هل يصمد تحالف أوبك+ بعد تشديد العقوبات على النفط الروسي؟

01 يونيو 2022
بدأت بعض دول أوبك في رفع إنتاجها من النفط (فرانس برس)
+ الخط -

يلتقي وفود الدول المنتجة للنفط، غداً الخميس، في الاجتماع الشهري لتحالف ما يعرف باسم "أوبك+" والذي يجمع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" بقيادة السعودية والدول غير الأعضاء بقيادة روسيا وسط تطورات متلاحقة يتعرض لها التحالف المستمر منذ أكثر من 6 سنوات.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، يوم الثلاثاء، عن مندوبين في أوبك، أن بعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول يدرسون فكرة تعليق مشاركة روسيا في اتفاق إنتاج النفط بينما تلحق العقوبات الغربية ضرراً بقدرة البلاد على ضخ المزيد من الخام.
يأتي ذلك بعد أن قرر قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماعاتهم خلال اليومين الماضيين على خفض الواردات من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري، مع منح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك إرضاء للمجر التي هدّدت باستخدام الفيتو ضدّ هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا.

ويتوقع أن يزيد هذا القرار من شح إمدادات الطاقة ويؤدي لرفع أسعارها وسط ضغوط غربية على منتجي النفط لزيادة الإنتاج لإعادة التوازن لأسعار الخام.
وقفزت أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بينما قاربت الأسعار بعد القرار الأوروبي  122 دولاراً للبرميل.

فرص وضغوط 

تمثل الضغوط الغربية على الدول النفطية لزيادة الإنتاج، فضلاً عن العقوبات الغربية المتصاعدة على صادرات الطاقة الروسية فرصة للدول المنتجة للنفط خاصة الكبيرة منها مثل السعودية والكويت والعراق والإمارات لزيادة الإنتاج وضخ مزيد من الإيرادات لموازناتها التي تعتمد بشكل كبير للغاية على الإيرادات النفطية.

وقال أندرو ليبو من "ليبو أويل أسوشييتس" في هيوستون إن "تعليق روسيا من اتفاق أوبك + قد يكون مؤشراً لاستخدام السعودية والإمارات طاقتهما الإنتاجية الفائضة، لأنهما ستشعران بأنه لم يعد هناك اتفاق لحصة إنتاجية يحتاج للاعتراف بمصلحة روسيا".
ووفقاً لوكالة رويترز، فإن أكبر زيادة في إنتاج النفط داخل أوبك في مايو/ أيار الماضي كانت من نصيب السعودية وبلغت 100 ألف برميل يومياً، ثم الكويت بنحو 40 ألف برميل يومياً والعراق بنحو 30 ألف برميل يومياً ثم الإمارات بـ20 ألف برميل يومياً.

روسيا تتمسك بالتحالف

هذه الضغوط الغربية والعقوبات على موسكو يواجهها من الجانب الآخر تمسك روسي بتحالف أوبك+.

ويمثل تماسك تحالف أوبك+ واستمراره أولوية قصوى لدى روسيا حالياً، وذلك حتى يصبح مفعول العقوبات سلبياً على الدول الغربية، مستفيدة من ارتفاعات التضخم غير المسبوقة والتي زادت مع أزمة إمدادات الغذاء والطاقة ويتوقع لها مزيد من الارتفاع بعد العقوبات الأوروبية الأخيرة.
ومن ثم، فإن روسيا ترى أن تعويض النقص في الأسواق عبر استجابة الدول المنتجة للنفط وخاصة السعودية يجعلها، أي موسكو، المتضرر الوحيد من العقوبات ويحرمها من مصدر مهم لدخلها وتمويل حربها على أوكرانيا.
لذلك جاءت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأخيرة والمتعجلة للسعودية والتي أكد الكرملين أنه ونظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود أشادا بمستوى التعاون داخل أوبك+.
وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن لافروف ربما يلتقي وزراء خارجية آخرين من دول مجلس التعاون الخليجي، لكنها لم تنشر أي تصريحات سعودية رسمية حول نتائج اجتماعات الوزيرين.

زيادة.. لا زيادة

تضاربت الأنباء حتى الآن حول قرارات أوبك المنتظرة غداً، ففي الوقت الذي أكدت فيه "وول ستريت جورنال" أن دولاً بالتحالف تؤيد استبعاد روسيا بعد العقوبات الأخيرة على صادرات النفط وتفادياً لمزيد من الضغوط الأميركية والغربية التي ربما تصل لحد فرض عقوبات على منتجين آخرين، فإن وكالة "رويترز" نقلت الأسبوع الماضي عن ستة مصادر في أوبك+، قولهم إن من المنتظر أن يلتزم التحالف باتفاق بشأن إنتاج النفط تم التوصل إليه العام الماضي، في اجتماعه غداً.

وينص الاتفاق على زيادة قدرها 432 ألف برميل يوميا في مايو/ أيار من جميع أعضاء أوبك+، منها نحو 274 ألف برميل يومياً يتقاسمها منتجو أوبك العشرة الذين يشملهم الاتفاق.
ولكن "رويترز" أكدت أنه رغم عدم وجود سعي رسمي من أوبك لضخ المزيد من الخام للتعويض عن أي نقص محتمل في الإنتاج الروسي فإن بعض الأعضاء الخليجيين بدأوا التخطيط لزيادة إنتاجية في وقت ما في الأشهر القليلة المقبلة.

المساهمون