تشير أدلة كثيرة إلى أن عمليات تهريب الكوكايين زادت خلال مرحلة تفشي وباء كورونا وبعدها، إذ نجح المهربون في أميركا الجنوبية تحديداً، بذكاء كبير، في الإفادة من واقع عدم تأثر واردات أوروبا من الفاكهة والخضار وغيرها من المواد الغذائية من دولهم بتدابير الوباء، وتأثيرها على الشحنات المنقولة بحراً عبر "الأطلسي".
لا شك في أن أجهزة الأمن في البلدان المنتجة لمحاصيل نبتة الكوكا في أميركا الجنوبية تواصل عملياتها في مواجهة العصابات، واعتراض منتجاتها من المخدرات، واقتحام أماكن إنتاجها وصنعها، لكنها تتعامل اليوم مع عدد أكبر من العصابات وذات انتشار ميداني أوسع، خصوصاً في كولومبيا الخصبة بمحاصيل مزروعات نبتة الكوكا، وبالتالي بالمروّجين، ومعظمهم منشقون عن حركة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة عام 2016، والذين يملكون كميات كبيرة من السلاح لتنفيذ عمليات التهريب.
وباتت أوروبا اليوم تحتضن شبكات ضخمة لتهريب الكوكايين، علماً أن السلطات الإسبانية اعتقلت قبل أيام 61 مشبوهاً بالتورط في تهريب كمية 4 أطنان من الكوكايين، و2.5 طن من مخدر الماريجوانا، وقالت إن "غالبيتهم من دول البلقان". وتعاونت إسبانيا في تنفيذ هذه العملية مع جهاز الشرطة الأوروبية (يوروبول) ومسؤولين أمنيين في ألمانيا وكرواتيا وسلوفينيا وصربيا وكولومبيا والولايات المتحدة.
(العربي الجديد)