استمع إلى الملخص
- تمت مناقشة التحديات التي تواجه أفغانستان والمنطقة، بما في ذلك السلام والاندماج الدولي، وقضايا مثل رفع العقوبات الأحادية، وتأثيرها على التجارة، وأهمية تغيير نظرة الحكومة تجاه تعليم الفتيات وعملهن.
- يُتوقع استمرار المحادثات حول قضايا حيوية مثل القطاع الخاص والمصرفي ومكافحة المخدرات، مع التخطيط لاجتماع رابع يركز على تأثير تغير المناخ على أفغانستان، والعمل على إنشاء مجموعات عمل لمواصلة الحوار.
بدأت في الدوحة، اليوم الأحد، أعمال الاجتماع الثالث للمبعوثين الخاصين بأفغانستان برعاية الأمم المتحدة، الذي يشارك فيه لأول مرة وفد من حكومة تصريف الأعمال الأفغانية برئاسة المتحدث الرسمي ذبيح الله مجاهد.
ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب المحادثات التي جرت في الدوحة في مايو/ أيار 2023 وفبراير/ شباط 2024، لمناقشة "كيفية تعزيز المشاركة الدولية في أفغانستان بطريقة أكثر تماسكاً وتنظيماً". وترأست الاجتماع، الذي عقد خلف الأبواب المغلقة ولم يتح للصحافيين حضوره، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو.
التحديات المتعددة
ناقش الاجتماع التحديات المتعددة التي تواجه الشعب الأفغاني وجيران أفغانستان والمنطقة والمجتمع الدولي. وأكدت ديكارلو أن مناقشات الدوحة "تمثل جزءاً من عملية مستمرة تهدف إلى أن تعيش أفغانستان في سلام مع نفسها ومع جيرانها، وأن تندمج بشكل كامل في المجتمع الدولي وتفي بالتزاماتها الدولية".
وقال ذبيح الله مجاهد، في تصريح لموقع "طلوع نيوز" الأفغاني، إن اجتماع الدوحة سيناقش القضايا بين أفغانستان والدول الأخرى، وليس القضايا الداخلية للأفغان. وذكر ذاكر جلالي، رئيس الدائرة السياسية بوزارة الخارجية في حكومة الأمر الواقع الأفغانية، في منشور على منصة إكس، أن "الإمارة الإسلامية ودول المنطقة ستطرح موضوع رفع العقوبات الأحادية وغير الشرعية في الاجتماع الثالث بالدوحة"، مشيراً إلى أن "العقوبات المالية والمصرفية المفروضة أثرت على تطور التجارة بين أفغانستان والمنطقة".
سيشهد الاجتماع، الذي سيعقد غداً الاثنين، مناقشات مباشرة بين المبعوثين الخاصين بشأن أفغانستان من بلدان المنطقة ومن جميع أنحاء العالم، إضافة إلى سلطات الأمر الواقع الأفغانية. وقد دُعيت نحو 25 دولة ومؤسسة دولية للمشاركة في بحث القضايا المتعلقة بالقطاعات الاقتصادية.
وقالت روزا أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، أمام مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، إن اجتماع الدوحة الثالث سيكون أول اجتماع مباشر بين حركة طالبان والمبعوثين، وسوف يركز على "القضايا الخطيرة الأكثر أهمية اليوم، وهي أعمال القطاع الخاص والقطاع المصرفي، وسياسة مكافحة المخدرات". وأضافت أن "الأمم المتحدة ترغب في إنشاء مجموعات عمل لمواصلة المحادثات بشأن كيفية مساعدة المزارعين على التخلي عن زراعة نبات الخشخاش وزراعة محاصيل أخرى، وتزويد الصيدليات بالأدوية لمساعدة المدمنين، ومعالجة الجريمة، وتحسين الخدمات المصرفية، والأنشطة التجارية".
وفي إشارة إلى منع حكومة تصريف الأعمال الأفغانية النساء من التعليم والعمل، قالت ديكارلو: "نحتاج بشدة إلى أن يغيروا طريقة تفكيرهم، ويمنحوا الفتيات فرصة وحرية الالتحاق بالمدارس". وأشارت إلى أن أفغانستان هي الدولة الوحيدة من 57 دولة في "منظمة التعاون الإسلامي" التي لا تسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة، وهو ما وصفته بـ"اللغز الكبير".
مواصلة الحوار
ومن المقرر أن تجتمع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوثون الخاصون مع ممثلي المجتمع المدني الأفغاني يوم الثلاثاء 2 يوليو/تموز الجاري. وتتوقع الأمم المتحدة استمرار الحوار في اجتماع رابع يعقد بالدوحة في وقت لاحق من العام الجاري، يركز على قضية رئيسية أخرى هي أثر تغير المناخ على البلاد.
وقالت ليزا دوتن، مديرة التمويل بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في وقت سابق، لمجلس الأمن، إن "الآثار الحادة لتغير المناخ" تفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان، وتزيدها عمقاً، وإن أكثر من 50 في المائة من السكان، أي نحو 23.7 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدات إنسانية خلال العام الحالي، وهو ثالث أعلى رقم في العالم.