قال الناطق باسم جهاز النهر الصناعي في ليبيا صلاح الساعدي إن استهلاك بلاده من المياه مرتفع جدا بالمقارنة مع دول العالم، وإن هناك هدراً يشكل خطراً على الأمن المائي.
وأوضح الساعدي في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن الخسائر المالية نتيجة الاعتداء على أنابيب النهر الصناعي بلغت 6 ملايين دينار (ما يعادل 1.2 مليون دولار).
وتركت الأزمات الأمنية والسياسية، التي طال أمدها منذ عام 2011، صداها في قطاع المياه الذي يعاني تراجع الخِدْمَات والمشاريع والصيانة، مع استهدافه بالتخريب.
وذكرت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير أن ليبيا تحتل صدارة الدول العربية في استهلاك المياه بأكثر من (ثلاثة) أضعاف معدل الاستهلاك في العالم، وأوضحت الأمم المتحدة في ليبيا أن هدر المياه يشكل إحدى الظواهر المقلقة للاستهلاك غير المستدام في ليبيا، حيث يستنزف البلد أكثر من 80 في المائة من موارده المائية القابلة للتجدد، ويعد من بين أكثر بلدان العالم المهددة بالإجهاد المائي.
وأشارت إلى عدم اختلاف نمط استهلاك مياه الري والمياه المستعملة في الإنتاج الصناعي؛ مذكرة بأن الهدف 12 من أهداف التنمية المستدامة يرمي إلى تشجيع تبني أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة.
وليبيا بلد محدود الموارد الطبيعية بشكل كبير، تشكل الصحراء القاحلة 90 في المائة من مساحته المقدرة بنحو 1.8 مليون كيلومتر مربع.
منذ ستينيات القرن الماضي، بدأت قصة النهر الصناعي حين اكتشفت شركات التنقيب عن البِترول في مناطق الجنوب الشرقي والجنوب الغربي مخزونا هائلًا من المياه الجوفية النقية، منذ العصر"الهولوسيني"، وجرى نقل جزء من هذه المياه عبر النهر الصناعي إلى المدن الساحلية لتروي عطش سكانها.
وفي مطلع الثمانينيات، بدأ مشروع النهر الصناعي في جلب المياه من جنوب ليبيا إلى شمالها عبر ضخ المياه الجوفية من وسط الصحراء عبر أربع أنابيب عملاقة يبلغ قطر الواحد منها أربعة أمتار بكلفة ناهزت 30 مليار دولار، يشارك فيها الليبيون عبر ضريبة مستقطعة من رواتب العاملين، استمرت من عام 1983 حتى 2011، إلى أن ألغاها المجلس الانتقالي بعد ثورة 17 فبراير.
وفي مارس/ آذار الماضي، أطلق المصرف الأفريقي للتنمية مشروعًا لتقييم وتحسين الإطار التنظيمي والقانوني والاستراتيجي لقطاع المياه في ليبيا، مستندا إلى مؤشرات صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة تفيد بامتلاك ليبيا 105 أمتار مكعبة للفرد/ سنة من المياه المتجددة، وهو ثامن أدنى مستوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.