تسببت عمليات سرقة ترعاها مليشيات النظام السوري وقوات الأمن المسيطرة على أحياء مدينة حمص بانقطاع متكرر في التيار الكهربائي عن أجزاء من حي بابا عمرو والإنشاءات في شمالي غربي المدينة، وذلك في ظل عدم قدرة شركة الكهرباء على حماية الخطوط التي تقوم بإصلاحها.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن حيي بابا عمرو والإنشاءات عانيا أخيرا من انقطاع متكرر في الكهرباء لا علاقة له بساعات التقنين المفروضة من حكومة النظام، إنما سببها عمليات السرقة التي ترعاها وتقوم بها عناصر مليشيات النظام وقوات الأمن المسيطرة على الحيين.
ووفق المصادر، فإن الحيين يقعان تحت سلطة مليشيات تابعة لفرع الأمن السياسي وفرع الأمن العسكري والتي تتمركز على مداخل ومخارج الحيين وترصد أي حركة هناك، ولكنها تقف عاجزة عن رصد سرقة الكابلات النحاسية والبارات الحديدية المعلقة على عواميد نقل التيار الكهربائي في الحيين.
وقالت المصادر إن عملية قطع الأسلاك تتم في الليل، ويتم نقلها من الحي وبيعها ضمن الخردة التي تصدر من مناطق النظام إلى مناطق حزب الله اللبناني.
ووفق المصادر، فإن مليشيات النظام وبعد أن قامت بسرقة كافة المعادن القيمة من أسلاك وما شابه ذلك من منازل المهجرين في الحيين بدأت بسرقة شبكات الكهرباء التي قام النظام لاحقا بإعادة مدها في الحيين بهدف إنارة الحيين اللذين يعدان من الأحياء ذات الخلفية المعارضة للنظام.
وذكرت المصادر أن أبرز الشوارع التي تتم فيها سرقة الكهرباء هو "شارع الكرامة" والذي يفصل بين حي بابا عمرو وحي الإنشاءات، حيث إن تلك المنطقة تعاني من دمار كبير وكانت خط جبهة أثناء محاولة النظام اقتحام حي بابا عمرو في عام 2012 ويعتبر الشارع من أقل الشوارع سكانا لذلك ينتهز اللصوص فرصة لسرقة الكابلات من المنطقة.
وبحسب المصادر التي تفضل عدم ذكر هويتها لدواعٍ أمنية، فإن شركة الكهرباء قامت عدة مرات بإعادة إصلاح الكابلات ومد كابلات جديدة بدل المسروقة، إلا أن العملية تكررت عدة مرات آخرها كان هذا الأسبوع.
ويعاني عموم سكان المدينة أصلا من انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر بسبب التقنين الكهربائي الطويل من قبل حكومة النظام، فضلا عن عدم وجود مادة البنزين والمازوت للمولدات المنزلية يومياً.
وتعد عمليات سرقة الأسلاك الكهربائية والحديد من المنازل من أهم المصادر التي توفر المال لعناصر مليشيات النظام السوري، حيث يتم بيعها كخردة لتجار يقومون بنقلها لاحقا إلى خارج سورية، أو بيعها داخليا للمعامل التي تعمل على إعادة تدوير الحديد المستعمل.
وكان رئيس وزراء حكومة النظام السوري "حسين عرنوس" قد زار أمس الشركة العامة لمصفاة حمص والتي تقع على مقربة من حيي بابا عمرو والإنشاءات، وذلك بهدف إجراء اطلاع على عمليات صيانة وتطوير لعمل المصفاة التي تعاني أصلا من نقص في مادة النفط الخام.