زينة وطقوس متنوعة في احتفالات عيد الميلاد الأميركية

24 ديسمبر 2016
يتباهى الناس بزينة العيد والأضواء (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -
يحتفل الأميركيون رسمياً في الـ 25 من ديسمبر/ كانون الأول بعيد الميلاد. وتتنوع طقوس وتفاصيل الاحتفالات بحسب المناطق وخلفيات المحتفلين. فأميركا بلد يتمتع بتنوع ثقافي، وينحدر أغلبية سكانه من دول كثيرة وخلفيات ثقافية متعددة.

ومع كل هذا، فإن هناك الكثير من القواسم المشتركة لكيفية إحياء احتفالات عيد الميلاد. ومن بينها تجمع العائلة في بيت واحد لتناول العشاء وتزيين شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا، فضلاً عن كعك العيد والمأكولات الخاصة بالمناسبة وزيارة الكنيسة.

وتقوم بعض العائلات بصنع الزينة بنفسها أو شرائها من أماكن خاصة وليس المتاجر الكبيرة. وفي بعض الولايات الأميركية هناك متاجر خاصة لبيع زينة عيد الميلاد وكل ما يتعلق بالاحتفالات طوال السنة وليس فقط أيام الأعياد.

وتتناول الكثير من العائلات وجبة عشاء مشتركة مع جميع أفراد العائلة المقربة، وتختلف نوعية الأكل والأطباق بحسب الخلفية الثقافية. ولا تقتصر الاحتفالات، وإن كانت في غالبها، على المسيحيين، فالكثير من العائلات غير المسيحية التي تعيش في أميركا ترى في هذه المناسبة طقساً اجتماعياً للتزاور، خاصة أن أيام العيد تعد عطلة رسمية يستغلها الكثيرون لزيارة الأهل. إضافة إلى زيارة الأقارب وتبادل الهدايا، والتبرع بالمال لمؤسسات خيرية أو منظمات غير حكومية، كما يقوم البعض بالتطوع للخدمة في ملاجئ للمشردين أو مراكز اجتماعية مختلفة تكثف خدماتها، والتي تقدمها غالبا للفقراء والمحتاجين، في فترة الأعياد. وتقيم الكنائس، على اختلافها وتنوعها، عدة صلوات يتخلل بعضها تمثيلا لقصة ولادة يسوع المسيح.



وفي ما يخص الجاليات العربية الأميركية، خاصة تلك التي ولد أحد الأهالي بها في سورية أو لبنان أو العراق أو مصر أو فلسطين فتقدم العائلات فيها أكلات البلد الأم. كما تحيي بعض الكنائس في المناطق التي تسكنها نسبة عالية من العرب المسيحيين جزءاً من القداس بالعربية إضافة إلى لغات أخرى، كديترويت في ميشيغن حيث الجالية العراقية المسيحية كبيرة ويكون القداس في بعضها بالإضافة إلى الإنكليزية بالعربية وكذلك الكلدانية.

وتحتفل بعض المناطق بطريقتها الخاصة. ففي ضواحي المدن الكبيرة غالبا ما يتباهى الناس بزينة العيد والأضواء التي يزينون بيوتهم بها. بل إن بعض المناطق تقوم بمسابقات لأجمل زينة بيت من خارجه.

ويتجول الناس بسياراتهم بين البيوت لمشاهدة زينة البيوت المختلفة. ولا تقتصر الزينة على ضواحي المدن بل كثيرا ما يزين سكان المدن شبابيك بيوتهم أو شرفاتها بالأضواء. كما تعكف الكثير من المدن وبلدياتها على تزيين الشوارع الرئيسية وغالبا ما تضع شجرة عيد ميلاد كبيرة في مركز المدينة.

ولعل الأشهر، ليس فقط في الولايات المتحدة بل في العالم كله بسبب أفلام هوليوود، هي شجرة عيد الميلاد التي توضع في ساحة مركز روكفيلر في نيويورك، وأمامها ساحة للتزلج على الجليد.

وتغزو الدعايات المروجة للبضائع والهدايا ومستلزمات الأعياد شاشات التلفزة وواجهات الحوانيت والمتاجر الأميركية قبل أسابيع من موعد الاحتفال بعيد الميلاد. لدرجة يشكو فيها بعض الأميركيين من أن مناخ الثقافة الاستهلاكية يكاد يفرغ أعياد الميلاد من معناها. ولا عجب إذا نظرنا إلى الأموال التي تصرف كل سنة على الهدايا والطعام والسفر والتحضيرات للعيد. وبحسب إحصاءات أميركية رسمية فإن حجم مبيعات الأعياد لهذا العام قد يفوق الترليون دولار أميركي.

وتفيد دراسة سابقة صادرة عن وزارة الطاقة الأميركية بأن الأميركيين يستهلكون في الأعياد، ما يعادل 6.6 مليارات كيلوواط من الساعات الكهربائية كل عام للزينة والإضاءة. وهذا الرقم يفوق ما يستخدمه سكان دول نامية كالإكوادور من الطاقة لسنة كاملة.