يورو بالعربي..."أيرلندا الشمالية" الجيش الأخضر والأبيض المقاتل

FA75911F-93E5-4D86-8C62-4BD8C2710E59
رياض الترك
صحافي لبناني وكاتب رياضي في موقع وصحيفة العربي الجديد منذ عام 2014. مولع بالرياضة ومختص في شؤون إدارتها أيضاً.
19 مايو 2016
CB2355EB-930B-418D-B34B-1E9EFC7DA70B
+ الخط -

تحتل أيرلندا الشمالية المركز الـ26 في تصنيف الفيفا العالمي، والمركز الـ18 في ترتيب المنتخبات الأوروبية، هو منتخب سيُشارك للمرة الأولى في بطولة "اليورو"، بعد أن قدم تصفيات أوروبية أكثر من رائعة، نجح من خلالها في خطف صدارة المجموعة السادسة والتأهل بشكل مباشر إلى يورو فرنسا 2016 عن جدارة واستحقاق.

لمحة تاريخية
لم ينجح منتخب أيرلندا الشمالية في بلوغ نهائيات اليورو في أي مناسبة منذ تأسيس البطولة في العام 1960، لكنه تأهل إلى بطولة كأس العالم في مرتين، أول مرة في مونديال السويد 1958، وهناك لم يذهب بمثابة ضيف شرف، بل قدم مستوى لافتا ووصل إلى الدور الربع نهائي من البطولة، بعد أن لعب خمس مباريات، فاز في اثنتين وخسر مثلهما وتعادل في مباراة واحدة، في وقت سجل ستة أهداف وتلقت شباكه عشرة أهداف.

أما المشاركة الثانية فكانت في مونديال المكسيك 1986، حيثُ لعب منتخب أيرلندا الشمالية ثلاث مباريات وخرج من دور المجموعات، إذ خسر في مباراتين وتعادل في لقاء وحيد. وفي هذه البطولة سجل هجوم أيرلندا هدفين وتلقت شباكه ستة أهداف في ثلاث مبارايات.

وفي جميع التصفيات الأوروبية التي خاضها منتخب أيرلندا الشمالية، لم ينجح في تقديم المستوى المُميز الذي يمنحه بطاقة مؤهلة إلى المونديال أو اليورو، إذ إنه فشل في تحقيق أكثر من ثلاثة انتصارات خلال مسيرته في التصفيات، باستثناء مرة واحدة في تصفيات كأس العالم 1994 عندما حقق خمسة انتصارات، لم تكن كافية لمنحه بطاقة العبور إلى المونديال الأميركي.

في وقت كان أعلى معدل تهديفي لأيرلندا الشمالية في تصفيات كأس العالم 2010، عندما سجل المنتخب 13 هدفاً وتلقت شباكه تسعة أهداف، وكانت هذه أفضل إحصائية في تاريخ التصفيات، إذ تلقت شباكه في تصفيات 2006 حوالي 18 هدفاً في عشر مباريات.

الطريق إلى اليورو
لم تكن طريق منتخب أيرلندا الشمالية إلى يورو 2016 مفروشة بالورد، بل كانت صعبة قدم فيها المنتخب أداءً ومستوى كرويا مُتميزا جعله واحدا من أفضل منتخبات أوروبا في التصفيات، خصوصاً أنه خطف صدارة المجموعة السادسة عن جدارة واستحقاق بعد أن جمع 21 نقطة في عشر مباريات.

بدأت أيرلندا الشمالية بأفضل طريقة ممكنة بفوز على المنتخب المجري القوي خارج الديار (2 - 1)، وفي الجولة الثانية حقق فوزه الثاني توالياً على حساب جزر الفارو، قبل أن يُحقق فوزه الثالث على اليونان بهدفين نظيفين، ويسير في الطريق الصحيح لتحقيق الإنجاز التاريخي.

في الجولة الرابعة تعرض لنكسة وخسر من رومانيا بهدفين نظيفين خارج الديار، قبل أن يُعوض في الجولة الخامسة بفوز على فنلندا (2 - 1)، ثم تعادل مع رومانيا على أرضه بدون أهداف، وعاد وحقق فوزاً ثميناً خارج الديار على جزر الفارو (3 - 1)، قبل أن يتعادل للمرة الثانية في التصفيات مع المجر (1 - 1)، ويفوز على اليونان مرة جديدة (3 - 1)، ويضمن التأهل من المركز الأول رغم تعادله في الجولة الأخيرة مع فنلندا (1 - 1).

سجلت أيرلندا الشمالية في التصفيات 16 هدفاً وتلقت شباكها ثمانية أهداف في عشر مباريات، في حين تميز هدافها كايل لافيرتي، ليتأهل المنتخب بصفة متصدّر للمجموعة السادسة، ويضمن التواجد في بطولة يورو لأول مرة في تاريخه، على أمل أن يظهر بأفضل مستوى له في البطولة الأوروبية.

تكتيك أيرلندا الشمالية
يبدو أن المدرب كاني أونيل سيذهب إلى اليورو بتشكيلة (3 - 5 - 2)، التي يعتبرها هذا المدرب الأفضل لمنتخب أيرلندا الشمالية وتناسبه كثيراً، خصوصاً في مواجهة المنتخبات الأوروبية العملاقة، في وقت أثبتت خطط أونيل الفنية على أرض الملعب أنها قادرة على صناعة منتخب قوي في المستقبل قادر على منافسة كبار أوروبا.

ولعب أونيل منذ بداية مشواره مع المنتخب الأيرلندي الشمالي على زرع الثقة في قلوب اللاعبين لكي يقاتلوا من أجل الفوز، والحفاظ على التوازن في المنتخب من أجل الاستمرار في التصفيات وتحقيق الأهداف المطلوبة. وقرر أونيل قبل بداية التصفيات تحضير مجموعة من الشباب لكي تدخل في قائمة المنتخب، وتُشكل مع عناصر الخبرة المتواجدة منتخباً قادراً على صناعة حلم التأهل، وهذا ما حققه في نهاية الطريق.

وبدا واضحاً أن أونيل يُركز في الحصص التدريبية على العامل البدني قبل أي شيء، واختار التشكيلة التي تتناسب مع المواهب الموجودة في أيرلندا الشمالية، كي لا يقع في خطأ عدم تأقلم المنتخب السريع، وفعلاً ظهر ذلك في أول ثلاث مباريات من التصفيات الأوروبية.

والأهم من ذلك أن المدرب كان يعطي دفعا معنويا كبيرا للاعبين، الذين كانو يثقون بقراراته الفنية، حتى أنهم في كل مرة يُسجلون الأهداف يركضون نحوه ويحتفلون معه بطريقة مجنونة تدلُ على العلاقة الوطيدة بين المدرب ولاعبيه منذ بداية التصفيات حتى النهاية.

حظوظ أيرلندا الشمالية في المجموعة
كما كانت مجموعة التصفيات صعبة، فإن مجموعة يورو 2016 الثالثة التي يتواجد فيها منتخب أيرلندا الشمالية ليست سهلة على الإطلاق، فهي تضمُ بطل العالم المنتخب الألماني، والمنتخب البولندي، ثاني المجموعة الرابعة في التصفيات، وأخيراً المنتخب الأوكراني الذي تأهل عبر الملحق الأوروبي.

الحصول على بطاقة مؤهلة بشكل مباشر أمر في غاية الصعوبة وسط ثلاثة من أفضل منتخبات أوروبا، وفي وقت يتأهل الأول والثاني والثالث إلى الدور الثاني، فإن حظوظ أيرلندا الشمالية تبدو على الورق صعبة في العبور، لكن فوزا وحيدا قد يكون كافياً لحصد المركز الثالث المؤهل، لكن هذا الأمر يتطلب قتالا في كل مباراة طوال 90 دقيقة.

وإن كان المدرب أونيل يفكر في المنافسة على المركز الأول أو الوصيف، فعليه أن يلعب على أخطاء منافسيه الأقوياء، الذين لن يرحموا أي منتخب في المجموعة مهما كان حجمه. عبور أيرلندا الشمالية يبدو صعبا لكنه ليس مستحيلا، لأن مباريات التصفيات أثبتت أنه منتخب قادم إلى "اليورو" بغية تحقيق المفاجآت.

عناصر أيرلندا الشمالية المتوقعة:
حراسة المرمى: روي كارول، مايكل ماكجوفيرن، تريفور كارسون.
خط الدفاع: كريس بالرد، غريغ كاثهارت، جوني إيفانز، أراغون هوجز، دانيال لافيرتي، غاريث ماكولي، كونور ماكلاوغن.
خط الوسط: كريس بانت، سامي كليغان، ستوارت دالاس، ستيفان ديفيس، كوري إيفانز، شاني فيرغيسون، أوليفر نوروود، جوش ماغينلز، جيمي وارد.
خط الهجوم: كايل لافيرتي، نيال ماكغلن، بيلي ماكاي، ليام بويس.

ذات صلة

الصورة
فييري واحد من المهاجمين الكبار في تاريخ منتخب إيطاليا (العربي الجددي/Getty)

رياضة

حلّ نجم منتخب إيطاليا السابق، كريستيان فييري، ضيفاً على صحيفة العربي الجديد، للحديث عن منتخب إيطاليا المشارك في بطولة يورو 2024.

الصورة
رحيمي سيكون خياراً مهماً للمدرب وليد الركراكي في منتخب المغرب (Getty)

رياضة

تحدّث النجم المغربي، لاعب نادي العين الإماراتي، سفيان رحيمي (27 عاماً)، خلال المؤتمر الصحافي الذي تلى التتويج بلقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم.

الصورة
حسام غشة بقميص الترجي على ملعب حمادي العقربي يوم 18 من هذا الشهر (Getty)

رياضة

عبّر نجم نادي الترجي التونسي حسام غشة عن حلمه باللعب لمنتخب بلاده الجزائر، بالتزامن مع المستوى الجيد الذي يقدمه مع فريقه، ومساهمته في بلوغ المباراة النهائية

الصورة
ديدا حارس مرمى منتخب البرازيل وميلان سابقاً (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يثقُ نجم نادي ميلان السابق، حارس المرمى البرازيلي المعتزل، ديدا (50 عاماً)، بالمدرب الجديد لراقصي السامبا، دوريفال جونيور.

المساهمون