الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص.. رسالة تروي مرارات السجون ومعاناتها

08 مارس 2018
تأمل استكمال باقي العمليات الجراحية (تويتر)
+ الخط -

يحتفل العالم، اليوم الخميس، بيوم المرأة العالمي، لكنّ المناصرين لها ولحقوقها يتجاهلون قصص الكثير من الأسيرات الفلسطينيات خلف القضبان، لا يعرفن لهذا العيد طعما ولا مذاقا، ويفتقرن إلى أبسط الحقوق، ومنهن حكاية وجع امرأة فلسطينية لا حول لها ولا قوة، أسرها الاحتلال الإسرائيلي بذريعة وتهمة محاولة تنفيذ عملية على أحد الحواجز العسكرية.

إنها الأسيرة إسراء جعابيص (31) عاما، من قرية جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، والمحكومة بالسجن لمدة 11 عاما، اعتقلتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، عقب انفجار أنبوبة غاز كانت في مركبتها عند حاجز "الزعيم" شرقي مدينة القدس المحتلة، واتهمت بنيّتها تنفيذ عملية ضد الجنود، وأصيبت بـ50 جرحا في جسدها، كما أصيبت بتشوهات في الوجه والظهر، وتُركت من دون علاج، وتعاني الإهمال الطبي في سجون الاحتلال.

جعابيص، التي تقبع في سجن الشارون الإسرائيلي، وجّهت لشقيقتها منى، رسالة تشرح فيها العلاجات غير الكافية التي يقدمها لها السجانون، وبعض العمليات التي تحتاجها لتخفف عنها الألم، والظروف النفسية القاسية.

تقول في الرسالة، التي وصلت "العربي الجديد" نسخة منها، "لقد أجريت عملية في عيني، بمشفى هداسا عين كارم، يوم الأحد. كنت أعتقد في البداية أن العملية خاصة بالأصابع الملتصقة نتيجة الحريق، إلا أنها كانت خاصة برفع الجفن السفلي، إلى جانب عملية تحت الإبط لأتمكن من تحريك يدي".

وتوضح "أخبروني بأن هذه العمليات أهم حاليا، وطبعا أتمنى أن يتابعوا علاجي ويتم إجراء باقي العمليات: فصل الأصابع الملتصقة نتيجة الحريق، تركيب أطراف، عمليات في الأنف، علاج التشوهات الخارجية، علاج الأسنان والفم".

ولم تخف الأسيرة في رسالتها، أن خضوعها للعملية فتح عليها جروحها القديمة وأعاد إليها ذكريات الحادث بكل تفاصيله، "تلازمني هذه الذكريات بكل آلامها، على الرغم من كل محاولاتي للنسيان".


وتشرح الأسيرة في رسالتها، المعاملة القاسية التي تعرضت لها داخل المشفى، وتقييد يديها من دون مراعاة وضعها الصحي، ما دفعها إلى المطالبة بالمغادرة بعد يومين من إجراء العملية، فيما كان المفروض أن تبقى هناك أسبوعاً كاملاً، "طلبت إخراجي بعد يومين، لأنني بقيت مقيدة في التخت، كانوا يربطون قدمي اليمنى مع يدي اليسرى أو العكس، وكانت "الكلبشات" مشدودة جداً وسببت لي جروحا صعبة في القدم واليد (..) لم أتمكن من احتمال آلامها الشديدة، حتى عندما كنت أذهب للحمام كانوا يشدونها أكثر، هذا إلى جانب أنني كنت بمعية ثلاثة سجانين، وكنت طيلة الوقت مضغوطة جدًا، حتى الأكل كان يصلني في وقت متأخر جداً، حاليا أقوم بتغيير ضمادة العين والإبط بمساعدة البنات، ووضعي الحمد لله أفضل".

المساهمون