قالت صحيفة "حرييت" التركية، اليوم الإثنين، إن أزمة قناة السويس الأخيرة حركت الدبلوماسية بين تركيا ومصر، و"أذابت الثلوج" في علاقات البلدين، وذلك عقب اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو مع نظيره المصري سامح شكري، عارضاً المساعدة.
ونقلت الصحيفة أنه خلال أيام أزمة قناة السويس، عندما علقت سفينة إيفر غيفن، في 25 مارس/آذار الماضي، وعطلت حركة الملاحقة عدة أيام، اتصل وزير الخارجية التركي بنظيره المصري عارضاً المساعدة التركية في جهود إعادة الملاحة البحرية للقناة.
وبحسب الصحيفة، فإن جاووش أوغلو أخبر شكري بأنه يتمنى "عودة القناة للملاحة في أقرب وقت، وأردتُ الاتصال لسؤالكم إن كان بإمكاننا عمل شيء ما، إذ يمكننا إرسال سفن إنقاذ تابعة للبحرية التركية"، فردّ شكري بالقول: "أشكركم على عرضكم اللطيف.. سنقيّم الأمر حالياً وسنعاود الاتصال بكم في حال كانت هناك حاجة".
واعتبرت الصحيفة أن هذا الاتصال من قبل جاووش أوغلو أسس للاتصال الذي جرى قبل يومين بين الوزيرين، وتم خلاله تبادل التهاني بحلول شهر رمضان.
وأفاد المصدر ذاته بأن الاتصال الأخير خاطب فيه شكري جاووش أوغلو بقوله: "نشكركم بشأن عرضكم تقديم المساعدة، ولكن تم حل الأزمة. كما أهنئكم بحلول شهر رمضان"، فردّ وزير الخارجية التركي: "شكرا لكم سيد شكري، وأنا أيضاً بدوري أهنئكم بحلول شهر رمضان".
وكان وزير الخارجية التركي قد أشار، قبل نحو 3 أشهر، إلى أن العلاقات التركية المصرية قد تشهد العودة لمسارها الطبيعي.
ومساء أمس الأحد، أكد وزير الخارجية المصري أن القاهرة "حريصة على إقامة علاقات وخلق حوار مع تركيا يصب في مصلحة البلدين"، وذلك في مداخلة هاتفية على فضائية "القاهرة والناس" الخاصة، حسب ما نقلته وكالة "الأناضول" الرسمية.
وقال شكري إن "التصريحات واللفتات التركية الأخيرة موضع تقدير، ويوجد اهتمام بأن يحدث انتقال من مرحلة المؤشرات السياسية والانفتاح السياسي الذي يحدد إطار العلاقة وكيفية إدارتها".
وأضاف: "مصر حريصة على وجود حوار يصب في مصلحة الطرفين، وإقامة علاقات وفقا لقواعد القانون الدولي، وفي مقدمتها عدم الإضرار بالمصالح، وأن تتم صياغة ذلك في إطار مشاورات سياسية حين تتوفر أرضية لذلك".
وأردف: "اتصال وزير الخارجية التركي يأتي في إطار المجاملات الإنسانية للتهنئة بحلول شهر رمضان الكريم، وذلك في إطار مجمل التصريحات والإشارات التي صدرت عن الجانب التركي في ما يتعلق بأهمية مصر".
وقبل عدة أشهر، انطلقت إشارات إيجابية بشأن العلاقات بين القاهرة وأنقرة، أبرزها تصريحات جاووش أوغلو بإمكانية تفاوض البلدين على ترسيم حدودهما البحرية في شرق البحر المتوسط.
كما تلتها إشادة وزير الإعلام المصري أسامة هيكل بقرارات وتوجهات الحكومة التركية الأخيرة، بشأن العلاقات مع القاهرة، واصفاً إياها بأنها "بادرة طيبة".
والخميس، قدم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على جهوده خلال رئاسة تركيا الدورية لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية "D-8".