الأردن و"أونروا" يعملان لسد العجز بموازنة الوكالة

29 مايو 2019
عجز موازنة "أونروا" يهدد أمن اللاجئين الغذائي (عبد زاغوت/الأناضول)
+ الخط -


أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كرينبول، استمرار العمل معا وبالتعاون مع الشركاء في المجتمع الدولي لتوفير الدعم السياسي والمالي اللازمين لتمكين الوكالة من المضي في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي.

واتفق الصفدي وكرينبول على برنامج العمل بالتنسيق مع الشركاء لسد العجز المتوقع في موازنة الوكالة هذا العام والمقدر أن يصل إلى نحو 200 مليون دولار.

وخلال لقاء في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، شدد الصفدي على ضرورة توفير الدعم المالي اللازم للوكالة لضمان استمرار تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، ليس فقط لأهمية ما تقدمه من خدمات، بل لأن في ذلك تأكيد على التزام المجتمع الدولي بتلبية حق اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية وخصوصا القرار 194.

وقال الوزير الأردني في تصريحات صحافية، إن عدم توفير الدعم اللازم لـ"أونروا" سيحرم 560 ألف طالب فلسطيني من حقهم في التعليم، وملايين المرضى من العلاج، والمحتاجين من المساعدات، وسيفاقم التوتر في المنطقة، ما يهدد الاستقرار والأمن الدوليين.

وبحث الصفدي وكرينبول سبل تنفيذ توصيات اجتماع استوكهولم الذي انعقد بدعوة مشتركة من الأردن والسويد وحضره ممثلون عن دول عدة بالإضافة للاتحاد الأوروبي، والذي أكد ضرورة سد الفجوة التمويلية في موازنة الوكالة، وأن قضية اللاجئين قضية من قضايا الوضع النهائي تحسم في إطار حل سياسي شامل للصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية.

وأعرب المفوض العام للوكالة عن تثمينه العالي للجهود التي تقودها المملكة لدعم الوكالة وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

وأعلن كرينبول، يوم الخميس الماضي، أن قيمة العجز المالي الحالي في ميزانية الوكالة بلغت نحو 200 مليون دولار. وقال: "نعلم أننا سنتعرض للكثير من الهجمات والانتقادات، لكننا سنواصل تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، حسب التفويض الممنوح لنا من الأمم المتحدة، ولن نسمح على الإطلاق بأي محاولة لتدمير شرعية اللاجئين". وشدد على أن "أونروا" ليست مسؤولة عن زيادة أعداد اللاجئين، مضيفاً "المسؤول عن ذلك هو فشل السياسة".

موقف المجتمع الدولي الإيجابي في دعم الوكالة والذي تبدى العام الماضي بتخفيض عجزها من حوالي 446 مليون دولار إلى أقل من 20 مليون دولار، يفتح باب الأمل والتفاؤل للتغلب على مشكلة العجز من جديد.

ودعا المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الأسبوع الماضي، إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قبل الكشف عن الجانب الاقتصادي من الخطة الأميركية للسلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين، المعروفة باسم "صفقة القرن".

وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، قال غرينبلات إن "أونروا" عبارة عن "ضمادة"، وأن الوقت حان لكي تتسلم الدول المستضيفة للاجئين والمنظمات غير الحكومية الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية. وقال غرينبلات للمجلس "نموذج أونروا خذل الشعب الفلسطيني".

والعام الماضي، قطعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمويلها لـ"أونروا". واعتبر غرينبلات أن الوقت حان لبدء نقاش حول تخطيط نقل الخدمات التي تقدمها "أونروا" إلى الحكومات المستضيفة، أو غيرها من المنظمات غير الحكومية، الدولية أو المحلية.

وواجهت "أونروا" أكبر تحد مالي لها عام 2018، في أعقاب قرار الولايات المتحدة قطع مبلغ 300 مليون دولار من تمويلها للوكالة. وكان للحملة العالمية "الكرامة لا تقدر بثمن"، التي ترافقت مع تدابير توفير داخلية قوية الأثر، في السماح للوكالة بالتغلب تماماً على عجز مقداره 446 مليون دولار عام 2018.​
المساهمون