الفلسطينية زينب سبيتان تصنع الإكسسوارات والحلي من البذور

09 مارس 2018
إكسسوارات فلسطينية من البذور (العربي الجديد)
+ الخط -


تجتهد الفلسطينية زينب سبيتان (43 سنة) من سكان قرية الجفتلك في أريحا بالأغوار الفلسطينية، منذ سنوات بالعمل في مهنة التطريز والخياطة لإنتاج مشغولات نسائية يدوية  بطريقة إبداعية، لكنها بدأت في الآونة الأخيرة إنتاج الإكسسوارات والحلي من بذور ثمار الأشجار.

تحب زينب عملها كثيرا، وتجد نفسها مبدعة في إنتاج المشغولات النسائية في مشروعها "ريفيات"، وتسعى دوما لإيجاد أفكار إبداعية مع العديد من نساء الريف والتجمعات البدوية في الضفة الغربية بما فيها الأغوار، واللاتي تعلمهن من خلال دورات لينتجن تلك المشغولات، ثم تقوم بتسويق المنتجات مقابل نسبة من الأرباح، كما تقول لـ"العربي الجديد".

درست السيدة الفلسطينية "التربية الابتدائية" بجامعة القدس المفتوحة في أريحا، وأنشأت خلال دراستها 3 روضات في التجمعات البدوية والأرياف بالأغوار، إلا أنها أكملت حياتها العملية في التطريز والخياطة والمشغولات النسائية.

وتوضح زينب أنها قررت الاستفادة من البذور الطبيعية لثمار الأشجار في صناعة الإكسسوارات، فتنتج الأقراط والأساور والسلاسل وغيرها، وأكثر ما تستخدمه من البذور الطبيعية نواة التمر والزيتون، وثمار السدر واللوز والخوخ والدراق والمشمش، "في بادئ الأمر تغسل البذور وتجفف، ثم تثقب بعد ذلك، وبعض البذور يتم طلاؤها بالألوان أو بدهان لامع يبقي لونها الطبيعي ويحافظ عليها من التلف".

تشبك زينب البذور المختلفة بالخيوط المصنوعة من صوف الأغنام، في محاولة لتوفير منتج فلسطيني طبيعي بالكامل، وأحيانا تستغنى عن الخيوط بأسلاك من النحاس أو الألمنيوم، كل ما تحتاجه لإنتاج تلك الاكسسوارات غير البذور، مستلزمات بسيطة بينها مقصات، وزرديات، وورق للحف، ومثقاب، وصنارة لغزل الخيوط، وصوف أغنام، وأسلاك نحاسية أو من الألمنيوم.

تباع إكسسوارات البذور الطبيعية، بأسعار بين 3 دولارات إلى 10 دولارات، وبعض قطع التطريز يصل سعرها إلى 50 دولارا، وقبل تسويق المنتجات تحرص زينب وزميلاتها على تغليف منتجاتهن، فيوضع مع كل منتج بطاقة تعريف تضم قصة زينب في مساعدة النساء، ويكتب في البطاقة "إنتاج فلسطين" وتزين بالعلم الفلسطيني.

قصة زينب التي توزعها مع كل منتج من المنتجات باللغة الإنكليزية، تتضمن "أنها امرأة مطلقة أخذت على عاتقها مساعدة النساء على الإنتاج والاعتماد على أنفسهن، بعد أن مرت هي نفسها بصعوبات في الحياة".

تعمل زينب متطوعة في تدريب النساء بالأرياف والتجمعات البدوية على الأشغال اليدوية، وتشرف بشكل مباشر على تصميم وإنتاج تلك المشغولات، وتقوم بتسويقها من خلال المؤسسات المحلية والأجنبية، وفيما تستهدف الأجانب حتى يبقى المنتج كتذكار فلسطيني، إلا أن غالبية المستهلكين فلسطينيون.

وتقول زينب "هذه المهنة كفتني احتياجاتي، وخاصة أنني معيل لأسرتي المكونة من أربعة أفراد بعد طلاقي. تمكنت من تشغيل 45 امرأة فلسطينية من التجمعات البدوية وبعض المناطق الريفية، وأصبحت أشرف على عملهن وتسويق منتجاتهن".

مشاعل وآمنة، ابنتا زينب تدرسان حاليا في كليات بمدينة بيت لحم، الفنون التشكيلية المعاصرة والخزف، وتصميم الأزياء، وتحاول زينب الاستفادة من التخصصين، كما تستفيد ابنتاها مما اكتسبته من خبرات عملية.

وتدعو زينب للاستقلالية المالية للمرأة حتى تكون عنصرا فعالا ومنتجا في المجتمع، فكل شخص بحاجة لمصاريف شخصية، وهي تدرك أن المرأة قادرة على إدارة حراك اقتصادي قوي يدعم الاقتصاد الوطني، "استثمارنا في المرأة هو استثمار للمجتمع، فهي المجتمع كله وليست نصفه، هي نصف المجتمع وهي تربي النصف الآخر".


دلالات
المساهمون