وجهات سياحية في جبال الأطلس المغربية... شلالات ساحرة وعيون مبهرة

24 ابريل 2019
جبال الأطلس تجذب السياح في المغرب (Getty)
+ الخط -
ما إن تبدأ نسمات الربيع، حتى تنزع مناطق وقرى جبال الأطلس المغربية ثوبها الأبيض، لاستقبال السياح والاستمتاع بالطبيعة التي تتجلى بأحلى صورها. ينابيع، شلالات، وعيون وسط غابات كثيفة، وبساتين من الفاكهة المتنوعة، تدعوك لنسيان الضجيج في المدن، وأخذ قسط من الراحة. 

لطالما كانت هذه المناطق تزخر بالعجائب الطبيعية التي ظلت مخفية لعقود. ومنذ سنوات، بدأت هذه القرى والمدن الواقعة في قلب جبال الأطلس تفرض نفسها بشكل لافت على الخريطة السياحية، خاصة السياحة الطبيعية. كما تتميز هذه المنطقة أيضاً بكونها مكانا هاما للسياحة الاستشفائية، نظراً لابتعادها عن تلوث المدن الكبرى. ويلجأ إليها الكثير من المرضى بهدف العلاج. فإن كنتم تبحثون عن مكان مثالي للهدوء، فلتكن الوجهة إلى قرى جبال الأطلس المغربية. 

عيون أم الربيع

رائحة الخبز من داخل أفران الحطب، وصوت خرير المياه، يستقبلان الزائر ما إن يصل إلى منطقة عيون أم الربيع. في قلب جبال الأطلس المتوسط وتحديداً في إقليم خنيفرة، تقع هذه المنطقة الطبيعية الساحرة. تبعد عيون أم الربيع وشلالاتها نحو 45 كلم عن مدينة خنيفرة.



تتكون من 47 عيناً، منها 40 عيناً للمياه العذبة، و7 عيون مالحة. تتنوع النشاطات التي
يمكن القيام بها، أولها استئجار قارب والتجوال بين الأنهار والوديان. أما من يهوى السباحة والقفز في المياه، فسيعيش التجربة التي لا تتكرر. في فصل الربيع، تقام العديد من المهرجانات الفلكلورية وهي فرصة مناسبة للتعرف على عادات سكان الأطلس المتوسط. وعلى أطراف الوادي، مئات البيوت الخشبية الصغيرة تستقبل السياح للإقامة بجو ريفي بسيط. كما تنتشر مئات المطاعم التي تقدم مأكولات مغربية شهية.

مدينة إفران

هنا، يُخيل للزائر أنه في مدينة سويسرية. الطراز المعماري للمدينة، والطبيعة الخلابة، جعلاها على رأس المناطق الجاذبة للسياح. بيوت رائعة يعلوها قرميد أحمر، تزينها النباتات المتدلية. تحتوي إفران الواقعة بالقرب من مدينتي فاس ومكناس، الكثير من المعالم الطبيعية كالبحيرات والكهوف. كما تتميز، بشلالاتها الخلابة، كشلال زاويات واد إفران، وشلالات العذراء. يقضي الزائر ساعات في التنزه سيراً على الأقدام، أو حتى ركوب الدراجات الهوائية.



كذلك تحتوي هذه المدينة على واحدة من أجمل العيون في القارة الأفريقية، وهي عين فيتيل، التي توفر جولات قصيرة بالمراكب. تتميز ببرودة مياهها، ولونها الأزرق الفيروزي. أما عين ضاية عوا الواقعة وسط الغابات الخضراء، فتدعوكم لممارسة صيد الأسماك، أو إطعام أسراب البط المنتشرة هناك. ولا تفوتوا زيارة شجرة الأرز المعمرة، إذ يفوق عمرها 800 عام. 

ستي فاطمة

على بعد 45 كلم من مدينة مراكش، تقع ستي فاطمة. محببة لمحبي المغامرات، نظراً لتنوع النشاطات التي يمكن القيام بها. تحتوي الكثير من الشلالات والعيون. هنا يستمتع الزائر بالمغامرات الرياضية المتنوعة، كالقفز من أعلى الشلال، أو حتى القيام برياضة التجديف "الرافتينغ" في الأنهار.


وإن كنتم من محبي المغامرات، فيمكنكم تسلق الجبال، واكتشاف أنواع نادرة من النباتات، كما يمكنكم التعرف على الحيوانات البرية النادرة، والتي بدأت بالانقراض، من أبرزها الأيل الأفريقي.

تتميز القرية أيضاً ببساطتها، المنازل والبيوت مازالت على شكلها القديم، فيشعر الزائر وكأنه عاد بالزمن إلى أكثر من 50 عاماً. وإن أردتم التسوق، فما رأيكم بزيارة السوق الشعبي، حيث المنتجات الحرفية، والمأكولات التراثية التي تحضر بعناية من قبل سكان الأطلس الكبير. 

شلالات أوزود

لا تمكن زيارة جبال الأطلس الكبير دون المرور بشلالات أوزود. تصنف الشلالات كواحدة من أجمل الشلالات في العالم. تتكون من أربعة وديان تسقط مياهها على مرحلتين يصل ارتفاعها إلى أكثر من 110 أمتار. تلتقي تدفقات مياه وادي أوزود في مجرى واحد يصب، في وادي العبيد الرافد الأساسي لنهر أم الربيع، أطول وديان المغرب.



تتواجد بالقرب من شلالات أوزود مطاحن تقليدية لطحن الحبوب تعمل بالطاقة المائية للشلالات، كما تتواجد العديد من معاصر الزيتون التي مازالت محافظة على عملها اليدوي والبدائي. تختلف النشاطات الترفيهية، حيث تقام العديد من المهرجانات والألعاب المائية، وهي مكان مميز للعائلة. تحيط بالمنطقة بساتين البلوط والرمان، كما تعيش هناك أنواع نادرة من القرود،  أبرزعا القرد البربري، وهي فرصة مناسبة لرؤيته.

ولا تفوتوا فرصة زيارة حقول الورود بالقرب من الشلالات، حيث تقوم النسوة بجمع الأزهار، لصناعة أنواع مختلفة من شراب الورد.

تعتبر التكاليف اليومية في هذه المنطقة من المملكة المغربية بسيطة، مقارنة مع الخدمات المقدمة. الإقامة في الفنادق، خاصة الفنادق التي تتسم بطابع شعبي، إذ يمكن المبيت مقابل 10 دولارات. أما بالنسبة إلى قائمة الأطعمة، فلا بد من زيارة المطاعم التي يديرها السكان، حيث تقدم مأكولات منزلية، بأسعار مناسبة.

*الصور من وكالة Getty