكرة، وصورة من صور الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة، وهو اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف، وما صاحب ذلك من اعتداءات سافرة على المصلين".
اعتداءات للمستوطنين
في شأن آخر، هاجم مستوطنون، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الاثنين ــ الثلاثاء، منزلاً في بلدة الخضر، جنوب بيت لحم جنوبيّ الضفة الغربية، تزامناً مع مواجهات مع قوات الاحتلال، فيما سبق ذلك إغلاق المستوطنين المدخل الجنوبي لبلدة الخضر، وهاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين بالحجارة في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، ما أوقع أضراراً في عدد منها.
إلى ذلك، هاجم مستوطنون بالحجارة، الليلة الماضية، مركبات الفلسطينيين على المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وتجمهر مستوطنون قرب مستوطنتي حلميش ودوليب المقامتين على أراضي المواطنين شمال وغرب رام الله.
من جانب آخر، أفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور، في تصريح صحافي، بأنّ عشرات المستوطنين اقتحموا أمس الاثنين متنزه بلدية يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة، وأقدموا على السباحة في بركة الكرمل بحماية قوات الاحتلال التي انتشرت في المكان، واعتدت بالضرب المبرح على الناشط في "المقاومة الشعبية" محمد علي الشواهين، ما أصابه برضوض.
وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، مساء أمس الاثنين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم العروب شمال الخليل، وعولجوا ميدانياً.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، مساء أمس الاثنين، الشاب ماهر أبو الهوى، من المسجد الأقصى، بحجة رفعه لافتة في المسجد.