لقاء السيسي والبابا تواضروس... محاولة جديدة لاحتواء الغضب

29 يوليو 2016
الرئاسة وجّهت الدعوة للبابا تواضروس للقاء السيسي (فرانس برس)
+ الخط -
تتسارع التطورات في مصر، منعاً لتدهور الوضع طائفياً، تحديداً في محافظة المنيا. وقد شهد أمس، الخميس، لقاءً جمع بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومعه وفد كبير من القساوسة والمطارنة، في مقرّ رئاسة الجمهورية.

ويأتي الاجتماع بعد لقاء عاصف جمع البابا تواضروس بأعضاء اللجنة الدينية لمجلس النواب المصري، في مقرّ الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، يوم الاثنين الماضي.

وطغت الحدة على لقاء البابا بالنواب في الكنيسة، إذ احتوى حديثه على تهديدات مبطّنة بأنه "إذا لم يصدر قانون بناء الكنائس في أسرع وقت، فهو غير مسؤول عن أي رد فعل عنيفٍ من مسيحيي الداخل أو الخارج تجاه الدولة". وقد أكد البابا أن "تأخر صدور القانون هو السبب وراء الأحداث الطائفية والاعتداءات المتكررة على المسيحيين، خصوصاً في المنيا".

وقابل النواب من أعضاء اللجنة الدينية كلام البابا بوعده بالتسريع في إجراءات مناقشة القانون حتى إقراره. لكن ذلك لم يهدّئ من غضب البابا، في ظلّ تزايد الضغط عليه من الأقباط، لا سيما من أسقف عام المنيا الأنبا مكاريوس، الذي يقود حملة قوية للدفاع عن أقباط المنيا. وهو ما جعل البابا يطلب من السيسي لقاء ممثلين عن المسيحيين، على أن يكون من بينهم مكاريوس، من أجل امتصاص غضبهم.

في هذا السياق، يشير مصدر خاص لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الاستخبارات العامة والأمن الوطني، الجهتان اللتان تتوليان إدارة ملف التعامل مع الأقباط في الدولة، تحفّظا على وجود الأنبا مكاريوس ضمن الحاضرين في لقاء السيسي، على اعتبار أنه من المتشددين والمعارضين لأي تسوية ودّية تأتي عن طريق تنازل الأقباط عن حقهم في حوادث الاعتداء عليهم وعلى منازلهم. إلا أن البابا أصرّ على ضرورة أن يكون أسقف المنيا من بين الحضور، وقد كان بالفعل".

من جهته، يؤكد المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، القس بولس حليم، أن "الكنيسة لم تطلب لقاء الرئيس، لكن الرئاسة هي التي وجّهت الدعوة"، مضيفاً أن "الحوار تطرق إلى قانون بناء الكنائس، لكنه لم يتطرق إلى الحوادث الطائفية المتكررة".

بدورها، تكشف مصادر كنسية حضرت اللقاء، لـ"العربي الجديد"، أن "الرئاسة هي التي وجّهت الدعوة، لأن الرئيس هو من يحتاج إلى لقاء الأقباط لا العكس، خصوصاً مع تصاعد نبرة المعارضة له من أقباط كانوا في السابق من أشد المؤيدين، ومنهم على سبيل المثال القس مرقس عزيز، من أقباط المهجر، الذي وصف السيسي في فيديو على الإنترنت بأنه أسوأ رئيس في تاريخ مصر. وأيضاً بسبب الدعوة التي وجهها مسيحيون في الخارج لتنظيم تظاهرات ضد السيسي أمام سفارات مصر في واشنطن ولندن".

كما تشير المصادر إلى أن "البابا عبّر للسيسي عن عدم قدرته على السيطرة على الغضب المتصاعد بين أقباط الداخل والخارج، وقال له إنه ليس من المعقول أن يقع 28 حادث اعتداء على مسيحيين في عهد بابا في أقل من عام". وتضيف المصادر أنه "ستكون هناك تغييرات بين القيادات الأمنية في محافظة المنيا، في محاولة لامتصاص غضب الأقباط، كما أن المحافظ سيكون أول المغادرين، لأن تصريحاته دائماً ما تستفز الأقباط".


المساهمون