رفض الممر الشرفي.. صنع من زيدان نجماً أم كسر به عُرفاً؟

07 ابريل 2018
+ الخط -
لم يكن يبحث يوما عن الأضواء، كالذي يحشر أنفه في كل شيء ويعلق على أي حدث كما يفعل "السبيشل ون" جوزيه مورينيو، ولم يسعَ يوماً لخطف الأضواء بحركاته على كرسي الاحتياط كما يفعل كونتي، ولا يصنع الحدث بتغييراته وجنونه التكتيكي كما يفعل بيب غوارديولا، ولا يبدي أي "غرينتا" خلال اللقاءات كما يحلو ليورغن كلوب أن يفعل، لكن ومع ذلك هو نجم الأسبوع من خلال تصريح جريء، لن يمر مرور الكرام وسيخلق حربا إعلامية لا نهاية لها، فتصريح زيدان بعدم قيام ناديه ريال مدريد بممر شرفي لنادي برشلونة، إن كان هذا الأخير قد ضمن البطولة قبل الكلاسيكو المرتقب.

زيدان طيلة مشواره الكروي جمع بين التناقض في أسمى معانيه، فهو الهادئ في كلامه وتصريحاته، والرزين في طريقة لعبه ومداعبته للكرة على المستطيل الأخضر، إلا أن تصرفاته الغريبة كانت تحدث ضجيجا إعلاميا في كل مرة، مرة بضرب لاعب سعودي في مونديال فرنسا 1998، وآخرها وأكبرها كانت النطحة الشهيرة للإيطالي ماتيرازي في نهائي أهم حدث كروي، ألا وهو نهائي كأس العالم 2006  في ألمانيا.


كمدرب، زيدان حافظ على هذا التناقض، فقد ظهر طيلة مسيرته الصغيرة عمرا والكبيرة ألقابا، في صورة الرجل الحكيم، الذي أعاد ريال مدريد إلى منصات التتويج، بعد بداية كارثية مع الإسباني رافائييل بينيتز، فقاد قلعة الملوك إلى  تحقيق البطولة بعد صيام سنين عنها، وبلغ رقم أريغو ساكي بتحقيق ذات الأذنين لموسمين متتاليين، إلا أنه تسبب في ضياع موسم ناديه بعد أن قضى على حلم البطولة في المهد، لتعانده السيدة الكأس هي الأخرى ويضيّعها للموسم الثاني على التوالي.

ليأتي تصريحه اليوم أن نادي ريال مدريد لن يقوم بممر شرفي لغريمه برشلونة، بقرار شخصي منه، أثبت من خلاله أنه مدريدي حتى النخاع، وأن قدومه المتأخر إلى  القلعة البيضاء لم يمنعه من التشبع بعشق ألوان الملكي.

قرار زيدان هذا، سيجعله في قمة التناقض، فهو الآن في أعين عشاق النادي الملكي البطل المغوار الذي سيحفظ كبرياءهم وكبرياء لاعبيه، فبالنسبة لهم، هي الإهانة أن يصفق رونالدو لميسي، وأن يطأطأ مودريتش رأسه أمام غوميز، وأن يستأسد سواريز على راموس، حتى وإن حدث ذلك، فقد يحدث بعد صافرة النهاية، أما في البداية فهو أمر مستحيل.

وفي نفس الوقت، فان زيدان قد كسر عرفا توارثته الأجيال جيلا بعد آخر، وأقدم عليه لاعبون كبار تزن أسماؤهم ذهباً، وصفق لاعبون حملوا كؤوساً عديدة، فالأمر يعتبر حركة نبيلة، يكرَّس من خلالها الاعتراف بالهزيمة، وتسود الروح الرياضية بين أكبر غريمين في تاريخ كرة القدم.

إن كانت حجة زيدان أن برشلونة رفض التصفيق للاعبيه بعد تحقيق "الموندياليتو" ضعيفة بالنسبة لمشجعي نادي المقاطعة الكتالونية المتمردة على الحكم الملكي، فهو بالنسبة لأي مدريدي بمثابة النصر الكبير في الرمق الأخير، فسيكون ذلك بالنسبة لهم التتويج الذي سينقذون به موسمهم الضعيف، والذي قد يكون صفراً من حيث الألقاب إن لم ينقذه التتويج الثالث على التوالي برابطة الأبطال، أما بالنسبة لغير مشجعي الفريقين، هو حرب كلامية ستسبب لهم الصداع عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
المساهمون